بعض الشبان لهم نوع من المازوشية الخاصة جدا فهم يجدون لذّة كبرى عندما يستمعون إلى وسخ آذانهم أي عندما يسبّهم أحد حتى لو كان هذا الشخص فتاة أو امرأة والدليل هذه اللقطة التي شاهدتها منذ يومين: شابان يسيران بشارع كبير وفتاتان خارجتان من مطعم. أحد الشابين خاطب احدى الفتاتين بكلام «حميري» (نسبة إلى الغريزة الجنسية للحمار) فأجابته بكلام أقوى من مخّه وأضافت له حركات تدل على أنه ناقص رجولة فأسرع الخطى واختفى بين زحمة الناس...! هنا أسأل: هل هي شجاعة من هذا «البليد» الذي لم يجن منها غير الذلّ و«التهنتيل»؟ أم هي وقاحة من تلك الفتاة التي ربما كان أولى بها أن تتجاهله حتى لا تنعت هي بدورها بأنها «ناقصة أنوثة» أي من ذلك «النوع» من الفتيات؟! على كل حال يبدو لي أن الاثنين في شكارة واحدة ولا ينفع فيهما، وفي مثلهما، غير البحر...! قطيع! أحد «بزناسة» السياحة تدبّر أمره يوم الجمعة الماضي واصطاد مجموعة من السيّاح وأدخلهم إلى مطعم. بعد ذلك خرج إلى الشارع ليخاطب أحد معارفه، ويبدو أنه صاحب نزل أو مدير، فقال له بالحرف الواحد: «عندي قطيع بعشرة... ريفلّي أمورك عاد...» والواضح أن هذا الشخص من أولئك الذين يأكلون الغلّة ويسبّون الملّة فهو بالتأكيد الرابح الأكبر في عملية الصيد هذه وبالتأكيد جنى منها «حسبة باهية» لكن عوض أن يحمد الله ويشكر فضل هؤلاء الذين «دبّر منهم خبزة» فإنه وصفهم بالقطيع والحال أن كلمة القطيع لا تطلق إلا على الحيوان من أمثال هذا «البزناس»! «مايوهات» في المسرح! بيدو أن بعض مظاهر التحرّر التي لا نراها عادة إلا على الشواطئ قد انتقلت إلى فضاءات أخرى على غرار فضاءات المهرجانات فقد روى لي صديق مشهدا رآه بأم عينيه إذ قال: «ذهبت، بحكم عملي، إلى مسرح قرطاج الاثري في إطار الدورة الحالية للمهرجان فرأيت العجب العجاب... بعض الفتيات كنّ يرتدين مايوهات ويبدو أنّهن جئن من البحر مباشرة إلى المسرح والغريب في الأمر أنّهن لم يجلسن «دقيقة على بعضها» بل أمضين كامل الوقت ليس في تدوير الحزام لأن الحزام ليس وحده الذي كان يدور...! وتصوروا المشهد الآخر إذ أضرب بعض الحاضرين عن مشاهدة ما يحدث فوق الركح وأصبح شغلهم الشاغل مشاهدة ما يدور بالقرب منهم ولا يجدونه إلا في بعض القنوات الإباحية...!». دعاة في التاكسيات!! «نغمة» جديدة أصبحت تجلب الاهتمام في بعض التاكسيات... ففي وقت سابق كنت لا أسمع في سياراتهم غير إذاعة معينة لا أريد سماعها عادة ولا تسمع منها غير الكلام السوقي المشجّع على الانحراف... أما الآن فلا تسمع في سياراتهم إلا تسجيلات لبعض الدعاة الجهلة الذين يجعلون المستمع إليهم ينفر من الدين الاسلامي ولا يرغب فيه... والغريب أن هؤلاء العباد هم أنفسهم الذين لم يكن يقنعهم داعية مهما كان... ما الذي تغيّر بين عشية وضحاها؟! الامر يستدعي المتابعة لأنه أخطر ممّا يمكن أن نتصوره... والفاهم يفهم طبعا. 1500 متر...؟ بعد فوز أسامة الملولي بذهبية 1500 متر سباحة حرّة صرنا لا نسمع في شوارعنا إلا الحديث عن تسجيل الأبناء في مسابقات 1500 متر... لكن في أي اختصاص؟! 1500 متر سباحة أم عدوا ريفيا أم 1500 متر كذبا أم قفزا عاليا أم ماذا؟! إن مشكلتنا الكبرى منذ قرون هي كثرة الكلام دون أن نحدّد الأهداف فمتى نختصر الكلام ونكثر من الأفعال؟ مزابل تطالب البلديات المواطنين بإخراج فضلات المنازل في أوقات معينة بدعوى أن رفعها يتمّ في أوقات معينة أيضا... هذا أمر معقول طبعا ويجنّب الجميع مبدئيا تلك المناظر المكربة التي نراها عادة على الطرقات حيث تتجمع الفضلات برعاية واضحة من القطط... لكن الواقع شيء آخر ذلك أن جرارات أو شاحنات البلدية فيها من يمرّ مساء وفيها من يمرّ ليلا وفيها من يمرّ صباحا أو حتى في «غرغور القايلة»!! وطبعا صارت بعض الأحياء مزابل بأتم معنى الكلمة...! رصد: جمال المالكي للتعليق على هذا الموضوع: