تونس - الصباح "بلوغ الاهداف التنموية للالفية امر ممكن اذا ما وجدت قيادات حكومية قوية تتبنى سياسات سليمة واستراتيجيات عملية تعزز الاستثمارات العامة وتتلقى الدعم الكافي من قبل المجتمع الدولي..." هذا اذن ابرزما خلص اليه احدث تقرير صادر عن الاممالمتحدة في محاولة لتقييم ورصد الاهداف التنموية للالفية لسنة 2007 والحديث عن التقرير السنوي للامم المتحدة كان موضوع اللقاء الذي احتضنه صباح امس مكتب الاممالمتحدة بالعاصمة بمشاركة كل من المدير الاعلامي للمكتب السيد عمر النخيلي والسيدة عايدة ربانة مستشارة التنسيق وليلى جودان المكلفة ببرنامج الاممالمتحدة الخاص بالشباب في تونس بحضور عدد من المراسلين وممثلي الصحف الوطنية وفي تقديمه للتقرير شدد السيد عمر النخيلي على ما تم تحقيقه من اهداف الالفية وما تطلبه المرحلة القادمة من جهود اضافية لمواجهة التحديات المستقبلية كما تعرض الى ما تضمنه التقرير من نتائج حول التنمية في منطقة شمال افريقيا. ويشدد التقريرالذي استند الى بيانات جمعتها اكثر من عشرين منظمة تابعة للامم المتحدة بعض ما تم تحقيقه في ادارة جهود مكافحة الفقر والتخلف والاوبئة وغيرها من القضايا وشدد على تراجع نسبة سكان العالم الذين يعيشون على اقل من دولار في اليوم من 32 بالمائة سنة 1990 الى 19 بالمائة سنة 2004 صادر عن الاممالمتحدة في محاولة لتقييم اهداف التنمية العالمية المعلنة في قمة الالفية سنة 2000 اما نصيب شمال افريقيا من ذلك فان التقرير يشير الى اقترابها من الهدف المتمثل في خفض الفقر المدقع بمقدار النصف بحلول سنة 2015 فيما يشير الى ان تونس نجحت في تحقيق تقدم ملحوظ جعلها من اكثر الدول الافريقية تقدما على مدى السنوات السبع الماضية التي تلت اعلان قادة دول العالم التزامهم باهداف الالفية. ويعد هذا التقرير بمثابة دراسة تقييمية في منتصف الطريق لرصد ما تم انجازه وما لم يتم ايضا من اهداف الالفية المعلنة وذلك بعد انقضاء سبع سنوات على بدء تنفيذها.... ومن البطالة المستشرية بين الشباب الى افقار نصف سكان العالم الى خدمات الصرف الصحي وارتفاع عدد ضحايا السيدا ليصل إلى 2.6 مليون سنة 2006 وفشل الاجراءات الوقائية في الحد من انتشار الوباء الى التغيرات المناخية جاء تقرير الاممالمتحدة للتنمية موثقا بالصور والارقام والرسوم البيانية الى جانب عدد من التوصيات المطلوبة للتقدم. وبرغم الايجابيات التي يرصدها التقرير في حملة مقاومة الفقر فانه يكشف جملة من التحديات والعراقيل التي لا يستهان بها ويشير الى انخفاض عدد الذين يعيشون على دولار واحد في اليوم من 1.25 مليار فرد الى 980 مليونا ويتوقع التقرير ان يستمر تحقيق التقدم للحد من الفقر في مختلف انحاء العالم الا ان التحدي الاكبر حسب واضعي التقرير يبقى مرتبطا بالبلدان الافريقية الواقعة جنوب الصحراء ذلك ان تقليص نسبة الفقرالى النصف في هذه المنطقة يستوجب مضاعفة كل الجهود ويذكرالتقرير انه بالرغم من ارتفاع النمو السكاني في منطقة جنوب الصحراء الكبرى والتي بلغت 2.3 بالمائة سنوايا فقد بقي عدد الفقراء الذين يعيشون على اقل من دولار في استقرار وسجل التقرير اكبر نسبة تقدم في تقليص الفقر في منطقة شرق اسيا حيث انخفضت نسبة الذين يعيشون في فقر مدقع من 33 في المائة عام 1990 الى 9.9 في المائة عام 2005 اما في منطقة جنوب اسيا فقد سجلت النسبة انخفاضا من 20.8 بالمائة عام 1990 الى 6.8 فقط عام 2004 كما يرصد التقرير وجود تباين كبير في الانجازات عبر القارة الاسيوية حيث لا يزال نحو ثلاثين بالمائة جنوب اسيا يعيشون على اقل من دولار في اليوم اما منطقة غرب اسيا فقد ظلت حسب التقرير الوحيدة في العالم التي شهدت زيادة في النسبة التي تمثلها فجوة الفقر كما كشف وجود مفارقات عميقة داخل نفس البلد في احيان عديدة لاسيما في المناطق الريفية.... ويبقى الفقر الى جانب السيدا ومشاكل البطالة والافتقار الى الخدمات الصحية من ابرز التحديات الماثلة امام اهداف الالفية ويعني عدم مضاعفة الجهود لمواجهة هذه التحديات ان اكثر من مليون امراة سيفقدن حياتهن كل عام لاسباب قابلة للعلاج اهمها مضاعفات الحمل والولادة واذا كانت منطقة جنوب الصحراء في افريقيا تسجل وفاة امراة من بين كل ستة عشر امراة فان لغة الارقام في الدول المتقدمة تسجل وفاة امراة بين كل 3800 إمراة شمال افريقيا يحرز تقدما في تقرير الاممالمتحدة يشير التقرير الى ان دول شمال افريقيا احرزت تقدما واضحا صوب تحقيق الاهداف الانمائية لتنمية الثمانية مقارنة ببقية المناطق حيث شدد التقرير على ان المنطقة تقترب من الهدف الممثل في خفض الفقر المدقع بمقدار النصف بحلول موعد 2015 ومن المؤشرات التي يعتمدها التقرير ان معدل الفقر في شمال افريقيا تراجع من 2,6 في المائة الى 1.4 بالمائة بين عامي 1990 و2004 كما يشير التقرير الى ان التفاوت في الدخل في شمال افريقيا هو الادنى بين جميع المناطق النامية رغم اتجاهه للتصاعد في مناطق اخرى من العالم النامي ومن بين الايجابيات التي تحققت للمنطقة ما يتعلق بتوفير التعليم الابتدائي للجميع والاتجاه لاتاحة فرص التعليم للاناث والذكور جميعا في غضون السنوات الثماني القادمة كما شدد التقرير على التقدم السريع المسجل في خفض وفيات الاطفال من 88 حالة وفاة بين كل الف مولود عام 1990 الى 35 وفاة عام 2005 اما اضعف المواطن في اداء المنطقة وفق التقرير فقد تعلق بكفالة المساواة بين الجنسين حيث لم تتجاوز نسبة النساء اللائي يتلقين اجورا خارج القطاع الزراعي حدود العشرين بالمائة عام 1990.. . ثماني سنوات اذن تفصلنا عن الموعد الذي اتفق بشانه قادة العالم لتحقيق اهداف الالفية للحد من الفقر وتحقيق الامن والسلم وحقوق الانسان والتنمية المستدامة قد يبدو الموعد بعيدا ولكن الاكيد وبعد انقضاء نصف المدة المحددة لكسب رهان مختلف انواع التحديات القائمة ان انتهاء الفترة المتبقية قد لايعني بالضرورة شفاء العالم وخلاصه من مختلف انواع العراقيل والامراض والنقائص الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعيق تقدم الشعوب ولاشك ان بلوغ تلك الاهداف يقتضي المزيد من الارادة والجهود من جانب الدول الغنية لتخفيف اعباء الديون على كاهل الدول الفقيرة والوفاء بالالتزامات التي قطعتها لتحقيق الوصول العادل الى اسواقها والاستفادة من تكنولوجياتها وفي خلق بيئة مالية مواتية فيما تبقى مسؤولية الدول النامية في تثبيت الاصلاحات السياسية المطلوبة والادارة الحسنة اختبارا اضافيا باتجاه تحقيق اهداف الالفية....