خبير في قانون الشغل: قانون تنظيم عقود الشغل ومنع المناولة يمنح مرونة هامة للمؤجرين    هام/ نقطة بيع بالميزان لأضاحي العيد بهذه الولاية..    بشرى سارة بخصوص اضاحي العيد..#خبر_عاجل    إجراءات استثنائية لمساعدة الفلاحين على تجاوز أعباء فواتير الطاقة.. التفاصيل والخطوات    تعيينات حكام نصف نهائي كأس تونس 2025    السباح أحمد الجوادي يفوز بفضية سباق 800 مترا في ملتقى ببرشلونة.    القيروان : اليوم إفتتاح الدورة 19 للملتقى الوطني للإبداع الأدبي والفني.    دائرة الاتهام لدى محكمة الاستئناف بتونس تنظر في مطلب الافراج عن أحمد الصواب    ''الغشة'' في العيد الكبير : وزارة التجارة توجه هذه النصائح    غولان يحمّل نتنياهو مسؤولية "تعريض اليهود للخطر"    تونس تدعو المجتمع الدولي الى حماية الشعب الفلسطيني ووضع حد لجرائم الاحتلال    زعيم التهريب إلى أوروبا في السجن : جنسيته عربية و تفاصيل صادمة    47 شهيدا منذ الفجر والاحتلال يقصف ويحاصر مستشفى العودة    بن عروس: " قول لا للمخدرات" عنوان قافلة توعوية تحسيسية للتوقي من مخاطر المخدرات بالمدرسة الإعدادية بمرناق    في لقائه مواطنين من المزونة وبنزرت/ سعيد: "الشباب قادر على تعويض من يُعطّل السّير الطبيعي لدواليب الدّولة"..    كرة اليد : الترجي في مواجهة نارية أمام الزمالك ..تفاصيل المباراة    محمد علولو يرد على وزير الشباب والرياضة.    فيديو : أستاذ يقدم مراجعة مجانية لتلاميذ الباكالوريا ''شعبة اداب ''    خبير في قانون الشغل: العديد من شركات المناولة تواجه خطر الاندثار بسبب القوانين الجديدة    الدورة الثالثة من 'المهرجان السنوي لكأس المغرب العربي للحلاقة والتجميل' يومي 26 و27 ماي بالحمامات.    فئات ممنوعة من تناول ''الدلاع''.. هل أنت منهم؟    الموت المفاجئ يهدد لاعبي كمال الأجسام المحترفين: دراسة تكشف المخاطر الصحية وتدعو للفحوصات الدورية    نشرة الصحة والعلوم: نصائح للذاكرة، جديد الدراسات الطبية، ونسب التغطية الصحية في تونس    ظهر اليوم: امطار و تساقط كثيف للبرد بهذه المناطق    بلاغ وزارة التجارة حول توفير لحوم ضأن وبقري مسعرة    Titre    كأس العالم للأندية: مهاجم ريال مدريد اندريك يغيب عن المسابقة بسبب الاصابة    عاجل/ انهاء مهام هذه المسؤولة بهذه الوزارة..    اليوم: الحرارة تصل إلى 40 درجة بهذه المناطق    أضحية العيد للتونسيين: 13 نصيحة شرعية لضمان سلامتها وأجرها الكامل!    في قضية ارهابية : حكم بالسجن في حق طالب طب    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025 ": افتتاح أنيق لدورة مميزة    هجوم على متحف يهودي بواشنطن: هوية المتهم إلياس رودريغيز    وزير الصحة يلتقي بإطارات صحية ومستثمرين ورجال أعمال تونسيين بسويسرا    أمريكا تقبل طائرة فاخرة من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترامب    القاهرة تطمئن: الهزة الأرضية الصباحية لم تؤثر على المنشآت    وزير الدفاع يؤدّي زيارة إلى القاعدة العسكرية ببوفيشة    كاس العالم للاندية 2025: فترة استثنائية لانتداب اللاعبين من 1 الى 10 جوان 2025    محمد بوحوش يكتب:...عن أدب الرّسائل    طعنها بسكين وتركها في حالة حرجة فكشفته أثناء إسعافها .. هكذا خطّط طبيب مشهور لقتل زوجته!    جندوبة: استعدادا لموسم سياحي استثنائي...عاصمة المرجان جاهزة    أخبار الملعب التونسي ...جدل بسبب التحكيم ولا تفريط في العياري    وزير الصحة يروج للتعاون ولمؤتمر "الصحة الواحدة " الذي سينعقد بتونس يومي 14 و 15 جوان 2025    قرمبالية: قتيلان و6 جرحى إثر انقلاب سيارة أجرة    شجرة الجاكرندا في تونس: ظل بنفسجي يُقاوم الغياب ويستحق الحماية    وزارة الحجّ والعمرة تُحذّر من جفاف الجسم    للتمتّع بأسعار معقولة في شراء أضحية العيد: توجّهوا إلى نقاط البيع المنظمة    أربعينية الفنان انور الشعافي في 10 جوان    ب"طريقة خاصة".. مؤسس موقع "ويكيليكس" يتضامن مع أطفال غزة    منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر يصل القضاء    أحمد السقا يعلن طلاقه من مها الصغير بعد 26 عامًا من الزواج    عاجل/ في العاصمة: طبيب يطعن زوجته بسكين..    كيف سيكون الطقس الأيام القادمة: حرارة غير عادية أم هواء بارد وأمطار؟    طقس اليوم: الحرارة في انخفاض طفيف    السينما التونسية تحصد أربع جوائز في اختتام الدورة التاسعة لمهرجان العودة السينمائي الدولي    هذا موعد رصد هلال شهر ذي الحجة..#خبر_عاجل    رصد هلال ذو الحجة 1446 ه: الرؤية ممكنة مساء هذا التاريخ    لا تُضحِّ بها! هذه العيوب تُبطل أضحيتك    









ماذا في اجتماعات رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات العامة ببعض مكونات المجتمع المدني؟
نشر في الصباح يوم 06 - 07 - 2007


تونس: الصباح
يعيش جزء من المجتمع المدني منذ أكثر من أسبوع، على وقع الاتصالات التي جرت بين السيد منصر الرويسي، رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات العامة، وكل من رئيس فرع منظمة العفو الدولية بتونس،
السيد الحبيب مرسيط، ورئيسة جمعية النساء الديمقراطيات، السيدة خديجة الشريف، ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، السيد مختار الطريفي..
فقد التقى الرويسي في محطة أولى، رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات، حيث دار الحوار حول نشاط الجمعية وأفق عملها المستقبلي، والإشكاليات التي تعترض سبيل تحركها.. وأثمرت هذه المقابلة «نتائج» عملية وملموسة، حيث حصلت الجمعية على منحة بخمسين ألف دينار من الحكومة، واتخذ قرارا برفع الحظر عن التمويل الذي كانت النساء الديمقراطيات تلقته من الاتحاد الأوروبي قبل فترة..
ووصفت السيدة خديجة الشريف، رئيسة الجمعية الحوار الذي جرى مع رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان، ب«البناء»، بل إنها لم تتردد في القول لبعض الصحف، ( ومنها الشقيقة لوطون)، من أن «الأهداف التي تعمل من أجلها الجمعية، لا تختلف كثيرا عن برنامج السلطة»، في إشارة - على الأرجح - إلى ملف تطوير وضع المرأة في تونس، والتقاء الجمعية مع أجندا الحكومة في الملامح العامة وفي السياق الجملي المتعلق بمجال التحديث في قطاع المرأة..
وتعكس تصريحات السيدة خديجة الشريف تلك، حالة رضا عن مسار الحوار مع رئيس الهيئة، وهو الحوار الذي جاء بعد فترة طويلة من حالة «شبه القطيعة» التي سادت علاقات الطرفين، على الرغم من العلاقات القديمة بينهما، ونعني هنا بالتحديد، مجالات التعاون في بعض المفردات المتعلقة بملف المرأة التونسية..
ملف العفو الدولية..
في ذات السياق أيضا، تمخض اجتماع السيد الحبيب مرسيط، رئيس فرع تونس لمنظمة العفو الدولية بالسيد منصر الرويسي، عن حصيلة «إيجابية» - حسب وصف بعض الحقوقيين - رحب بها مناضلو الفرع في جلستهم العامة المنعقدة نهاية الأسبوع المنقضي ببورصة الشغل..
فقد تم تمكين المنظمة من فضاء بورصة الشغل لعقد الجلسة العامة للفرع، وتم التداول بين الطرفين في الملفات والقضايا والخلافات الموجودة منذ فترة بين السلطة وهيئة الفرع، بل تم الاتفاق بشكل ثنائي، على وضع جميع الخلافات بين قوسي الحوار والنقاش، ووعد رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان، بالنظر حتى في «المضايقات التي تعرض لها رئيس الفرع وتحركات أعضائه»، على حد تعبير أحد مسؤولي المنظمة..
وعلى حد علمنا، لم تناقش الجلسة العامة لفرع المنظمة، هذا التطور بشكل علني، لكن المناقشات في مستوى كواليس المنظمة، طرحت هذا الموضوع بصورة معمقة، حيث كان الرأي السائد هو مواصلة الحوار من دون الاكتفاء بما ترتب عن اللقاء الأول، وهو ما يعني وجود نوع من «الاطمئنان» لانطلاق الحوار بين الفرع والسلطة، سيما وأن الطرفين لم يجلسا على طاولة واحدة منذ مدة طويلة نسبيا..
موضوع رابطة حقوق
الإنسان..
أما فيما يخص اللقاء بالسيد مختار الطريفي، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، فإن لم يتمخض عن نتائج عملية، فإنه فتح قناة حوار بين السلطة والرابطة، بعد علاقة جفاء وتوتر استمرت لفترة طويلة..
وأفادت معلومات من داخل الرابطة، بأن السيد منصر الرويسي، رئيس الهيئة العليا لحقوق الإنسان، عبّر لرئيس الرابطة عن استعداد السلطة، بل عن رغبتها في حل ملف الرابطة..
ويبدو - حسب المعلومات التي توفرت للصباح - أن من الرابطيين من ذهب إلى اعتبار هذا اللقاء، مجرد اتصال عادي لا يرتقي إلى مستوى الآلية التي تبحث في تفاصيل ملف الرابطة ذي التراكمات المتعددة، وثمة من اعتبر الاجتماع مبادرة تستوجب التشجيع -في رأيهم - وليس الالتفاف عليها مثل كل مرة..
ولا يعرف - إلى حد كتابة هذه الأسطر - وجهة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصدد هذا الموضوع، لكن المؤكد أن هذه المقابلة، أعادت طرح السؤال بشأن كيفية إيجاد حل للرابطة، وهل يكون هذا الحل من جانب واحد وبمنطق «الكل وإلا فلا»، مثلما يرى بعض الرابطيين، أم عبر الحوار والتفاوض والبحث عن الصيغ التوافقية الممكنة.
ملاحظات وتساؤلات..
وفي الواقع، تطرح هذه التطورات اللافتة تساؤلات وملاحظات كثيرة..
فالبعض اعتبرها لقاءات تدخل ضمن محاولة السلطة إعادة تشكيل ساحة المجتمع المدني، على قاعدة «القانوني وغير المعترف به»، وذلك لوضع حد لبعض الهوامش غير القانونية في الحراك الاجتماعي والسياسي في البلاد، وهي هوامش سجلت حضورها بكثافة خلال السنوات القليلة الماضية..
كما تأتي هذه المبادرة أيضا، قبل نحو أربعة أشهر من احتفالات الذكرى العشرين للتغيير، أي إنها تندرج في سياق الحرص على إيجاد أجواء إيجابية صلب الحراك الاجتماعي والسياسي.
غير أن بعض النشيطين في حقل المجتمع المدني، يتساءلون حول المدى الذي يمكن أن تذهب في اتجاهه السلطة، سيما وأن هذه اللقاءات جاءت -في تقديرهم - بناء على رسائل وجهتها هذه المنظمات وليست مبادرات من جانب السلطة؟ وهل أن الأمر مرتبط بإعادة فتح قنوات الاتصال والحوار مع أبرز مكونات المجتمع المدني من أجل عزل بقية الهوامش الأخرى غير المعترف بها، وبالتالي إعادة ترتيب هذه الساحة المدنية على أرضية الشرعية والقانون؟
لكن أطرافا عديدة صلب المجتمع المدني بالذات، تتحدث عن ضرورة تجاوز منطق العدمية في التعامل مع «مبادرات» الحكومة، وتلح على أن خطاب القطيعة ليس دائما هو المنطق المثمر في العلاقة بالسلطة أو ببعض مكوناتها..
فهل تكون هذه التطورات منطلقا لمرحلة جديدة في علاقة الحكومة بالمجتمع المدني؟ وكيف ستتعامل رموز المجتمع المدني مع هذه «اليد» التي امتدت مؤخرا؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.