بعد أن قدّم عرضين ناجحين أيام 16 و17 أوت المنصرم في إطار مهرجان Med Fest بايطاليا يأتي إبراهيم البهلول الى مهرجان المدينة بعمله الابداعي الجديد «طرق» وهو عبارة عن حكاية تعتمد على الموروث الموسيقي التونسي المغاربي في عمقه التاريخي والانثروبولوجي ويرتكز هذا الانتاج الذي تجسمه مجموعة افريقا على سيناريو ينطلق من قصّة خلق الانسان والكون وذلك على خلفية مشهدية تنطلق كما يقول ابراهيم البهلول من سماع أصوات غير مفهومة وغريبة وهي تشير الى بداية الانسانية وتدعو الى الاكتشاف والمعرفة، ثم يتطور المشهد ليتماهى مع العمق البصري عبر أشباح لشخوص قادمة من بعيد، ويمتد الايقاع اعتمادا على أول أداة اكتشفها الانسان وهي «الحجارة» وفق كتابة موسيقية بعيدة عن الاعتباطية تواصل إذن بين «النغم والرسالة» يحاولان ترسيخ دلالات متنوعة ويمتد النسق تصاعديا مع الزمن الذي يتقدم ليستحضر مختلف الازمنة في التاريخ الانساني من خلال المكان تونس «افريقا» وبعد الحجارة يأتي دور الخشب نقف علي صوته وايقاعاته تعبيرا عن العمق البدائي الاول لبذرة الحركة الانسانية ويقدم كل موسيقي رقصة على انفراد فنقف على أهمية الصوت في حركة فجئية، صوت الفنان صابر الجبالي وعبره يأتي «الطرق» وهو التصويت باعتماد طرف الردّاء وتعتمد هذه الطريقة الآن في الموسيقى الاوبرالية وقد أخذوها من افريقيا ويواصل ابراهيم البهلول الحديث عن عرض «طرقش قائلا «بعد هذا نكتشف العصر النحاسي عبر المهراس المستعمل في الطقوس البربرية لنعيق القمر وقت الكسوف، أي الغناء للقمر ليستيقظ والمهراس آلة موسيقية وقد عدلتها موسيقيا، ومن ثمة أعتبر أنني قمت ببحث في مستوى الآلات» ويضيف صاحب «طرق» «لقد حاولت أن أرجع مجموعة من الآلات المفقودة مثل الدندفة والتنقورة والقصعة أو الدرز وغيرها» كما يحاول ابراهيم البهلول في عمله ادخال بعد آخر وهو الابتعاد عن عنصر كلاسيكي في الفن وهو جلوس المطرب كما كرس ويعتبر أن هذا تقيّد الابداع الذي يجب أن يكون حرا من كل الضوابط والقوانين ويرى أن جلوس الفنان يفقده لذة الفن ، الجلوس عنده، كرفي- كما حاول ابراهيم البهلول في عرضه القيام ببحث في مستوى اللباس والألوان وقد تطلب منه ذلك مجهودا كبيرا ووقتا غير قصير إذن «طرق» سيكون يوم 14 سبتمبر في بطحاء باب سويقة في إطار مهرجان المدينة ويؤكد ابراهيم البهلول انه اختار هذا المكان عن قصد لجعل الفرجة لكل الناس. نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: