يعيش عدد من الجهات على وقع الاحتجاجات بسبب عدم توفر قوارير الغاز المنزلي ، بعد غلق المنطقة الصناعية بغنوش من ولاية قابس. وقال مدير توزيع المحروقات بوزارة الصناعة والطاقة والمناجم عفيف المبروكي في تصريح ل"الصباح نيوز" إنّه تمّ خلال شهر نوفمبر برمجة 62 الف طن من الغاز أي ما يناهز ال147 ألف قارورة في اليوم، مُوضحا أنه قد تمّ برمجة توريد 12 شحنة (بين 4 و5 الاف طن غاز للشحنة الواحدة) ، منها 5 شحنات في قابس، إلاّ أنه تم تفريغ 2 شحنات فقط في قابس خلال الأيام العشر الأوائل من شهر نوفمبر الماضي بينما البقية تم تحويلها إلى الشمال بين 12 و30 نوفمبر الماضي بسبب التحركات الاحتجاجية بالجهة وغلق المنطقة الصناعية. وأشار المبروكي إلى أنّ تنسيقية اعتصام الصمود 2 في قابس سمحت أمس بإعادة الإنتاج مؤقتا لحل المشكل ظرفيا لفترة مُحددة بيوم او يومين. وفي سياق آخر، قال المبروكي إنّ استهلاك الغاز المنزلي يصل أحيانا الى 65 ألف طن وخاصة في شهر جانفي مع انخفاض درجات الحرارة، مُشيرا إلى وجود ارتفاع الطلب وعدم تسجيل إشكال على مستوى الخزن باعتبار أنّ الكميات من الغاز المنزلي مُتوفرة لكن المشكل الاساسي يتمثّل حاليا في نقص التعليب لنقل قوارير الغاز بذلك للمستهلكين نظرا لان الطاقة الانتاجية مُعطّلة بقابس. كما أفاد المبروكي أنّ هنالك 3 مراكز تعليب ل3 شركات في كل من رادسوقابس بالاضافة الى الشركة الوطنية لصناعات التكرير في بنزرت، قائلا إنه بغلق مركز قابس فإنّ 40 بالمائة من طاقة الانتاج مُعطلة (68 ألف قارورة غاز في اليوم). وواصل المبروكي بالقول إنّه تمّ التوجّه إلى الشمال لتقليص العجز المُسجل حيث تعمل مراكز الشمال بنسق مُرتفع وبالطاقة القصوى وعلى امتداد 24 ساعة مع الترفيع في الانتاج بنسبة 30 بالمائة بهدف توفير حاجيات المواطنين من الغاز، لكن ذلك غير كافي، وفق تعبيره، نظرا لتضاعف الطلب تزامنا مع انخفاض درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء. وفي نفس السياق، قال المبروكي إنّ هنالك نقص بحوالي 30 الف قارورة غاز يوميا بكافة الجمهورية ما يُمثل نقصا ب20 بالمائة من الحاجيات اليومية. ومن جهة أخرى، أكّد المبروكي وجود صعوبات وانهاك متواصل للسواق والمعدات ومراكز التعليب بالشمال لتقليص العجز وتغطية حاجيات السوق، بالإضافة إلى الظروف الامنية وتسجيل اشكاليات واعتداءات على سواق شاحنات نقل الغاز وظروف اجتماعية مشحونة لكن، في نفس الوقت، هنالك مجهودات كبيرة لمؤسسات الدولة في ظروف عمل غير عادية بهدف تقليص حدة الازمة لتغطية اكثر ما يمكن من الاماكن التي تشكو نقصا في توزيع قوارير الغاز. واعتبر المبروكي أنّ الحل الامثل والوحيد يتمثل في عودة النسق العادي للانتاج بقابس بإعادة فتح مركز تعليب الغاز، مُشددا على ضرورة توفير الامن للناقلين والمُوزعين وعلى ضرورة مساهمة المجتمع المدني والجميع لحلحلة الازمة. وفي ختام حديثه مع "الصباح نيوز" أشار عفيف المبروكي إلى أنّ الحاجيات السنوية لتونس من الغاز المنزلي تقدّر ب600 الف طن ( 20 بالمائة منها انتاج محلي) وأنّ قارورة الغاز المنزلي المُدعم تباع في السوق ب7 دنانير و700 مليم ويقع دعمها من الدولة بحوالي 15دينار و600 مليم أي ان سعرها الحقيقي يُقدّر بحوالي 24 دينار.