تعيش حركة النهضة الحزب ذو الأغلبية البرلمانية في تونس مخاضا عسيرا قبل انطلاق مؤتمرها الذي سيحسم جملة من القضايا الخلافية. وفضلا عن الخلاف القائم المتعلق بعريضة مجموعة المائة والرافضة لترشح راشد الغنوشي مجددا لرئاسة النهضة طفت جملة من الاستقالات اخرها لطفي زيتون الذي اعلن الانسحاب من جميع مؤسسات الحركة بعد أيام من إعلانه الاستقالة من مجلس الشورى. وحول موقفه من الاستقالة وجملة الخلافات التي تعيشها النهضة تحدثت "الصباح نيوز" الى القيادي سمير ديلو. وفي ما يلي الحوار: -ماهو تعليقك على استقالة القيادي في الحركة لطفي زيتون من مجلس الشورى؟ لا تعليق لي ، هو حرّ يفعل ما يشاء ، لكلٍّ قراراته وخياراته المحترمة ، لن أسمح لنفسي بالتّقييم المتسرّع لمبادرته ( التي لم تتّضح ملامحها بعد ) أو بالبحث عن خلفيّاتها.. ما أزعجني هو اتّهامه لزملائه المطالبين بالإصلاح وباحترام القانون بأنّ هدفهم الحقيقي هو البحث عن التّموقع.. -لماذا تواصلت الاستقالات داخل الحركة ؟ هناك حالة من القلق في صفوف عدد كبير من أبناء وبنات النّهضة بسبب انسداد آفاق الحوار وتعطّل المؤسّسات.. الإستقالات - سواء منها المُعلنة أو الواقعيّة - تعبير عن فقدان أصحابها الأمل في استعادة مسار الديمقراطية الدّاخليّة والتّفرّغ للمشاغل والهموم الوطنيّة.. و لا أرى حلاّ إلاّ بالتّوقّف عن المغالبة بكلّ أشكالها ( سواء بفرض الأمر الواقع أو بفسح المجال لعربدة بعض منحرفي الفضاء الإجتماعي ممّن لا علاقة لهم بالعمل السّياسي ولا أخلاق لهم و لا وعي لهم..) -هل ان الخلاف حول ترشح راشد الغنوشي لرئاسة الحركة خلال المؤتمر المقبل هو سبب الصراعات الداخلية التي احتدت على مدى الايام الماضية؟ القضيّة ليست في الترشّح من عدمه ، بل في مدى مصداقيّة المنتمين للأحزاب حين يدافعون: عن تطبيق القانون في أوطانهم ثمّ ينظّرون للتّحايل عليه في أحزابهم ، وعن التّداول على السّلطة في بلدانهم والرّئاسة ( أو الزّعامة ) مدى الحياة في أحزابهم ، وعن أخلقة الحياة السّياسيّة في البلاد وإصلاح الإعلام ثم يفسحون المجال لمحترفي السّبّ والشّتم و التّشويه لمن يخالفهم الرّأي.. هذه بلاد شهدت ثورة ضدّ الرّئاسة مدى الحياة ومُنِع بعدها المُناشدون من الترشّح لانتخابات المجلس الوطني التّأسيسي .. كم هي قصيرة ذاكرة بعضنا..!