وجدت نفسي قبل أيام مع بعض الاطفال.. سالني أحدهم عن معنى العيد فحاولت تقديم تفاسير تبسط لهم الرموز الاجتماعية والدينية للاحتفالات الدورية ببلادنا بعيدي الاضحى والفطر.. وان من ابرز اهداف الاحتفال تجسيم قيم التسامح والتزاور وصلة الرحم وتكريس مبدإ التضامن الاجتماعي.. بين الاغنياء والفقراء.. بين المنكوبين نفسيا والناجحين في حياتهم.. ففوجئت بمجموعة كبيرة جدا من الاسئلة البريئة.. على لسان الاطفال.. الاسئلة تبدو محرجة لانها انطلقت من ملاحظات أطفال ليس لهم "حسابات" و"تخمينات" و"تكمبين".. ملاحظات بنيت بوضوح على ما شعروا به من تناقض بين المبادئ والواقع.. بين النصوص الدينية ومشاهد الفقر والظلم والتناحر الاجتماعي والغيبة والنميمة.. و"التقطيع والترييش".. والتباهي بالمظاهر الزائفة من قبل البعض وجيرانهم جياع وبعض ابنائهم مهددون بالانقطاع عن الدراسة وعن العلاج بسبب ارتفاع تكاليف التعليم والنقل والتداوي.. تعليقات هؤلاء الاطفال.. أزعجتني وحيرتني.. لكن ما خفف حيرتي أني عاينت بنفسي قبل أيام بعض الجمعيات الخيرية وعددا من هيئات الشعب التجمعية توزع بمناسبة العيد اعانات مالية ومادية للمحتاجين.. بمناسبة العيد.. هذه المساعدات مهما كانت محدودة تدخل ابتسامة حقيقية على وجوه المنكوبين وضعاف الحال.. فلم لا يقع تشجيع مزيد من الجمعيات المستقلة على القيام بهذا الدور التضامني الميداني؟ تجربة الجمعية الخيرية بصفاقس والصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي نموذجية.. تستحق الدعم.. مع ضمان عدة شروط من بينها مصداقية الشخصيات التي تشرف على المشاريع الخيرية..