رئيس الجمعية التونسية لعلم الإجتماع: «قلّة المؤسسات البحثية السوسيولوجية والأنتروبولوجية من أبرز الأسباب» تونس-الصباح: موضوع الاختصاصات صعبة الإدماج يطرح بشدة ويثير حيرة كبيرة في هذه الفترة من السنة في صفوف الناجحين في الباكالوريا والباحثين عن توجيه جامعي يتناسب مع مؤهلاتهم وميولاتهم ويوفر في الوقت ذاته ضمانات ولو نسبية للحصول على عمل بعد التخرج. ونجد هذا الموضوع يحير أساسا الباقين إلى دورة التوجيه النهائية حيث تزداد حيرتهم ومخاوفهم في ظل تقلص حظوظهم من دورة إلى أخرى في الحصول على توجيه يرضيهم خاصة وأن الشعب التي تبقى عادة للدورة الأخيرة هي شعب صعبة الادماج. ويعتبر علم الإجتماع من بين الاختصاصات صعبة الإدماج التي تضخ سنويا أعددا من الخريجين يواجهون قلة فرص الشغل المفتوحة أمامهم ،ويرجع الكثير ذلك إلى قلة الوعي بأهمية دور علم الإجتماع رغم الحاجة الماسة له في المجال الانساني الإجتماعي من فهم للتغييرات والمشاكل الإجتماعية وأسبابها ومسبباتها وكذلك في المجال الإقتصادي والتنموي في دراسة محيط مؤسسة الانتاج ... دور المختص الإجتماعي متحدثا عن أهمية دور علم الإجتماع ذكر السيد محسن بوعزيزي رئيس الجمعية التونسية لعلم الإجتماع أن دور المختص في علم الإجتماع يتمثل في البحث والكشف عن الأبعاد الخفية ، والبحث في المعوقات التي يمكن أن تعطل سير مؤسسة معينة سواء كانت اقتصادية أو غيرها، كما يتمثل أيضا في دراسة ظاهرة معينة وتفسيرها و ربطها بسياقها خاصة تلك الظواهر المرتبطة بالذهنيات و العقليات ومنظومة القيم وفهم المشاكل الاجتماعية الناجمة عن التحديث وتطور المجتمع... وانطلاقا من هذه الأدوار الهامة التي يمكن أن يلعبها علم الإجتماع وحاجة المجتمع التونسي اليوم إلى دراسة جملة من الظواهر المستجدة ،لماذا يظل علم الإجتماع من الاختصاصات صعبة الإدماج؟ يجيب رئيس الجمعية التونسية لعلم الإجتماع عن هذا التساؤل موضحا أن غياب الوعي بأهمية علم الإجتماع وقلة المؤسسات البحثية الأنتروبولوجية السوسيولوجية من بين أهم الأسباب... ويضيف السيد محسن بوعزيزي أنه في مقارنة مع الدول المتقدمة التي تعتني بمجال الدراسات الاجتماعية (في أمريكا 3500 مؤسسة بحثية في مجال علم الإجتماع الأنتروبولوجي ) نجد أن دول العالم الثالث أو الدول النامية تهمش عادة أهمية دور علم الإجتماع رغم أهميته في التنمية الإجتماعية والاقتصادية والمساعدة على إيجاد الحلول للإشكاليات المطروحة في هذه المجالات... وأضاف محدثنا أنه كلما انحصرت المشاريع التنموية والاقتصادية والسياسية كان وضع علم الإجتماع وعالم الإجتماع مهمشا... وعن مدى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعية التونسية لعلم الإجتماع في تغيير واقع خريجي هذا الإختصاص ذكر محدثنا أن الجمعية تسعى للتعريف بالاختصاص، وتحقيق مزيد الاعتراف الرسمي في مستوى التشغيل بالمتخرجين في علم الاجتماع من خلال وسائل الإعلام والندوات العلمية والدراسية التي تقيمها على غرار ندوة مؤخرا عن راهن علم الإجتماع والأنتروبولوجيا...