هاتفت الفنان عبد الغني بن طارة لنتحدث عن مشاركته الرمضانية فضرب لي موعدا في مكان عاد بي الى التاريخ الى الماضي الى العراقة الى التراث. كل هذه الكلمات قد لا تفي بما أريد أن أوصله الى القراء، لقد صافحت سي عبد الغني وهو بين المطرقة وأكياس الاسمنت، يقف هنا وهناك صحبة زوجته وابنه، الكل يعمل يجمعهم حب الثقافة قد تستغربون هذه المقدمة ولكنها وحدها التي يمكن أن تؤدي المعنى.. أجل لقد استقبلني عبد الغني بن طارة في بيته الجديد ..فضاء ثقافي، مولود جديد اختار له من الاسماء بيت الاحتفال ويضيف هو مسرح الحلقة. اذن جلسنا ذات صباح في قلب المدينة العربي.. حيث فكرة انشاء فضاء ثقافي منذ 1972 وها هو الحلم بدأ يتجسد هنا.. من هنا بدأ الحديث عن المكتوب المسلسل الرمضاني الذي تبثه قناة تونس 7 الفضائية على امتداد ثلاثين ليلة. * كيف كان اللقاء بينك وبين سامي الفهري؟ - كل شيء كان بالمكتوب لقد لعبت الصدفة دورا كبيرا فقد حضرت مسرحية في دار الثقافة ابن رشيق ووافق ذلك وجود سامي في نفس القاعة وقد حياني قائلا احتاجك في عمل وكنت أتصور ان يدعوني الى لعبة المليار أو غيرها من برامجه ولكنه اتصل بي بعد يومين وقال لي انه يعد عملا تلفزيا وانه وجد فيّ الشخصية المناسبة لاداء دور في العمل اذ تتوافق الشخصية مع شكلي الخارجي ومظهري وحدثني عن الدور وبسرعة ودون تفكير وافقت. * سامي الفهري منشط بالاساس وقد نجح في تقديم العديد من المنوعات الناجحة ولقد استغرب البعض حضوره مخرجا كيف وجدت أنت الامر؟ - في البداية لا أخفيك أنني اندهشت وقد علمت أن سامي كان سيعتمد على مخرج آخر شاب ولكن تخلى عن هذه الفكرة وقرر خوض تجربة الاخراج. لم يثنيني ذلك عن الايفاء بتعهداتي تجاهه وأقول لك بكل صراحة لقد تحولت الدهشة الى انبهار فلقد اكتشفت مخرجا يمتلك كل ابجديات الاخراج، هذا علاوة على الحرفية وحين أتحدث عن حرفية المخرج التلفزي فأنا أتكلم بكل وعي فأنا متحصل على ديبلوم في الاخراج السينمائي من باريس سنة 1973 واعرف كل ما يتعلق بهذا الميدان وقد وجدت ان سامي يمتلك كل التقنيات هذا علاوة على اخلاقه الرفيعة ورحابة صدره لقد تعرفت على انسان كبير وأنا سعيد بالمساهمة في هذا المسلسل * لو نتحدث قليلا عن دورك في المكتوب؟ - أتقمص شخصية الأمين وهو رجل انطلق من طبقة اجتماعية متواضعة، ثابر وكدّ الى أن أصبح رجل أعمال مرموق، تزوج في شبابه امرأة وهي سامية رحيم في المسلسل تبادلا الحب ولكن في مرحلة ما طلقها وقرر الزواج من كاتبته الجميلة وتتطور الاحداث لنقف على العديد من المواقف الاجتماعية المعيشة والتي أترك للمشاهد لذة اكتشافها. * رأيك في النص الذي كتبه الطاهر الفازع؟ -نص ثري، فيه أحداث تمسنا جميعا، يتحدث عن الشباب أساسا وعلاقتهم بالحياة وقد أحسن الطاهر الفازع بناء الحبكة . * هل تدخل سامي الفهري في النص؟ - أن يقدم المخرج بعض الآراء والافكار فهذا أمر طبيعي، كما أنه من الهام أن يدخل بعض التعديلات على الحوار وهذا ما فعله سامي بحذق كبير وفي انسجام مع الطاهر الفازع العلاقة بين كل الاطراف كانت طيبة جدا. وأنا مقتنع بمقولة لا خاب من استشار. * هل كان سامي يعمل بطريقة فردية؟ - لا أبدا فالرجل أحاط نفسه بفريق محترف ومتكامل فحضور يوسف بن يوسف كمدير تصوير أو عاطف بن حسين كمدير للممثلين كل هذا من شأنه أن ينجح العمل. المخرج لا يجب أن يكون الإله الأوحد ولكن هذا لا ينفي عنه صفته كصاحب قرار نهائي. * وأنت هل تدخلت في بعض الامور؟ - يضحك ويقول طبعا أنا كلوفي بطبعي لقد قدمت بعض الاقتراحات في مستوى بعض الجمل أو الكلمات وقد أخذت بعين الاعتبار وأنا أرى أن الممثل المنفذ لا يفيد العمل بتاتا. في كلمة لقد كان سامي الفهري ديموقراطيا في الاخراج وأنا شخصيا ارتحت كثيرا معه. * ما الذي شدك فيه اكثر؟ - اهتمامه بالجزئيات، فهو يوقف التصوير ليوم او أكثر رغم الكلفة المالية الباهضة ليتوفر ما يطلبه. لقد أمر بايقاف التصوير لعدم وجود لوحة كان من المفروض أن تحلي مشهدا من المشاهد . * كيف وجدت نفسك مع الامين؟ - تفاعلت مع هذه الشخصية أحببتها وكرهتها في نفس الوقت فأعطيت كل ما عندي. * هل تقبل فكرة الكاستينغ؟ - لما لا هو أمر طبيعي ويجب أن نقتنع أن الكاستينغ ليس للتقييم وليس امتحانا. من الغلط التكبر على الكاستنيغ . * اذا دعيت الى عمل ثم حولت وجهة الدور الى ممثل اخر كيف يكون تعليقك؟ - بصراحة ما يحز في نفسي أن أدعى الى دور ويقدم الي السيناريو وأقرؤه وأتفرغ له تماما ولكن بعد مدة يختفي المخرج ولا يقدم حتى كلمة اعتذار أرى أن الاحترام هو اساس كل تعامل القسم بيد الله وليس بيد أحد ولكن يجب أن تبقى العلاقة نظيفة بين كل الاطراف. * ارتبط حضورك بدور معين دون غيره هل يقلقك ذلك؟ - أعرف ماذا تقصد أي أدوار الارستقراطي لعل اسمي عبد الغني جعلني أجسّد دور الاغنياء. * كيف وجدت راضي الجعايدي اللاعب وقد تحول الى ممثل؟ - لم أجتمع به في أي مشهد * هل حضوره كان لمجرد الدعاية للعمل؟ - محمد الجبالي المطرب نجح ممثلا وراضي الجعايدي لا يمكن أن نحكم له أو عليه الا بعد أن نشاهده. * بحكم تجربتك الطويلة حسب رأيك كيف يمكن للدراما التلفزية التونسية ان تتطور؟ - ضرورة ضبط خطة طويلة المدى تصاحبها إرادة من كل الاطراف حتى يتمكن من النفاذ الى الاخر ونقدم ابداعاتنا فالكتاب موجودون والممثلون كذلك اضافة الى المخرجين ولهجتنا جميلة ومقبولة. * هل وقعت بعض المواقف الطريفة في المكتوب؟ - الطريف أنني أصبت بحالة اندهاش امام القدرات الخارقة لامال سفطة، أول مرة أتعامل معها لقد أبدعت وستقفون على صحة أقوالي. * ما حكاية النظارات؟ - لقد رأى سامي أن الدور الذي أقوم به يقتضي نظارات من صنف معين وقد وفر ذلك بثمن كبير. * علاوة على المكتوب أنت حاضر في شوفلي حلّ»؟ - نعم أنا ضيف شرف ولقد اختارني صلاح الدين الصيد لأجسد دور المنجي الفلاح. نبيل الباسطي للتعليق على هذا الموضوع: