تونس الصباح: قبل انعقاد الندوة الوطنية للحوار مع الشباب الأسبوع القادم وافتنا مصادرنا باللجنة الوطنية للحوار مع الشباب بسجلات ضخمة تضمنت الكثير من المقترحات التي توجه بها آلاف الشبان المشاركين في منتديات الحوار مع الشباب.. ومن بين المقترحات نجد تكثيف الحلقات التثقيفية في مختلف المجالات الصحية والاجتماعية والسياسية و خاصة الدينية حتى يفهم الشباب حقيقة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف و حتى لا يكون هناك أي مجال للمتطرفين الذين يستغلون انعدام الوعى الديني و الفهم الخاطئ للدين لدى بعض الشباب ليجرونهم إلى هاوية التطرف و الإرهاب. كما أوصى الشباب بتوفر كل أسباب التعليم وخاصة من خلال الاعتناء باللغات الحية: عربية، فرنسية، انقليزية، اسبانية، إيطالية وغيرها في المعاهد وذلك قصد الانفتاح على حضارات أخرى والتواصل معها تواصلا ايجابيا مع التركيز خاصة على اللغة العربية باعتبارها اللغة الأم. وتحدث المشاركون في منتدى الحوار مع الشباب عن بعض الإشكاليات ومنها أن البرنامج التعليمي فيه بعض النقائص ومن بينها طول البرامج في مختلف المستويات التعليمية إذ أن بعض الأقسام لا تكمل البرامج الدراسية كما أن طولها يجعل التلميذ يحس بالملل وفي هذا الشأن تمت الدعوة إلى أن تكون هذه البرامج مناسبة لمدة السنة الدراسية و أن تكون محتوياتها مرحة بعض الشيء حتى لا يمل التلميذ. وفي نفس المجال أي القطاع التربوي رأى الكثير من المشاركين في منتديات الحوار مع الشباب أنه يجب توحيد اللباس المدرسي للقضاء على المظاهر غير اللائقة.. ونظرا لتفشي عدة ظواهر غير أخلاقية خاصة على مستوى اللباس الشبابي أوصوا بضرورة التصدي للملابس الفاضحة. ومن المقترحات نجد تدعيم حضور مقومات الهوية في مختلف البرامج الدراسية و في مؤسسات الإعلام وبعث برنامج وطني للرحلات الميدانية حتى يتكون حس وطني لدى الناشئة للاعتزاز بكل شبر من ارض الوطن و تنشيط الذاكرة الوطنية الجماعية ببث شرائط وثائقية و توزيع كتب ومجلات تمجد الإرث الحضاري التونسي و تتصدى للتطرف و التعصب ودعم المشهد الإعلامي العمومي و الخاص ببعث وسائل إعلام سمعية بصرية و مكتوبة في الجهات تتولى تغطية الأحداث المحلية وتطوير منظومة التكوين المهني مما يجعلها مواكبة لتطور النسيج الاقتصادي وتطوير الخدمة العسكرية لمواكبة تطورات العصر باعتبارها واجبا وطنيا مقدسا. وفيما يتعلق بالانخراط في تكنولوجيا المعلومات تمت الدعوة إلى ضرورة دعمه في المؤسسات التربوية وتدعيم ساعات تعلم الإعلامية داخل المؤسسات التربوية. مشاغل شبابية.. في ما يتعلق بالتشغيل أوصى المشاركون في منتديات الحوار مع الشباب بتوفير مواطن شغل للشباب ولأصحاب الشهائد العليا لكي يتمكنوا من البذل والعطاء ويتخلصوا من الشعور باليأس وضعف الإرادة والعزيمة. وفي مجال الترفيه اقترحوا تخصيص بنية أساسية للشباب خاصة منها الرياضية مع القيام برحلات استطلاعية إلى المناطق السياحية والأثرية للتعرف على معالمها. ومن بين المقترحات الأخرى التي ترددت في كثير من فضاءات الحوار نجد بعث مجلس أعلى للشباب وفتح مقرات خاصة بالتحاور مع الشاب مباشرة انطلاقا من المستوى الوطني وصولا إلى المحلي وتخصيص فضاءات أو مكاتب العلاقات مع الشاب.. وتخصيص يوم أسبوعي أو شهري للاستماع إلى مشاغل الشباب و ذلك من خلال حوارات تجرى داخل دور الشباب الجهوية لمعرفة أهم مشاكل الشباب و الحلول المقترحة. وأوصى المشاركون في الحوار مع الشباب بتأسيس أحزاب تخص الشباب و بإدماج فئة تمثيلية من الشباب في جلسات مجلس النواب إضافة إلى تخصيص نسبة هامة من ميزانية الدولة لفائدة البحث العلمي. وقالوا إنه من الممكن إحداث مجالس استشارية شبابية في كل ولاية على أن تكون هذه المجالس ذات علاقة وطيدة مع سلط اخذ القرار المحلية وبذلك يكون بالمكان الاستفادة من الآراء الشبابية في رفع مردود آليات التنمية المحلية..أما على النطاق الوطني فبالإمكان إحداث تصور مجلس المستشارين الشبان.. والحد من الظواهر التي تهدد الناشئة تم تقديم اقتراح ببعث برنامج متكامل يهدف للحدّ من انتشار ظاهرة التسكّع والانحراف والجريمة وإيجاد مواطن شغل للشباب المنحرف كما تمت الدعوة إلى بعث نواد تطوعية بالمؤسسات التربوية بكامل تراب الجمهورية التونسية وبعث جمعيات تعنى بالظواهر الاجتماعية كالترشيد في استهلاك الطاقة والاقتصاد في الماء وتكوين لجان مختصة للقضاء على ظاهرتي "الارتشاء واستغلال النفوذ" ومراقبة المسؤولين المحليين و الجهويين عن كثب بكامل تراب الجمهورية من قبل لجنة وطنية مختصة لتجنب التجاوزات من المقترحات الأخرى نجد إضافة ساعتين عمل في اليوم لكلّ موظّف. وتشريك المرأة في أداء الخدمة العسكرية شأنها شأن الرجل وتم التفكير أيضا في تطوير منظومة قطاع التعليم العالي وذلك بمزيد العناية بالمجال الصناعي وإدراج الصناعة ضمن المواد الأساسية التي تدرّس للتلاميذ والطلبة لمدّة عشر سنوات لمواكبة مستجدات العصر وتماشيا ونسق التنمية.. وبعث صندوق وطني يعنى بالشباب العاطل عن العمل يشارك فيه كل التونسيات والتونسيين على حد السواء داخل تونس وخارجها مشاركة شهرية وتخصص عائداته لفائدة الشريحة الشبابية العاطلة عن العمل بتقديم جراية شهرية قدرها 100 دينار لكلّ شاب. وأوصى المشاركون بإرشاد الفلاحين وتوعيتهم بالمخاطر المنجرّة عن سوء استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية بكثرة مما يجعل المنتوجات الفلاحية تنمو نموا سريعا وغير طبيعي، وهذا ما يشكل خطرا على صحة الإنسان التي لا تقدّر بثمن ويفقد الأرض خصوبتها ويقلل من إنتاجيتها ودعوا إلى توعية المواطنين بالمخاطر المنجرّة عن آفة التلوث عبر برامج إذاعية وتلفزيونية متنوعة تبث على شاشة التلفزيون التونسي يوميا.