سيضحك على عصرنا احفادنا لان بعض " فقهاء " بلد عربي مسلم أفتوا (عام 2008) بتحريم الدمى المتحركة..وكفروا القطط والفئران والكلاب الوهمية الضاحكة.. التي يتسلى بها الاطفال في برامج تلفزية وصحفية ابتكرها المبدعون لتصقل مواهبهم..مثل طوم وجيري وميكي ماوس..ودعوا الى اهدار دمهم ؟؟ " الشيخ الخليجي " محمد المنجد أصدر هذه الفتوى المضحكة..التي تعكس جهله لمقاصد التشريع الاسلامي واصول الفقه..وسبقه رئيس مجلس القضاء في نفس البلد " الشيخ " صالح اللحيدان عند اصداره فتوى أهدرت دماء أصحاب القنوات الفضائية "المفسدة "..؟؟ الفرق بين " الافتاءين " أن الامر تعلق في الاول بدمى من القطن وفي الثانية ببشر.. يحق لنا نقدهم لكن لا احد ينبغي له ان يشرع تعنيفهم او قتلهم.. وفي الحالتين يتضح حجم التدهور الذي آلت اليه الاوضاع في ساحة الفكر الاسلامي..حيث اختفى العلماء وبرز " دعاة " و" مشايخ " يخلطون بين الاسطورة والفكر.. بين الفهم اللغوي السطحي والساذج لنصوص من الوحي والفهم المقاصدي للقران والسنة وأصول الفقه والتراث العربي الاسلامي عموما.. هذه الفتاوى خطر على العباد والبلاد..ومظهر من ابشع مظاهرتخلف الجامعات والمؤسسات العلمية المختصة في الدراسات الاسلامية والفقهية.. ويحق لاي عاقل أن يتساءل : لماذا بلغ الامر برموز بعض المؤسسات الفقهية والعلمية هذا الحد من الاسفاف و"الامية " والجهل ؟ ومن هي الجهات المحلية والدولية التي تشجع مثل هؤلاء " الفقهاء" على دفع ملايين الرجال والنساء نحو مزيد من التشدد والتطرف والسقوط في مستنقع " السلفيات " الساذجة.؟؟ من مصلحته ترويج " فتاوى " المفتي السعودي الراحل ابن باز ورفاقه الذين يحرمون في القرن ال21 الصور الشمسية واللتفزية وحلق اللحية ولبس السراويل الطويلة (تحت الكعبين) وتزيين البيوت بتماثيل وصورترمز الى مفكرين وفلاسفة عرب ومسلمين وعالميين مثل ارسطووافلاطون وابن رشد وابن خلدون والفارابي وابن سينا بدعوى محاربة عبادة الاصنام؟ هل يوجد عاقل واحد يمكن أن يفكرفي القرن ال21 في عبادة الاصنام عند رؤية ثمثال صغير في بيته أو مكتبه أو في الشارع لفيلسوف مثل ابن رشد او افلاطون أو عالم طب عملاق مثل ابن سينا؟ بعيدا عن التفسيرات التآمرية التقليدية أجد نفسي هذه المرة مع الذين يشكون في وجود مؤامرات خطيرة جدا على شبابنا وشعوبنا ودولنا تستخدم فيها بعض الجهات المعادية داخليا وخارجيا ورقة " الافتاء الديني".. وترويج مفاهيم خاطئة عن الاسلام.. لتضرب عصافير عديدة بحجر واحد..بدءا من الدين ذاته.. هذه الفتاوي معادية للاسلام والمسلمين ولتقدمهم.. ومحاولة لتعطيل تيارالاصلاح الذي بدأ قبل قرنين.. وعطلته قوى الشد الى الوراء المحلية والاستعمارية.. ومن شان مثل هذه الفتاوى " الغبية " والمتطرفة خدمة المصالح المشبوهة للاستعمارالجديد وحلفائه.. بانواعهم..