إيقاف القاتل ...وطفلان بلا أب ولا أمّ مساكن - الاسبوعي - القسم القضائي: «لقد حذرتها في آخر مرة «غضبت» فيها من العودة الى منزله».. كنت متيقنة من أنه سيغدر بها».. نصحتها بالبقاء الى جانبي هي وطفليها ولكنها قررت العودة الى عش الزوجية.. الى جلادها، الى قاتلها فاستقبلها بالطعنات حتى الموت».. بهذه العبارات المؤلمة التي تلخص حقيقة ما جرى بادرت والدة شادية (34 سنة) التي قتلها زوجها في بداية الاسبوع الفارط بمساكن وتمت مواراة جثمانها الثرى بمقبرة الخيرية بسوسة يوم الثلاثاء-بالحديث إلينا عن الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها ابنتها شادية. عنف وقضية والتزام وتتابع الأم الملتاعة قائلة: لقد كان يفتعل المشاكل بسبب أو دونه وكثيرا ما شتم ابنتي كما عمد في أحيان عديدة الى بيع أثاث البيت بعد ركونه للبطالة وعندما واجهته في احدى المناسبات لم يتوان عن تعنيفها وهددها بالقتل لذلك تقدمت ضده بقضية لدى مركز الأمن بمساكن لإرغامه على الاستقامة ولكنه خذلها مجددا رغم التزامه الكتابي أمام الأعوان بعدم إلحاق الأذى بها». حاول قتلها بساطور وأضافت: «لقد نشب خلاف بينهما قبل خمسة أيام من وقوع الجريمة فحاول قتلها إذ تسلّح بقارورة غاز مشل للحركة وأراد كتم أنفاسها اختناقا ولكنها لاذت بالفرار نحو منزل حماتها غير أن الزوج واصل هيجانه وتنكر «للعشرة» التي جمعته بشادية والتحق بها وكاد يهشم رأسها بساطور تسلح به للغرض لولا ألطاف الله التي حفت بها». حذر وذكرت محدثتنا التي كانت في غاية التأثر أن أقارب الزوج تدخلوا لإعادة الامور الى نصابها وإذابة الجليد بين شادية وشريك حياتها الذي أنجبت منه طفلين أكبرهما في ربيعه الثالث «لتعود ابنتي الى بيتها» تتابع الأم «مرت الايام اللاحقة ثقيلة إذ كانت ابنتي حذرة للغاية بسبب التهديدات السابقة التي تلقتها وكان حذرها في محله إذ لم يمض سوى خمسة أيام عن الحادثة الاولى حتى تجددت الخلافات» أصرّ على قتلها تواصل الأم المسكينة حديثها الينا: «في صباح يوم الواقعة المريرة نشب خلاف بين ابنتي وزوجها الذي يكبرها بنحو أربعة أعوام فتسلح بسكين وسدد لها طعنة استقرت في القلب ورغم الآلام والاوجاع والدماء النازفة من جسمها فإنها تحاملت على نفسها وهربت باتجاه منزل عم زوجها ولكنه (القاتل) أصرّ على الاجهاز عليها فتسلق جدار منزله ونزل عبر المدرج في منزل عمه وما أن تفطنت ابنتي لوجوده حتى فرت مجددا نحو الشارع هذه المرة طالبة النجدة ولكن ما من أحد اقترب منها وحاول إسعافها أو طلب أعوان الأمن والحماية ما عدى زوجها الذي التحق بها مجددا وأسقطها أرضا وانهال عليها بالطعنات على مرأى ومسمع من الأهل والاجوار حتى فارقت الحياة.. حينها فقط توقف عن طعنها ولاذ بالفرار». القاتل في قبضة الشرطة وببلوغ الخبر الى الجهات المعنية تولى أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بمساكن البحث في قضية القتل العمد مع سابقية الاضمار والترصد بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسوسة. وبعد المعاينات الموطنية ألقوا القبض على المظنون فيه وحجزوا آلة الجريمة كما سجلوا أقوال عدد من الشهود. وجاء في اعترافات الزوج أن الخلافات تعددت بينه وبين أم طفليه مما دفعه أثناء نوبة عصبية استبدّ به فيها الغضب «ولبسه» الشيطان الى طعن زوجته وقد أحيل على قلم التحقيق لمواصلة التحريات . يذكر أننا اتصلنا بعائلة الزوج ولكن أفرادها رفضوا الحديث الينا أو الادلاء بأية معلومات حول ما حصل. صابر المكشر جلال رويس للتعليق على هذا الموضوع: