حققت تونس خطوات هامة نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية لا سيما في مجال التعليم والرعاية الصحية.. هذا ما أقرته منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) التي ترى أن تونس تعتبر من أكثر الدول المزدهرة والمستقرة في شمال إفريقيا مما مكنها من تحقيق جملة من المكتسبات لفائدة الأطفال وعلى عديد الأصعدة. وتعترف اليونسيف بأن تونس تبذل جهودا ملحوظة لتحسين الحصول على رعاية صحية ذات نوعية جديدة في جميع مناطق الجمهورية بالإضافة إلى التحسن المطرد الذي شهده قطاع التعليم منذ أن نفذت وزارة التربية والتكوين برنامجا للصفوف التحضيرية في المدارس الابتدائية تتوفر في زهاء ال1300 مدرسة ويستفيد منها أكثر من 24000 طفل فضلا عن اعتماد اللغة الانقليزية بالمدارس الابتداية كجزء منتظم من البرنامج الدراسي واستخدام تكنولوجيات المعلومات الجديدة لتحسين أساليب التدريس والتحصيل العلمي للأطفال. تونس في تقرير اليونيسيف ل2008: أرقام ودلالات عزز تقرير اليونيسيف لعام 2008 والذي صدر تحت عنوان " بقاء الأطفال على قيد الحياة" الاعترافات السابقة لهذه المنظمة الدولية وقدم إحصائيات وأرقام تعكس النمو الذي تشهده تونس خصوصا فيما يتعلق بالمنظومتين التعليمية والصحية . فعلى مستوى التعليم تفيد المعلومات المستقاة من التقرير والمستندة إلى إحصائيات خاصة بالفترة بين 2000 و2006 أن معدل معرفة اليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة بلغت 96% بالنسبة للذكور و92% للإناث فيما سجلت نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية في نفس الفترة 111% للذكور و108% للإناث أما فيما يتعلق بنسبة الانتظام في المدارس الابتدائية فقد تم إحصاؤها كالتالي 95% للذكور و93% للإناث. وقد بيّنت المسوحات أن 97% من المسجّلين بالمدارس الابتدائية يكملون تعليمهم حتى الصف الخامس على الأقل. وبخصوص التعليم الثانوي فقد جاء في التقرير أن 80% من الذكور و81% من الإناث يلتحقون بالمعاهد الثانوية. وبخصوص الرعاية الصحية فقد أوردت الإحصائيات وفي خانة ترتيب الدول بالنسبة لوفيات الأطفال دون سن الخامسة أن تونس تحتل المرتبة 106 متقدمة على العديد من البلدان العربية وحتى الأوروبية بينما تأتي سيراليون في المرتبة الأولى من حيث عدد وفيات الأطفال في السن المذكورة تليها أنغولا فأفغانستان فالنيجر فيما تحقق السويد أقل نسبة باحتلالها المركز 189 . ووفقا لتقرير " بقاء الأطفال على قيد الحياة" فإن معدل وفيات الرضع التونسيين ممن تقل أعمارهم عن العام شهد انخفاضا واضحا حيث تراجعت النسبة من 41% عام 1990 إلى 19% سنة 2006 وبخصوص متوسط المعدل السنوي لخفض الوفيات في صفوف الأطفال فقد تراجع من 6,8% في الفترة الممتدة بين سنتي 1970 و1990 إلى 5,1% بين عامي 1990 و2006 . وقد أحصى تقرير اليونيسيف النسبة المائوية لخفض الوفيات منذ 1990 إلى غاية 2006 إلى نحو 56%. أما الإحصائيات التي تتعلق بصحة المرأة بصفة عامة والمرأة الحامل على وجه الخصوص فتفيد أن تغطية الحوامل بالرعاية الصحية في مراكز الصحة العمومية تبلغ 92% فيما ارتفعت نسبة تهيئة مراكز الولادة إلى 89% كما انتشرت استخدامات وسائل منع الحمل في كامل تراب الجمهورية لتصل إلى حدود 66% . وفي الختام لا بد من إعادة التذكير بأن الأرقام التي أوردها تقرير منظمة اليونيسيف تعتمد على إحصائيات تتوقف عند سنة 2006.