امام حوالي ألفي متفرج في المدارج واكثر من 50 شخصا في الكراسي، قدمت الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة الاستاذ عبد الرحمان العيادي اسوأ عروضها في سهرة اول امس الاربعاء 13 أوت ضمن فعاليات مهرجان صفاقس الدولي. حفل الفرقة الوطنية للموسيقى بصفاقس سبقته فقرة اشهارية انطلقت في حدود العاشرة و50 دقيقة، ودامت حوالي نصف ساعة عبث فيها عدد من الشبان فوق الركح باللغة العربية واللهجة التونسية واللغة الفرنسية. اغان قديمة البداية الفعلية للسهرة اذن كانت مع الحادية عشرة و20 دقيقة وقد تابعناها في ظروف سيئة.. كنا نكتب فوق الركبتين ووسط الظلمة، في غياب مكان محترم ولائق بالصحفيين مثلما تفعل هيئة مهرجان قرطاجوقابس وسوسة والمنستير وبنزرت. ومنذ البداية لاحظنا مللا لدى الجمهور وضجرا بسبب الاطالة في تقديم السهرة وتكرار جمل جاهزة ومدحية لهيئة المهرجان من قبل منشط الدورة ومنشطة الفرقة الوطنية للموسيقى عفيفة بوكيل وكانت المطربة لمياء العنابي اول المشاركات في السهرة فغنت على التوالي: «ع. اللي جرى»، «ما نحبش فضة وذهب»، «قالوا زيني عامل حالة» ،«الله يعيش النساء» احتفالا منها بعيد المرأة! ثم جاء دور الفنان سليم دمق الذي غاب دهرا على الساحة الفنية وعاد مع الفرقة الوطنية للموسيقى ليردد اغاني قديمة وهو ما فعله منذ البداية اذ غنى «مداح القمر» لعبد الحليم حافظ ثم عددا من اغانيه مثل «شيء كبير» و«قالوا لي جاي» وكان من حين لاخر «يدربك» على صدره وسط زفير» الاجهزة الصوتية التي اغضبت المايسترو عبد الرحمان العيادي وضيعت تركيز العازفين وشوشت عنهم التناغم والانسجام. خليط وانسحاب! ومباشرة اثر نهاية فقرة سليم دمق الغنائية في منتصف الليل و20 دقيقة دخل العازفون الى الكواليس في استراحة بعشرة دقائق بدأ خلالها الجمهور في الخروج والانسحاب من المدارج.. ثم عادت الفرقة الموسيقية في منتصف الليل والنصف لتغني يسرى محنوش خليطا من الاغاني الشرقية والتونسية ومنها «ما تفوتنيش أنا وحدي» للسيد مكاوي، و«حبيتك» لفيروز ثم «عيني جفاها النوم» لنبيهة كراولي وتتجه اثر ذلك الى اغاني المزود و«العراسي» فرددت «حبك في كنيني» للهادي حبوبة و«المقياس» لزياد غرسة وتنتهي فقرتها الغنائية في الواحدة ليلا! ودون الولوج الى الكواليس دخلت الفرقة الموسيقية في استراحة قصيرة وغادر عبد الرحمان العيادي الركح ليعود مع الفنان عدنان الشواشي الذي غنى مقطعا واحدا من اغنية «عيبك» وتوقف بسبب رداءة الاجهزة الصوتية وعاد ليغني «ريحان صدغك اخضر» وسط تواصل انسحاب ما تبقى من عدد ضئيل للجمهور فاضطر لانهاء فقرته الغنائية في حدود الواحدة و15 دقيقة بعد اداء مطلع ومقطع من اغنيته «الليلة الليلة يا أبهى خليلة» وغادر الركح في حالة غضب مما تم تخصيصه له من وقت قصير في الحفل عكس ما مكنه منه مايسترو الفرقة الوطنية في حفل اختتام مهرجان قابس الدولي. اساءة ولعل ما حصل ولاحظناه، ولاحظه الجمهور وفهمه ان الوقت الذي خصص لعملية الاشهار فوق الركح وقبل انطلاق الحفل الفني هو الذي ادخل السهرة في حالة من عدم التوازن وألحق ضررا بقيمتها الفنية.