تونس الصباح: قال سفير دولة قطر بتونس، السيد سعد ناصر الحميدي، أن العلاقات بين تونس وقطر لم تتأثر بسحب السفير التونسي السابق من الدوحة، وإنما استمر التعاون الثنائي عبر تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وانعقاد اللجنة العليا المشتركة في الدوحة، والتوقيع على مشروع إنشاء مصفاة للنفط في منطقة الصخيرة بالجنوبالتونسي.. وأعلن السفير في حوار مع "الصباح"، عن وجود أفق جديد يتوقع أن تشهده العلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة، في ضوء رغبة قائدي البلدين وإرادتهما لمزيد تطوير التعاون بين تونس وقطر.. علاقات لم تتوقف.. أعلنت الحكومة التونسية قبل بضعة أيام، عن تعيين سفير جديد في قطر، بعد قطيعة دامت نحو عامين إثر احتجاج على استضافة قناة الجزيرة معارضا تونسيا.. كيف تقرأون هذه الخطوة؟ +++ في البداية لا بد من الترحيب بسعادة السفير التونسي الجديد في الدوحة، التي ستكون بلا شك بلده الثاني.. على أن القرار التونسي بسحب السفير من الدوحة، لم يؤثر على العلاقات بين البلدين، بحيث استمرت الاتصالات بين تونس وقطر على امتداد العامين الماضيين، سواء من خلال زيارات سمو الأمير المفدى إلى تونس ومقابلاته مع فخامة الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، أو من خلال تبادل زيارات المسؤولين في الحكومتين، بل إن اللجنة العليا المشتركة انعقدت بالدوحة خلال فترة غياب التمثيل الديبلوماسي التونسي بقطر.. بالإضافة إلى ذلك، تسنى لي مقابلة العديد من المسؤولين في الخارجية التونسية في إطار تنسيق العلاقات أو الترتيب لزيارات بعض المسؤولين من تونس أو قطر.. لذلك لم أفاجأ بقرار الحكومة التونسية الذي كنت أتوقعه شخصيا، اعتبارا لعمق الروابط التي تجمع البلدين من جهة، ونوعية العلاقات التي تربط قائدي البلدين، وهي علاقات أكدت الأيام أنها لا تتأثر ببعض الأحداث العابرة.. المهم الآن النظر إلى كيفية تطوير هذه العلاقات خلال المرحلة المقبلة، بشكل يستفيد منه مواطنو البلدين، وأعتقد أن ثمة قناعة مشتركة لدى تونس وقطر على تكريس هذا المعنى في علاقاتهما المستقبلية... متى يشرع السفير التونسي الجديد في مهامه؟ وهل تم قطع الخطوات اللازمة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، خصوصا من الجانب التونسي؟ +++ لا شك أن الأشهر القليلة الماضية، عرفت كثافة في اتصالات الجانبين، وزيارات المسؤولين التي أشرت إليها قبل قليل، كانت تصبّ في هذا الاتجاه.. والحقيقة أن استمرار الاتصالات والعلاقات بين البلدين خلال فترة سحب السفير التونسي من الدوحة، ساهم بدرجة كبيرة في تسريع المساعي الرامية إلى استئناف الوجود الدبلوماسي التونسيبالدوحة، وصولا إلى فتح تونس سفارتها مجددا بالبلاد.. ومن المنتظر أن يصل السفير التونسي الجديد، محمود القروي، الدوحة خلال شهر سبتمبر المقبل..
أفق جديد للتعاون.. هل من إطلالة على مستوى العلاقات التي تربط البلدين، خصوصا في جانب التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وما إذا كان ثمة اتفاقات تربط العلاقات الثنائية؟ +++ العلاقات بين تونس وقطر تمتدّ لعقود خلت، وهي مدة أسس خلالها الجانبان لأرضية تعاون وبنية قانونية متنوعة، تتضمن جملة من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والثقافة والإعلام والعلاقات الدبلوماسية وغيرها.. إلى جانب كون البلدين يعبران عن مواقف تكاد تكون متشابهة في مسائل تتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية.. صحيح أن مستوى التبادل التجاري بين البلدين ضعيف، لكن إرادة قائدي البلدين كبيرة لتطويره لكي يعكس دفء العلاقات الثنائية.. هناك لجان مشتركة في قطاعات عديدة، وثمة تنسيق مستمر ودائم بين مسؤولي الدولتين في قضايا وهموم مشتركة.. كأنكم تشيرون، إلى أفق جديد للعلاقة بين البلدين.. هل من فكرة عن مستقبل التعاون الثنائي، وما هي التصورات التي انتهيتم إليها بهذا الشأن ؟ +++ الأمر لا يتعلق بتصورات، بل بوقائع عملية تمر بها علاقات البلدين منذ فترة.. فالبنك التونسي القطري انتقل من بنك تنموي إلى مصرف تجاري بتمويلات مشتركة، وهو اليوم يشهد توسعا في البلاد بشكل لافت للنظر.. كما استثمرت دولة قطر في مشروع نفطي بمنطقة الصخيرة، جنوب العاصمة التونسية، وهناك رغبة قطرية واضحة في توسيع استثماراتها بمنطقة المغرب العربي، حيث تعدّ تونس أحد أبرز البلدان استقرارا سياسيا وأمنيا، وهو ما يشجع على الاستثمار بهذا البلد الشقيق، خصوصا في ضوء توفر بنية قانونية ومنظومة إدارية متطورة تلبي رغبات المستثمرين.. العلاقات بين البلدين مقبلة على مرحلة من العمل والشراكة في مسائل مختلفة، والتعاون المثمر، بفضل إرادة جادّة من سمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأخيه فخامة الرئيس زين العابدين بن علي..