القاتلة التقت عبد الكريم وتخاصمت معه وتركته ثم عادت إليه وطعنته الاسبوعي- القسم القضائي: المكان وسط مدينة قربة.. الزمان الواحدة و50 دقيقة من بعد زوال يوم الاربعاء الفارط.. الواقعة امرأة في بداية العقد الثالث من العمر تطعن شابا يكبرها بنحو عشر سنوات تبين أنه زوجها.. النتيجة أب في القبر وأم خلف القضبان وطفلان دون عائل. هذا الخبر المؤلم تناقله أهالي مدينة قربة طيلة الأيام الفارطة بألم وحيرة وصدمة وفسّر جميعهم الحادثة على أنها جريمة مجانية ولا يمكن لخلافات عائلية من أجل المال أن تتطور في كل الحالات الى الطعن والقتل ولكن هذا ما جرى.. فما هي ملابسات هذه الجريمة؟ وما هي الظروف التي حامت حول وقوعها؟ القاتلة أخفت السكين في منزل والديها وحاولت الهروب في «لواج» ولكن! القاتلة في قبضة الشرطة في البداية نشير الى أن أعوان مركزي الشرطة بقربة المدنية والجنوبية نجحوا في وقت وجيز لم يتجاوز الخمس وثلاثين دقيقة من القبض على المظنون فيها بينما كانت في طريقها نحو محطة سيارات الأجرة لمغادرة المدينة كما حجزوا آلة الجريمة المتمثلة في سكين مخفية بمنزل والدي المشبوه فيها قبل أن يتولى أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بمنزل تميم البحث في القضية بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بقرمبالية. المال سبب البلية وعن أطوار الجريمة أفادنا السيد خالد بن رمضان أن شقيقه عبد الكريم (33 سنة) عقد قرانه على المظنون فيها منذ سنوات ولكنه لم يقطن معها تحت سقف واحد لعدة أسباب وقد أنجبت زوجته خلال تلك الفترة طفلين (ولدا وبنتا) وظلت العلاقة بين الزوجين تشوبها عدة شوائب.. وشهدت فتورا واندلاع خصومات وخلافات عديدة لأسباب مادية وعائلية. وأضاف محدثنا الذي كان كغيره من أفراد عائلته مصدوما ومتألما لوفاة شقيقه بتلك الطريقة المأسوية: «لقد عمل أخي في الآونة الاخيرة مع أحد أفراد العائلة وجنى مبلغا ماليا قدره مائة دينار ويبدو أن زوجته التي تقطن بمنزل والديها رفقة طفليها سمعت بتحوز عبد الكريم لمبلغ مالي فاتصلت به وطلبت منه أن يمدها بمبلغ مالي غير أن أخي ونظرا لظروفه المادية الصعبة فقد اعتذر لها». لقاء أول وخلاف ويتابع الشقيق في تألم سرد أطوار الجريمة: «لقد اعترضت سبيل أخي منتصف يوم الاربعاء وتجاذبت معه أطوار الحديث وطلبت منه أن يمدها بمبلغ مالي غير أنه اعتذر لها لقلة ذات اليد وطلب منها بعض الوقت ليتدبر أمره ولكنها رفضت وأصرت على طلبها فنشب خلاف بينهما سرعان ما غادرت إثره المكان». ...عادت ومعها سكين! وعن اللقاء الثاني الذي جدت أثناءه الجريمة ذكر محدثنا أنها عادت بعد غياب لم يتجاوز العشرين دقيقة لتلتقي بعبد الكريم وتستدرجه بالحديث الى وسط الطريق وتحديدا على مقربة من فضاء سياحي» وهناك أختلفت معه مجددا على مرأى ومسمع من أربعة أشخاص» يتابع خالد - «ثم سرعان ما استلت سكينا وسددت له طعنة واحدة في القلب أخرجت إثرها نصل السكين ولاذت بالفرار». طعنة في القلب ظلّ حينها عبد الكريم واضعا يده على مكان الطعنة ويمشي تارة ويجري تارة أخرى والدماء تنزف من جسمه حتى خارت قواه وسقط على رصيف معشب وظل يحتضر الى حين حلول سيارة الاسعاف التي نقلته الى المستشفى غير أنه تبين أنه فارق الحياة بسبب قوة الطعنة التي أصابته بنزيف دموي حاد. ماذا قالت المتهمة؟ وبورود المعلومة على أعوان الشرطة انطلقت التحريات الحينية على قدم وساق ونجح المحققون في حجز آلة الجريمة وإيقاف المظنون فيها قبل مغادرتها للمدينة اثناء توجهها الى محطة سيارات الاجرة ثم أجروا المعاينة الموطنية بحضور السلط القضائية التي أذنت لفرقة الشرطة العدلية بمنزل تميم بالبحث في ملابسات الجريمة. وبسماع أقوال المظنون فيها اعترفت بارتكابها للجريمة غير أنها نفت توفر نية قصد القتل لديها. وذكرت أن خلافات عائلية بسبب مسائل مادية تسببت في نشوب الخلاف بينها وبين زوجها وأنها في لحظة غضب قصوى طعنته بسكين. ومن المنتظر أن تحال المشبوه فيها خلال الاسبوع الجاري على قلم التحقيق بقرمبالية لمواصلة التحقيقات الجارية. يذكر أن عائلة الهالك وأصدقاءه شيعوا جثمانه يوم الخميس الفارط الى مثواه الأخير بمقبرة قربة في أجواء خيّم عليها الحزن والألم... صابر المكشر