نظم مؤخرا مركز الصحة الانجابية بولاية القيروان بالتعاون مع وحدة تنشيط الاحياء ذات الكثافة السكانية بالجهة تظاهرة احتفالية تحسيسية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمقاومة السيدا موجهة إلى الشبان من أجل توعيتهم ازاء بعض السلوكات. هذه التظاهرة تندرج ضمن نشاطات المركز للحد من انتشار هذا المرض الخطير الذي يهدّد الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة، وبحضور العشرات من الشباب والكهول واغلبهم من صنف الاناث في فضاء صديق الشباب.
«الشروق» واكبت التظاهرة التي تدخل في إطار تعزيز الجهود الوطنية لمقاومة مخاطر انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا) بالتزامن مع احتفال الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا بعشرينية تأسيسها وشعارها «اليد في اليد لحماية شبابنا من مخاطر هذا الفيروس».
حاتم فرحاني اخصائي في الصحة الانجابية نشط بدوره التظاهرة وأفاد بضرورة الاحاطة والرعاية الطبية والاجتماعية والنفسية من اجل تقليص الوصمة تجاه المتعايشين بفيروس السيدا وحماية الشباب من هذه الآفة، وأشار إلى أن هذه التظاهرة هي فرصة ومحاولة لاستقطاب الشباب واليافعين وتوعيتهم وتحسيسهم وتدعيم ثقافتهم الجنسية وأجاب بدوره عن تساؤلات الحاضرين وتمحورت اغلبها حول كيفية الوقاية ومعالجة هذا الفيروس وطرق انتقال العدوى.
كما عرّف الفرحاني طرق انتقال العدوى بين الأشخاص إذ لا تنتقل العدوى من المصاب إلى غير المصاب بمجالسته أو التحدّث إليه وإنّما هناك عوامل أخرى تؤدي إلى العدوى منها الحقن. ويصاب الأطفال بمرض السيدا بواسطة انتقال الفيروس من الأم الحامل المصابة بالمرض إلى الجنين او عن طريق الدّم غير المراقب وهو لم يحصل في تونس حسب قوله.
اما بن محمود الدكتور المختص في الامراض الجنسية فعرّف باللغة الفرنسية مفهوم السيدا وتفاعل مع اسئلة الحاضرين وأكد ان عدد الإصابات الجديدة بفيروس السيدا في العالم سنة 2010 حوالي 2.6 مليون إصابة مقابل ما يقارب 3.1 ملايين اصابة خلال سنة 1999 واعتبر التقرير أن هذا العدد يقل عن حالات الوفيات المسجلة قبل نحو خمس سنوات أي في عام 2004 والذي شهد وفاة ما لا يقل عن 2.1 مليون شخص نتيجة أمراض ذات الصلة بفيروس السيدا، كما حذّر بالقول إنه عادة ما يتم جلب الفيروس خاصة من الدول الصديقة باعتباره مرضا يدخل في جسم الإنسان ويحطم جهاز المناعة ويعطله عن أداء وظيفته الحيوية، ويعتبر المسبب الرئيسي لنقص المناعة عند المصاب ويشل الخلايا المقاومة للأمراض مما يجعل جسم الإنسان عرضة لأمراض أخرى كالسرطان كما كشف أنه في سنة 2011 تمّ تسجيل 57 حالة إصابة وأن هذه النسبة تعتبر ضعيفة مقارنة بعدد السكان في تونس وقال إنّه منذ 1985 تاريخ تسجيل أول إصابة إلى اليوم بلغ عدد المصابين في تونس 1690 حالة من بينهم 533 حالة وفاة.
منتصر بوحديدة مدير وحدة تنشيط الاحياء افاد ل»الشروق» ان مشاركته تدخل في اطار عملهم كمساهمة منهم لتحسيس الشباب وإرشادهم إلى طرق الوقاية والتأكيد على التواصل مع المرضى ودعوتهم الى القضاء على كل مظاهر التمييز ولديهم برنامج لتكثيف حملات وتظاهرات مستقبلية خاصة في الاحياء ذات الكثافة السكانية.
فمن مميزات هذه التظاهرة هي تشريك الشباب وخاصة التلاميذ والشباب الناشط في الجمعيات وحضور اطفال بزي موحد تحمل شعار فكان هذا اللقاء ممتازا مع تبسيط المعلومات وذلك بعرض شريط وثائقي لبعض المرضى الذين يعانون من فيروس السيدا وتنشيط التظاهرة من طرف مرشدين اجتماعيين وتنظيم مسابقة في الرسم مع توزيع جوائز.