على غير عادته، لم يكن نصير شمة هذه المرة وحيدا على الركح برفقة عوده، بل كان بصحبة فرقة موسيقية ضخمة وكورال... لم يكن عرضه في قرطاج مقتصرا على العزف بل كانت سهرة موسيقية غنائية... حفل الفنان نصير شمة مساء الاثنين الماضي في اطار الدورة 48 لمهرجان قرطاج الدولي، كان مختلفا عن كل الحفلات والعروض التي أقامها الفنان في تونس، في السابق كان يحيي حفلاته إما بشكل فردي مقتصرا على العزف على آلة العود، أو سهرات موسيقية غنائية بصحبة تخت موسيقي ومطربة على غرار عرضه مع الفنانة سنية مبارك...
قطع موسيقية
في قرطاج هذا العام كان نصير برفقة فرقة موسيقية تجاوز تعدادها الثلاثين عازفا، من جنسيات مختلفة عراقيين وسوريين ومصريين وتونسي وأيضا أمريكي... آلات عربية وأخرى غربية كانت حاضرة، مثل العود والبزق والقانون، و«الهارب» و«المندولينا» و«الرباب».
هذا الخليط من الآلات الموسيقية ومن العازفين، أفرز عرضا موسيقيا من الطراز الرفيع أمتع الجمهور الذي حضر بأعداد محترمة جدا. برنامج الحفل تضمن مجموعة من القطع الموسيقية من تأليف الفنان نصير شمة والتي صنعت شهرته اضافة الى جولة في رصيد الاغنية التونسية، مثل أعمال علي الرياحي والهادي الجويني وصليحة...
غناء
لم يقتصر العرض على القطع الموسيقية فحسب بل تضمنت أيضا بعض الاغاني والمواويل التي أداها مطرب عراقي وهو أيضا عازف ضمن الفرقة، ولكن صاحب صوت جميل وحنجرة ذهبية.
لكن المفاجأة تمثلت في دعوة نصير شمة للفنانة نجاة عطية للصعود على الركح وهو ما تم فعلا وأدت نجاة أغنيتين من رصيد كوكب الشرق أم كلثوم، والسؤال هو هل كانت العملية عفوية أم تم الاعداد لها مسبقا؟!
لكن المهم أن نجاة عطية كانت ممتازة في أداءها وكانت في انسجام تام مع الفرقة الموسيقية مما يوحي ان تمارين موسيقية سبقت العرض. وانتهى الحفل وسط تصفيق مطوّل من الجمهور الحاضر تعبيرا عن اعجابه بالعرض الذي كان موسيقيا راقيا يليق بمهرجان قرطاج الدولي ويرتقي الى مستوى انتظارات الجماهير التي تبحث عن العروض الجادة والجيدة.
مرّة أخرى يضرب الفنان نصير شمة مواعدا مع الابداع والنجاح الفني ولكن هذه المرّة على ركح أعرق المسارح العربية وأشهر المهرجانات في المنطقة العربية ونقصد المسرح الاثري بقرطاج ومهرجان قرطاج الدولي.