لم يسبق أن عاش الناس مثل هذه الفترة الطويلة لموجهة الحر التي اجتاحت بلادنا منذ دخول شهر سبتمبر الحالي واقترنت بارتفاع كبير اثقل كاهل الجميع خصوصا وقد تزامن مع شهر الصيام. واذا كانت المعلومات المناخية المتوفرة لدينا ترجح تصاعدا اكبر لدرجات الحرارة وهبوب رياح الشهيلي من يوم أمس مع تواصلها اليوم وغدا بسبب تحول وجهة الرياح من البحر الرطب الى جنوبية صحراوية على كامل البلاد اذ من المنتظر ان تتراوح الحرارة اليوم وغدا بين 34 و38 درجة بالمناطق الساحلية وبين 40 و44 ببقية المناطق وحتى اكثر. ومن خلال القاء نظرة على الطقس خلال العشرية الاولى لشهر سبتمبر بصفاقس مثلا نلاحظ انها بلغت 38 درجة يوم 5 سبتمبر في حين وصلت الحرارة بمطماطة من ولاية قابس 8،41 في نفس اليوم وهذا يعني انها لم تبلغ الدرجة القصوى المسجلة في 17 سبتمبر سنة 1983 حيث بلغت 5،43 مقابل تحطيم الرقم القياسي بالجهة في ارتفاع درجات الحرارة يوم 13 جوان 1997 حيث بلغت 2،47 درجة. تحول جذري مساء السبت وتفيد المعلومات التي بحوزتنا ان موجة الحرارة تبدأ في التراجع منذ مساء السبت رغم تواصل هبوب الرياح من الحنوب اذ تنخفض في المساء ب5 درجات وتتراوح بين 29و33 ثم تزداد نزولا يوم الاحد ب4 درجات اخرى اي ان الحرارة تنخفض في ظرف 24 ساعة اي في الفترة المتراوحة بين صباح السبت ويوم الاحد ب9 درجات وذلك بفضل تحول جذري في المجاري الهوائية وهبوب الرياح بداية من مساء السبت القادم من الشمال وهي بشرى نزفها للصائم اولا باعتبار ان البعض لم يعد يتحمل الصيام في هذه الحرارة اللافحة وخاصة الكبار والمرض وللتلاميذ الذين تجنبوا الشروع في تلقي الدروس في ظروف مناخية قاسية تحول الفصول اي القاعات الى جحيم لا يطاق. امطار هامة منتظرة ويتميز هذا التقلب المفاجئ والتحول الجذري في العوامل المناخية في نهاية الاسبوع الحالي بحدوث زوابع رعدية متفرقة انطلق من الشمال ثم تتوزع لتشمل مناطق الوسط والساحل ليصل مداها الى الجنوب وهذا يعني اننا على عتبة نزول الغيث النافع الذي ينتظره المواطنون بفارغ الصبر وخاصة في المناطق التي لم تنزل بها الامطار بعد على اساس ان بعض الاشجار اصبحت معرضة للتلاشي بمفعول الجفاف وان صابة الزيتون والرمان باتت مهددة باسوا العواقب لو تواصل الانحباس الحاد.