تحت شعار "لا للاستسلام" تتواصل في مكسيكو اشغال المؤتمر العالمي السابع عشر لمكافحة السيدا بمشاركة اكثر من اثنين وعشرين الفا من الباحثين والعلماء والمرضى وغيرهم من النشطاء لبحث احد اهم الملفات العالقة التي لا تزال تعرقل جهود التنمية وتزيد في انتشار مظاهر الفقر والخصاصة من افريقيا الى اسيا وتضاعف نسبة الارامل والايتام فيها بعد ان تجاوز عدد المصابين بالسيدا اكثر من ثلاثة وثلاثين مليونا سنة 2007 يضاف اليهم نحو 2,7 ملايين مصاب جديد على الاقل. شعار جميل ومليء بالتفاؤل ما في ذلك شك ولكنه لا يمكن ان يخفي تلك الحقيقة التي يجب ان تظل ماثلة امام المشرفين على المؤتمر وهي ان مليوني شخص يلقون حتفهم سنويا بسبب السيدا وبان الالاف من حاملي الفيروس يعيشون على امل ان تتحقق الوعود وان يحصلوا على الدواء المطلوب لانقاذهم. واذا كان في المظاهر الاحتفالية الكبرى التي رافقت افتتاح الحدث ما يعكس حجم التحدي الذي يتعين على العالم بدوله المصنعة اوالنامية مواجهته تجنبا للاسوا فان فيها ايضا ما يذكر بفشل المجموعة الدولية في الالتزام بالتعهدات التي كانت قطعتها قبل سنتين بتوفير العلاج والوقاية للجميع بحلول سنة 2010 التي لم تعد بالحدث البعيد عنا. لقد وضع المؤتمر على رأس اولوياته منع وقوع اصابات جديدة وهوما يعني بالضرورة تقدم الابحاث العلمية وتوفر اللقاحات المطلوبة لحاملي الفيروس حتى يتسنى لهم ان يستعيدوا حياتهم الطبيعة وهوما يعني دخول المجتمع الدولي وفي مقدمته الاممالمتحدة راعية المؤتمر وحاملة راية مكافحة السيدا معركة ليست باليسيرة وهي تتطلب الى جانب المعركة الاعلامية المفتوحة لتجاوز كل انواع التابوهات وكسر كل انواع الحواجز النفسية التي تقف دون ترشيد وتوعية وتثقيف مختلف الفئات الشبابية اوغيرها من الفئات المعرضة للوقوع في براثن وباء العصر بكل انعكاساته الخطيرة ومضاعفاته على الافراد والمجتمعات الى المعركة الاهم وهي المعركة المتعلقة بدعم وتمويل الابحاث والتجارب العلمية وتوفير التمويلات المادية والبشرية الضرورية لا للتوصل للعلاج المطلوب فحسب ولكن لتوفيره لكل المصابين حيثما كانوا دون حيف او تمييز بين الدول الغنية والفقيرة ومن هذا المنطلق فان مسؤولية الاممالمتحدة ومعها المنظمات الانسانية والمنظمات غير الحكومية في مساعدة الدول الاكثر فقرا مسؤولية مضاعفة تحتم عليها الاخذ بعين الاعتبار النقص الكبير الذي تعاني منه الدول النامية في الاطباء والممرضين والاخصائيين والمؤهلين لعلاج المرضى... ان الاهم من كل الشعارات ومن كل النداءات والوعود ان تنجح جهود الباحثين والعلماء في التوصل الى انتاج اللقاح المطلوب بالكميات الكافية وباسعار تراعي امكانيات الفقراء والمحتاجين قبل ان تتحول المخاوف التي ما انفكت منظمة الصحة العالمية تحذر من وقوعها الى كارثة حقيقية لكل شعوب العالم في هذا القرن.. وربما يدرك العالم أن اعلان الحرب على السيدا والفقر والجهل والتخلف لا يقل أهمية عن بقية الحروب الأخرى التي تديرها القوى الكبرى والتي تسخر لها مصانع ومختبرات السلاح وتخصص لها من الميزانيات ما يكفي لإطعام وإيواء كل المحتاجين.