امام تنامي الخسائر التي يلحقها الخنزير الوحشي على مدى طول العام بمختلف القطاعات الفلاحية سواء منها حقول الحبوب او مزارع الاشجار المثمرة من تين واعناب وتفاح وخوخ واجاص ولوز وحتى الزيتون او بساتين الخضر على اختلاف انواعها التي تنبت فوق الارض وتحتها..... رأيت من واجبي كفلاح متضرر وكمناضل يغار على المصلحة الوطنية ان اضم صوتي الى اصوات آلاف الفلاحين الذين ما انفكوا يعربون عن تشكياتهم وتذمراتهم عبر الصحافة الوطنية وعلى رأسها جريدة الصباح الغراء وعبر الحصص الفلاحية للاذاعات الجهوية والوطنية بالاضافة الى مساعيهم الحثيثة لدى السلط الادارية. لقد تكاثرت اعداد الخنازير الوحشية في السنوات الاخيرة الى درجة جعلتها تفيض على ما حول الغابات وتقتحم ليلا الهضاب والسهول بحثا عما تملأ به بطونها وفي سبيل ذلك تتقدم بانتظام مع الايام اكثر فأكثر ناشرة الدمار والاضرار في الحقول والاشجار بل لقد اضحت تقتحم التجمعات السكنية الريفية ناشرة الرعب في الاهالي افرادا وجماعات مما جعل بعضهم يفكر في النزوح الى القرى والمدن المجاورة. وهكذا يتضح ان الخنزير الوحشي اصبح يهدد كذلك مكاسب التنمية الريفية التي تقوم بها الدولة منذ الاستقلال والتي بفضلها تدعم تعلق متساكني الريف باراضيهم ومناطقهم ناعمين بطيب العيش فيها. وبما ان هذا الخطر الكبير قد عم البلاد من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وبما ان الكميات التي يتلفها الخنزير الوحشي سنويا من الحبوب والخضر والغلال تصل الى مئات الاطنان في وقت نحن في اشد الحاجة فيه الى الحفاظ على كل حبة منها فاني اتوجه الى سامي عناية السيد وزير الفلاحة والموارد المائية راجيا من حزم اخوته الاذن بدراسة الموضوع بكل جدية مقترحا على الجناب اعداد خطة وطنية على غرار الخطط التي تنفذ عند الحاجة لمكافحة الجراد اي بالادوية والوسائل الفنية المتطورة لا بأسلحة الصيد التي لم تعد كافية ولا بأس من الاستعداد من الآن لتنفيذ حملة وطنية تتكاثف فيها الجهود لرفع هذا التحدي قبل حلول فصل الشتاء الذي يعظم فيه نهم الخنزير الوحشي ويشتد بطشه.