اكدت رئيسة نقابة الفلاحين بصفاقس حدادية الغريبي ل " الصباح الأسبوعي "ان جملة من المشاكل والصعوبات باتت تعرقل قطاع الفلاحة في ولاية صفاقس بسبب عدم معالجتها في الابان، وعدم تشريك النقابة في إيجاد الحلول، والاستماع الى اهل المهنة وممثليها بذات القيمة والاهتمام مع بقية الهياكل النقابية المتمكنة من مشاكل القطاع، ما يفرض على وزارة الاشراف الجلوس الى طاولة الحوار والتعجيل في تنفيذ الحلول وما يجب اتخاذه بشأن المشاكل المتراكمة منذ ما قبل الثورة واستعرضت رئيسة النقابة في حديثها ل " الصباح الأسبوعي "جملة المشاكل المهنية في جهة صفاقس،مبرزة ان أهمها يتمثل في القوانين القديمة التي مازالت تنتظر الحسم والامضاء،إضافة الى كراس الشروط الخاصة بإنشاء التعاضديات،مؤكدة ان قطاع الفلاحة بات محكوما من قبل لوبيات خاصة في مجال انتاج الزيت والاعلاف ، مشيرة الى ان لحم العلوش الذي يباع بجوالي 30د للمستهلك يمكن بيعه ب20د فقط لو تدخلت الدولة في أسعار الاعلاف وفك شفرة " لوبيات الاعلاف "،التي تتحكم في أسعار اللحوم، مفيدة في ذات السياق انه سيتم رفع قضية لمجلس المنافسة بشان أسعار الاعلاف. مشاكل عقارية وقالت حدادية الغريبي ان المشاكل العقارية لأراضي السيالين وغيرها من الأراضي الدولية المتروكة ومسالة الملكية العقارية وكراءات الأراضي باتت تعطل الإنتاج الفلاحي،وتعرقل عمل الفلاحين،مطالبة بالإسراع في حل هذه الإشكاليات للتشجيع على الاستثمار،و الترفيع في نسبة القروض المسندة للفلاحين،حيث انها لم تتجاوز نسبة 4 بالمائة سنة 2018 من مجموع القروض المسندة،مبينة ان كلفة الإنتاج في قطاعات البيض والحليب أصبحت باهظة ويمكن التدخل للتعديل فيها،بما يضمن مصلحة الفلاح والمستهلك. شرطة فلاحية ومن مشاكل قطاع الفلاحة في ولاية صفاقس،تحدثت رئيسة النقابة الجهوية عن ظاهرة السرقة التي نغصت حياة المنتجين والمستثمرين وكذلك العاملين في قطاعات الماشية وزيت الزيتون ، والفلاحة السقوية، وكذلك انتاج اللوز الذي تضرر هذه الأيام بسبب سرقة " اللوز الأخضر " مطالبة بإحداث " شرطة فلاحية " لحماية أملاك الفلاحين واستثماراتهم،وضمان سرعة التدخل عند حدوث السرقات والاعتداءات،مشيرة الى ان منتجي الزيت لم يعودوا قادرين على تغطية مصاريفهم،خاصة بالنسبة لصغار الفلاحين الذين يواجهون تراكم الديون وفوائضها،بالإضافة الى ظاهرة الفوضى في الغراسات،التي تعتمد مسافات قريبة ( 4-6-12 مترا ) بدلا من 24 مترا وهبي المسافة العلمية المعتمدة منذ سنوات،الى جانب ادخال مشاتل جديدة مستوردة لا تتناسب ونوعية التربة في الجهة و كذلك المناخ شبه الجاف وقليل الامطار، مشيرة الى ان شجرة الزيتونة التونسية تعد من احسن الأنواع في العالم وخاصة " الشملالي " الاحسن جودة وانتاج لزيت الزيتون،وهو امر مثبت علميا ،تؤكده الجوائز العالمية التي تحصل عليها منتجو الزيت في عديد المناسبات والمسابقات العالمية. غش في الادوية والبذور؟ وأفادت رئيسة النقابة ان من مشكلات قطاع الفلاحة ،هو ظاهرة الغش في الادوية الخاصة بمقاومة الحشرات والطفيليات ،و في نوعية البذور والمشاتل،بالنسبة لعديد الغراسات والخضر والغلال،من حيث النوعية والجودة،في غياب الرقابة الصارمة وعدم تدخل الدولة،للتحكم في التوريد وانجاز ما يجب إنجازه عند توريد المشاتل والزراعات وكذلك الادوية والمبيدات الحشرية،وهي مشاكل فنية وتقنية يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها ،بالجلوس الى طاولة الحوار،وتنفيذ ما يجب تنفيذه من إجراءات في الغرض. الكورونا تعطل الانتاج وبخصوص قطاع الصيد البحري،ذكرت رئيسة النقابة حدادية الغريبي ان البحارة في جهة صفاقس يعانون من غياب التغطية الاجتماعية،وضعف التقاعد التي لا تتجاوز150د، الى جانب معاناة قديمة لم تقدر مندوبية الفلاحية في الجهة على انهائها،وهي " لوبيات" الصيد بالكركارة، ما ارق صغار البحارة وعمق مشاكلهم و رفع في ديونهم،مؤكدة انه في زمن الكورونا لم يتم تقديم أي مساعدة مالية للفلاحة او البحارة ولم يتم يشملهم أي قرار حكومي في الغرض شانهم شان بقية القطاعات،علما ان الكورونا قد عطلت الإنتاج وعمليات البذر طيلة اشهر مارس وافريل وماي والنصف الأول من شهر جوان،ما اثر سلبا على عمليات البذر في الغراسات والخضر والغلال،مثل الطماطم والدلاع وعديد الخضراوات الصيفية البعلية منها والسقوية. تدخل وزاري في ذات السياق طالبت رئيسة نقابة الفلاحين بصفاقس، بضرورة تدخل وزاري عاجل لحل عديد الإشكاليات القائمة،والجلوس مع هياكل النقابة،وممثليها في جهة صفاقس،والاستماع الى مقترحاتها والحلول التي تقدمها،في اطار التعددية النقابية،والعمل على تفهم خصوصية القطاع في ولاية صفاقس،الذي يتشابه مع خصوصيات جهة المهدية وسيدي بوزيد،بالإضافة الى الإسراع بحل الإشكاليات العقارية للفلاحين،وإصدار القوانين اللازمة لتطوير قطاع الفلاحة في الجهة، وإصدار قانون لتمويل الفلاحين وتوفير الامن الغذائي،الى جانب تنظيم مسالك التوزيع للخضر ومختلف المنتوجات الفلاحية ، من حبوب وبقول ولحوم بانواعها،وخضروات واسماك وخضر وغلال في كل المواسم،معتبرة ان الحل يكمن في انشاء تعاضديات فلاحية،واعتماد كراس شروط جديد،ينتظر المصادقة والنظرفي مجلس النواب منذ 2011 تكفل توزيع المنتوجات دون وسطاء وسماسرة ولوبيات " المستكرشين" على حساب الفلاح والمستهلك.