من بين ما يستفزني منذ سنوات الحصار الغريب الذي فرض على الأشرطة والاقراص التي تروج تلاوة المرحوم عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكريم. عبد الباسط عبد الصمد مبدع من الوزن الثقيل.. تلاوة وتجويدا وترتيلا.. عبد الباسط عبد الصمد من بين عباقرة القرن العشرين الذين جاد بهم نهر النيل وشعب مصر العظيم. لكن الغريب أن أقراص عبد الباسط عبد الصمد واشرطته اصبحت نادرة في الاسواق العربية.. ولا تكاد تبث في القنوات التلفزية والاذاعية.. وفي صومعات المساجد والجوامع.. لماذا ؟ هل يعقل محاصرة مبدع عملاق مثل عبد الباسط عبد الصمد؟ تساءلت مرارا وفهمت أن بعض المتطرفين والسلفيين المتشددين في الخليج والمشرق العربيين حاربوا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد لانه «يتغنى بالقرآن»؟؟ («الى درجة أن بعض مجالس احتساء المشروبات الكحولية تنتشي باشرطته؟؟») ويبدو أن عدوى هذه «الفتوى» المعادية للمبدع الكبير الراحل عبد الباسط عبد الصمد شملت البلدان المغاربية وتونس.. تحت يافطات كثيرة.. ساذجة أحيانا.. من بينها «تونسة» ترتيل القرآن..؟؟ غريبة طلعات البعض وشطحاتهم الفكرية.. هل يتناقض نشر اقراص عبد الباسط وبثها في الاذاعة والتفلزة وفي الصوامع مع تقدير المقرئين التونسيين أو المغاربيين بدءا من المقرئ التونسي المبدع المرحوم علي البراق؟ لماذا تنفتح قنواتنا الاذاعية والتلفزية على نانسي عجرم وهيفاء وهبي ونجوى كرم والفنانين الخليجيين والمصريين والغربيين والاتراك.. وتنغلق على بعض مرتلي القرآن الشرقيين المتالقين مثل عبد الباسط عبد الصمد؟ هل هو تفاعل مع فتاوى المتطرفين والسلفييين الوهابيين المتشددين؟ سؤال أسوقه الى من يهمه الامر.. بما في ذلك الى القائمين على قناة «الزيتونة» وقناة «فردوس حنبعل» التلفزية.. تفاعلا مع جهودهم في تقديم صورة متسامحة ومتفتحة ومتوازنة عن الاسلام.. لا باس أن تقترن بتفتح على المقرئين والمجودين الشرقيين المبدعين مثل عبد الباسط عبد الصمد وساطع الحصري ومحمد محمود الطبلاوي.. كفانا تطرفا وانغلاقا.. برب السماء.