تونس 7 أكتوبر 2010 / وات / - تندرج زيارة الأخوة والعمل التي يؤديها يوم الجمعة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر إلى تونس، بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي، في إطار الارادة المشتركة في الارتقاء المطرد بروابط الاخوة والتفاهم القائمة بين الشعبين الشقيقين وفي سياق الحرص القوي على تعزيز علاقات التعاون والشراكة وتنويع مجالاتها. وتأتي هذه الزيارة في مرحلة شهدت فيها العلاقات الثنائية حركية مميزة بفضل تواتر اللقاءات بين قيادتي البلدين وسامي المسؤولين في تونس وقطر والاثراء المتواصل للاطار القانوني والمؤسساتي المنظم للتعاون الثنائي في مختلف الميادين. ومن أبرز تجليات هذه الحركية، زيارة رئيس الجمهورية إلى قطر بمناسبة انعقاد القمة العربية الحادية والعشرين وقمة البلدان العربية وبلدان أمريكا الجنوبية /30 و31 مارس 2009/ والتي أتاحت لقائدي البلدين بحث آفاق التعاون الثنائي وسبل مزيد تعزيزه خدمة للمصالح المشتركة للبلدين. كما يجدر التذكير، في نفس الاطار، بزيارة سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني إلى تونس يوم 26 جويلية 2009، رفقة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والتي مثلت فرصة لتعميق التشاور وبحث السبل العملية لدفع التعاون والشراكة بين تونس وقطر. وينظم علاقات التعاون التونسية القطرية إطار قانوني ثري يتضمن قرابة 24 وثيقة، بين اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تغطي أغلب مجالات التعاون إلى جانب جملة من آليات التعاون تتمثل خاصة في اللجنة العليا المشتركة التي أنشئت في 18 جانفي 1994 ولجنة المتابعة والتنسيق واللجنة التجارية المنبثقة عن الإتفاقية الاقتصادية والتجارية الموقعة بين البلدين في 26 أكتوبر 1975 إضافة إلى مجلس رجال الأعمال المشترك الذي تم إحداثه في 28 ماي 1996 والبنك التونسي القطري للاستثمار الذي أصبح منذ 7 جوان 2003 بنكا شاملا. ويأمل البلدان في الارتقاء بالتبادل التجاري إلى مستوى العلاقات المتميزة بينهما وذلك بالاستناد إلى الاتفاقية الاقتصادية بين تونس وقطر واتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومن خلال استكشاف مجالات جديدة للتعاون سيما في قطاعي الخدمات والإلكترونيات. كما يسعى الجانبان إلى تطوير التعاون في مجال الاستثمار من خلال المساهمة القطرية في تنفيذ عدد من المشاريع الكبرى في تونس على غرار مشروعي توزر وسبخة بن غياضة بالمهدية. ويمثل التعاون الفني قطاعا محوريا للتعاون التونسي القطري. ويذكر في هذا الصدد أن النصف الأول من سنة 2010، شهد انتداب 61 إطارا تونسيا ليبلغ العدد الإجمالي للمتعاونين التونسيين بقطر 1459 متعاقدا يعملون في مجالات الهندسة والنفط والفنادق والصحة والتعليم العالي. وتحظى الاطارات التونسية العاملة بهذا البلد الشقيق بكبير التقدير، لما برهنت عليه من مستوى رفيع وكفاءة عالية، مما حفز الجانب القطري على التفكير في زيادة عدد المنتدبين التونسيين في نطاق التعاون الفني في عديد المجالات كالصحة والتعليم وغيرهما. أما على صعيد التعاون الثقافي، فإن الاستعدادات جارية لتنظيم الأسبوع الثقافي التونسيبالدوحة موفى سنة 2010 وذلك بالتعاون بين وزارتي الثقافة في البلدين. ويشار أيضا إلى أن دولة قطر تحتضن جالية تونسية يناهز عددها 7000 شخص، وهو عدد في تزايد مطرد. كما توجد في الدوحة مدرسة تونسية يؤمها حاليا 1456 تلميذا.