أريانة: حملة مشتركة للتصدي للانتصاب الفوضوي    بودربالة والسفير الإيطالي: ضرورة تكثيف جهود مواجهة الهجرة غير النظامية    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة    شركة النقل تتفاعل مع "الشروق": نحرص على عودة النسخة الشعبية ل "إيبيزا" في أقرب الأوقات    سيدي بوزيد: انطلاق ورشة تكوينيّة لفائدة المكلّفين بالطاقة بالإدارات والمنشّآت العمومية    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا    معتز العزايزة ضمن قائمة '' 100 شخصية الأكثر تأثيراً لعام 2024''    عاجل/ في ارتفاع مستمر.. حصيلة جديدة للشهداء في غزة    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    70 بالمئة من الأمراض تنتقل من الحيوانات ..مختصة في الثروة الحيوانية توضح    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    المالية العمومية تتعافى: تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6٪ من الناتج المحلي    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    كم تبلغ معاليم مسك الحساب بالبريد التونسي؟    تقلص العجز التجاري الشهري    سوسة/ القبض على منحرف خطير مفتش عنه..    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    سوسة: الاطاحة بمنحرف خطير من أجل ترويج المخدرات    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    بن عروس: انتفاع 57 شخصا ببرنامج التمكين الاقتصادي للأسر محدودة الدخل    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    هلاك كهل في حادث مرور مروع بسوسة..    فاجعة المهدية: الحصيلة النهائية للضحايا..#خبر_عاجل    تسجيل 13 حالة وفاة و 354 إصابة في حوادث مختلفة خلال 24 ساعة    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    تكوين 1780 إطارا تربويا في الطفولة في مجال الإسعافات الأولية منذ بداية العام الجاري    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يواجه صن داونز .. من أجل تحقيق التأهل إلى المونديال    حريق بشركة لتخزين وتعليب التمور بقبلي..وهذه التفاصيل..    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب الأحزاب التونسيّة والاستحقاقات الانتخابية والسياسية القادمة
نشر في السياسية يوم 01 - 06 - 2009

برغم المكاسب ما تزال هناك عوائق ...وهذه مقترحاتنا لمزيد تفعيل مشاركة الشباب في الشأن العام
كوادر شبابيّة من التجمّع والتجديد و ح د ش والخضر والتحرري والشعبية يتحدّثون ل"السياسيّة
ضرورة تعديل سن الرشد القانوني حتى لا يكون الشاب التونسي في أكتوبر 2009 قاصرا وهو يؤدي أهم التزاماته الوطنية بالمعنى المدني والسياسي
نرفضُ احتسابنا كرقم انتخابي وندعو إلى مواصلة الحوار وفتح المزيد من الأبواب
بدأ العد التنازلي للموعد الذي يفصلنا عن الاستحقاقات السياسية التي تقبل عليها البلاد سنتي 2009و2010، وتتميز هذه المناسبة بخصوصياتها التاريخية مقارنة بسابقاتها وذلك نظرا لما تتسم به من حراك وجدل بدأ مبكرا، ونظرا لما رافقها من إجراءات تضمنت فسح المجال لأكثر من نصف مليون شاب لممارسة مواطنته والذهاب إلى مراكز الاقتراع لاختيار ممثليه دون وصاية وبحرية. ولأن الفئات الشبابية لا يمكن حصرها أو قولبتها، وليست سهلة التطويع، ولا يمكنها أن تكتفي ببضع إجراءات مهما كانت قيمتها، ولأنها تتأثر أكثر من غيرها بالتطور السريع الذي يشهده الواقع بما يكتنفه من اضطرابات وأزمات وثورات قيمية وتكنولوجية، ولهول ردات فعله غير المنتظرة أحيانا، ووعيا بتنوع اهتمامات مختلف الشباب وشواغله، ولاختلاف طموحاته وانتظاراته، وإدراكا بان هذه الفئة تمثل كذلك الكفاءات العلمية والمهنية والتقنية والثقافية التي تحتاجها البلاد في طريق التنمية الشاملة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية..) وجب أن تتدرب على الممارسة المدنية وتحمل المسؤولية.تفتح السياسية هذا الملف الذي يُعنى بالشباب والاستحقاقات السياسية القادمة، فاسحة المجال للمنظمات الشبابية الحزبية للحديث عن دورها في تأطير الشباب وحثه على المشاركة في الاستحقاقات السياسية القادمة، مستفيدين من تنوع خطاب هذه المنظمات واختلاف مقارباتها إزاء الموضوع واليات عملها خاصة أنها تنضوي تحت مظلة أحزاب سياسية تتنوع مشاربها الفكرية والسياسية.
------------------------------------------------------------------------
أنور بن نوة عضو المكتب السياسي لحركة التجديد
على الأحزاب أن تقرب من الشباب وليس العكس..والاهتمام بالشباب لا يجب أن يكون محلّ توظيف
الخطاب السياسي لا يمكن عزله عن الممارسة فعند حضوري للجلسة الاستثنائية لانطلاق اللجنة العليا لصياغة الاستراتيجيا الشبابية تساءلت عن كيفية بلورة استراتيجيا واستشارة وهي تترافق مع حملة رافل للشباب وهي الفئة المستهدفة أيضا لاجراءات حق الاقتراع. نلحظ أن بين الممارسة والخطاب هناك إشكال. إلى جانب هذا لا ننسى مشاكل المساجين في الحوض المنجمي وهم شباب، والممارسات اليومية التي يتعرض لها الشباب مثل حملة مقاومة التدخين التي استهدفت العاطلين عن العمل وخصوصا منهم الشباب.
على مستوى المحتوى فان تطور سياسة شبابية واستشارات شبابية واستراتيجيا شبابية كنا مستعدين للاستجابة لها، ولكننا وجدنا أنها دعاية سياسية وانتخابية ومدة خمسة سنوات ليست كافية لبلورة استراتيجيا شبابية إضافة إلى أنها يجب أن تكون تشاركية بصفة فعلية. والدعاية الرسمية التي رافقت هذه الأحداث هي آلية أي مجرد أرقام لبلورة استراتيجيا هي حاضرة من قبل .فاستراتيجية الشباب يجب أن تخرج من الشباب.
حاجيات الشباب في تونس ومشاكله هي بالأساس متعلقة بالاستقلالية و التحرر وثنائية الحقوق والواجبات. الاستراتيجيا الشبابية يجب أن تعاون الشاب على الاستقلالية وأول استقلال هو المادي ويجب على المجموعة الوطنية أن تقوم بمجهودها لتوفير الشغل للشباب والتمشي الحالي يؤدي إلى الإقصاء وبالتالي قد يتسبب في عدة مظاهر غريبة مثل السلفية ولنا الآليات والطرق والمعايير حتى ننجز هذا ونتجنب ذاك.
تطور الظرف العالمي إضافة إلى النظام التعليمي أدى إلى خفوت درجة التسيس لدى الشباب ولكن هناك اهتمام بالشأن العام لدى الكثير منهم. ونظرا لقلة الحراك فانه يجعل من الشباب المهتم يفتر ويلجأ للاهتمام بالخارج أكثر من الداخل.
حركة التجديد لم يكن لها هيكلة و اهتمام بهذه الفئة قبل المؤتمر الأخير وخططنا أن يكو ن الحزب قريبا قبل أن ننتظر الشباب يقترب منا و ذلك بترسيخ مبدأ المواطنة في الحزب ومن ذلك التمشي الذي ننتهجه في دعم الفنانين الشبان. وزاوية القرب من المواطنين الشبان ليست الاستقطاب أو الدعاية ولكن شبابنا يجب أن يأخذ المشعل لقد أتى الوقت حتى يأخذ بزمام المبادرة وحتى يحقق ذلك يجب تلميع الصورة الحزب، صورة حزب ديناميكي قريب متفاعل ويجب أن تكون الحركة كذلك.
لنا استراتيجيتنا وهي تهم الحزب وهو تمش عقلاني ومرتبط بظروف الحزب وأهدافه المرسومة والانتخابات الرئاسية أو التشريعية هي مرحلة مهمة وكذلك الانتخابات البلدية وهي مراحل هامة أيضا للتمشي فيما يتعلق بالشباب فاهتمامنا به يعد من أولوياتنا وهو ليس بمرتبط بهذه المحطات فقط. وللأحزاب الأخرى تمشيها الذي يعنيها ونحن لا نلتقي معها لا على مستوى تصورنا للشباب أو في القضايا الأكثر عمومية.
هناك عدد هام من المثقفين و الفنانين في حزام حركة التجديد خلافا لما يذهب إليه البعض ونشاطها والمشروع الذي تدافع عنه لا يستطيع أن يكون سوى حزبا منفتحا على الشباب وهذا الشيء تأكد و برزت معالمه منذ المؤتمر الأخير لأنه من جهة على مستوى الهيئات القيادية في الحركة الحزب الوحيد في الهيئة السياسية هناك عضو شاب، ونائب رئيس المجلس الوطني هو شاب، وفي بقية الهيئات العليا هناك 4شبان، وفي القيادة المجلس المركزي هناك 6شبان، دور الشباب في حركة التجديد في اتخاذ القرار. وسيتأكد ذلك من خلال الأنشطة والعمل لأنه في السياسة ليس هناك معيار سوى العمل والممارسة.
هناك تمش عام في إطار التحضير للحملة الانتخابية، فهناك لجان في طور الاشتغال لبلورة استراتيجيا على مستوى الدعاية التي تعد ديناميكية وقريبة وتفاعلية ومواطنية وشابة كما يتم العمل في الدول الديمقراطية طبعا حسب إمكانياتنا، وأول مرحلة كانت حملة من أجل المواطنة قمنا بها في الجريدة وعلى الأنترنات في غياب فضاءات أخرى، على المستوى الميداني سيحضر مصيف للشباب وعدد من التظاهرات الثقافية.
تعتمد الحملة وسائط مختلفة كالصورة والفيديو وستتواصل والذي يقوم بها هم الشباب وهي تمثل حملة المبادرة ككل، ويبلورها الشباب وستكون متنوعة ومختلفة عن بقية الحملات وسنحاول صنع الحدث. لا نريد الوقوف على شعارات الديمقراطية، الحداثة والتقدمية وإنما نريد إبرازها في مواقفنا واقترابنا من الشباب مرتبط بانغلاق إعلامنا الذي لا يوفر لنا فرصة توجيه خطابنا له. ولكن وعبر جريدتنا وهي الإطار الذي نوجه فيه كلامنا نحن ندافع عن حق المواطنين في الانتخاب والعيش الكريم والحق في الشغل والدفاع عن قيم التسامح الديني الحقيقي، حرية الفرد في المجتمع، المساواة بين الرجل والمرأة والقيم الأساسية التي وضعها الآباء المؤسسون للجمهورية وعلى المرفق العام للتعليم والصحة.
التمشي الشبابي ليست غايته التوظيف وإنما غايتنا الدفاع عن المواطنة وعلى المواطنين، ونريد أن يتمتع شبابنا بالحقوق التي تترتب على المواطنة سواء كانت مرتبطة بالجانب السياسي أوالثقافي أو الاقتصادي...، حينها نستطيع أن نطالب بالواجبات. وعلى الأحزاب أن تقرب من الشباب وليس العكس.
------------------------------------------------------------------------
أكرم السبري كاتب عام منظمة الشباب الدستوري الديمقراطي
" اعتبار الشباب شريكا فاعلا يمر عبر احترامه كرقم انتخابي وكثقل سياسي "
لابدّ من التأكيد بداية وأن الشباب كان عنصرا محوريا وطرفا ثابتا على امتداد تاريخ التجمع، وبعيدا عن المناسبتية فان الشباب كان منذ 87 عنصرا قارا في فكر الرئيس، تترجم عبر كم هائل من القرارات الجريئة و الإجراءات الرائدة بانتظام عززت مكانة الشباب في المشروع المجتمعي الحداثي الرائد للرئيس زين العابدين بن علي، سواء تعلق الأمر بالأبواب التي تخص الشباب في مختلف المخططات التنموية كل خماسية، سواء من خلال عدد النقاط التي تمس الشباب من قريب أو من بعيد بالبرنامج الانتخابي للرئيس بن علي في كل مدة نيابية واستحقاق. ويذكر كل الذين يدعون اليوم أن الإجراءات الرئاسية الأخيرة لفائدة الشباب هي إجراءات ظرفية استوجبتها خصوصية المرحلة وهي تدخل بذلك في خانة التنميق السياسي أو التسويق الانتخابي، يذكر هؤلاء جيدا أن أول مجلس وزاري بعد التحول خصص للشباب ويذكر جيدا هؤلاء أن ا الإصلاحات الدستورية المتتالية التي بادرها الرئيس بن علي لم يخلو تنقيح دستوري وحيد منها من جوانب تكريس دفع الشباب نحو مشاركة أوسع في الحياة السياسية، من ذلك تخفيض سن الترشح للمجالس البلدية والنيابية أكثر من مناسبتين إضافة إلى الإرادة السياسية الثابتة عند كل استحقاق انتخابي بضرورة تمثيلية الفئة الشبابية في الهيئات النيابية وقد جاءت الإجراءات الأخيرة تتويجا لخيار استراتيجي ثابت ولرؤية استشرافية ثاقبة ولحكمة مستقبلية متبصرة في أن "المستقبل لا يبنى إلا بسواعد الشباب ومع الشباب ومن أجل الشباب" والقول للرئيس زين العابدين بن علي. لذلك فان اعتقادي راسخ وأن إعلان سنة 2008 سنة للحوار مع الشباب وما تمخض عنها من اقتراحات وتوصيات أكد الرئيس بن علي على ضرورة أخذها بعين الاعتبار في صياغة المخططات التنموية المستقبلية وفي رسم السياسات والبرامج و ما أسفرت عنه من صياغة ميثاق شبابي وطني هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد بما تضمنه بالتزام مشترك بمجموعة المرجعيات والثوابت التي التزم بها شباب تونس من كل الفئات والجهات ومن مختلف التوجهات الفكرية والانتماءات السياسية والمآرب الأيديولوجية إضافة إلى تخفيض سن الانتخاب من 20سنة إلى 18سنة بما ترتب عنه من إضافة نصف مليون شاب للجسم الانتخابي الوطني دون أن ننسى القرار الرئاسي التاريخي بإضافة أكثر من 65شاب سنهم دون الثلاثين عاما بأكبر هيكل قيادي من حيث العدد إلى القائمة الوطنية للجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي.
هذه الإجراءات تعتبر لبنة أخرى من لبنات مواصلة بناء صرح المشروع التعددي الديمقراطي ومجتمع الديمقراطية المسؤولة والحرية المعاصرة وبذلك فان الرئيس بن يضرب المثل التاريخي والحضاري في تكريس مشاركة الشباب في الحياة السياسية.
اذا كان البعض يعتقد أنه لا يجب التعامل مع الشباب كرقم انتخابي بل كشريك فاعل في الحياة السياسية فإننا نعتقد في شباب التجمع وأن المشاركة الفعلية والمساهمة الجدية للشباب في الحياة السياسية لا يتحقق بصفة فعلية إلا من خلال احترام الشباب كفئة خصوصية لها رؤيتها للمستقبل بما تحمله من انفتاح وحماس وكطاقة إبداعية قادرة على الخلق والاستنباط و التطوير وكفئة اجتماعية تواكب التطور الإنساني والاجتماعي ولكن أيضا من خلال احترام الشباب كرقم انتخابي أي كوزن عددي وكثقل بشري يمثل أغلبية نسبية لأنه إذا ذهبنا جدلا في اتجاه ضرورة التعامل مع الشباب كعنصر فاعل لا كرقم انتخابي فإننا بذلك ننفي على الشباب أي وزن سياسي ونجرده من خصوصيته ونصبح نتعامل معه كأقلية فكرية أو كشريحة أيديولوجية محدودة عدديا ومنغلقة على نفسها والحال أن الشباب هو مجتمع بذاته يختلف فيما بينه فكرا وانتماء واعتقادا لكن يجمع بينه أنه ثقل بشري يعد أكثر من ثلث سكان البلاد ونحن في نهاية الأمر شباب أحزاب سياسية ويهمنا في علاقتنا بالشباب إذكاء روح الوطنية لديه وتمسكه بهويته الوطنية وحسن إعداده للمستقبل بما يكفل له تحمل المسؤوليات الجسيمة التي ستناط بعهدته ومساعدته على المشاركة السياسية وعلى معالجة قضاياه الاجتماعية . وعلى صقل مواهبه الإبداعية ولكن أيضا يهمنا ما يمثله من ثقل انتخابي لأن الاستحقاقات الانتخابية تحسم عدديا بما لكل حزب من جماهير عريضة تدلي بأصواتها لفائدته وبما لكل شباب حزب من جماهير شبابية عريضة تختار مرشح حزبه للانتخابات الرئاسية وتختار قائمات حزبه في الانتخابات التشريعية وعليه فان الرؤية الأفقية الشاملة للشريك الشبابي يستوجب بالضرورة النظر إليه كشريك فاعل في الحياة السياسية وكرقم انتخابي أيضا.
ما يعتبره الكثيرون عزوفا للشباب عن العمل السياسي، نعتبره نحن في التجمع الدستوري تطورا لأساليب ممارسة الشباب للعمل السياسي، وما يعتبره البعض استقالة للشباب من الاهتمام بالشأن العام نعتبره نحن تطورا لأنماط اهتمام الشباب بالشأن العام وذلك لسببين اثنين، أولها أن التجمع بمنظمته الشبابية يستقطب مئات الآلاف من الشباب الذي يهتم بالشأن العام والذي يمارس العمل السياسي في مختل جوانبه وزواياه وهذا راجع لقدرة شباب التجمع على التجدد وعلى مواكبة التطورات الوطنية وعلى الإلمام بالتحولات الإقليمية والدولية، وعلى دقة رصد تطور اهتمامات الشباب وتنوع مشاغله وانتظاراته والدفاع عنها. من ذلك أن الفضائات الالكترونية والمنتديات الاجتماعية والقنوات الافتراضية للاتصال والتواصل أصبحت اليوم احدى وسائل اهتمام الشباب بالشأن العام وشكل من أشكال التحاور مع الشباب والتفاعل معه لذلك فقد اتخذنا من هذه الوسائل إحدى آليات عملنا للنفاذ إلى الشباب و التواصل معه فأصبحنا اليوم نتحدث في التجمع عن مفاهيم جديدة في علاقة بممارسة الشباب للعمل السياسي من ذلك أننا أصبحنا نستخدم مفهوم الاستقطاب الرقمي و مفهوم النضال الالكتروني ومفهوم التعبئة الافتراضية وهو ما ضمن لنا المحافظة على رياديتنا في الحياة السياسية الشبابية من حيث عدد منخرطينا ومن حيث أعداد الشباب الكبيرة المقتنعة بتوجهات حزبنا وخيارات رئيسنا. وعليه، فان وسائل التكنولوجيا الحديثة بما أصبحت تمثله من قناة تواصلية مع الشباب فان المسك بأسبابها وحسن استخدامها أصبح ضرورة ملحة على كل حزب سياسي أو تنظيم جمعياتي يروم لكسب ثقة هذه الفئة وان القدرة على التجدد والتطور مع اهتمامات الشباب في كل مرحلة هي الضامن لديمومة التفاف هذه الفئة حول حزب دون اخر.
إن التجمع بما يمثله عبر تاريخه من مدرسة نموذجية لتربية الأجيال الشبابية المتعاقبة على روح المسؤولية العالية وعلى نكران الذات وروح التطوع وبالفضاءات الرحبة التي فتحها لعموم شباب تونس والحوار والتكوين والتعويد على تحمل المسؤولية والتدريب على خوض الاستحقاقات الانتخابية، سيضل وفيا لأدبياته التي مثل فيها الشباب عنصرا أساسيا حيث انطلقت حملات واسعة النطاق في صفوف شباب التجمع بمنظمتيه "منظمة الشباب الدستوري الديمقراطي ومنظمة طلبة التجمع" لتسجيل الشباب من الفئة العمرية 18 و20 سنة في القائمات الانتخابية انطلاقا من الشباب المتحمل للمسؤولية والمنخرط في المنظمتين باعتبار أن هذه الفئة كانت في الاستحقاقات السابقة تشارك في كل مراحل إنجاح المحطة السياسية من ما قبل الحملة إلى يوم الاقتراع دون أن يكون لها حق ممارسة واجبها الانتخابي وهي فئة محترمة عدديا منخرطين في منظمتينا. ثم فان كلا من المنظمتين "الشباب وطلبة التجمع" أعدت برنامجا خصوصيا لإنجاح الاستحقاق الانتخابي القادم وقد توزعت هذه البرامج على التركيز على حسن استغلال الأنشطة الصيفية في جانبيها الترفيهي والتكويني فبالإضافة إلى المصائف الجهوية والمحلية وهي أنشطة عادية تنظم باستمرار لفائدة منخرطيها، فقد اتجه التركيز هذه الصائفة على عدد كبير من الفئات الشبابية الخصوصية على غرار الشباب الريفي وشباب الأحياء ذات الكثافة السكانية وشباب المناطق الحدودية وشباب الحوض المنجمي والشباب ذوي الاحتياجات الخصوصية. ومن جهة أخرى فان منظمة طلبة التجمع باعتبار انتشارها الهيكلي ترابيا و داخل الفضاءات الجامعية وباعتبار اهتمامها بالفئة الطلابية التي تتميز بطابعها الخصوصي، فقد أعدت برنامجا متميزا للاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة حيث انطلق عمل المنظمة الصيفي منذ الإعلان عن نتائج الباكلوريا وذلك بحرص كبير على الاستفادة من الإصلاح التعليمي الجامعي وعلى حسن التعريف على أوسع نطاق بالإجراءات الرئاسية الرائدة لفائدة عموم الطلبة حيث ركزت المنظمة على استقطاب الناجحين الجدد في البكلوريا والإحاطة بهم حتى تكون لهم خير السند داخل الوسط الجامعي و حتى تحميهم من كل منزلقات التطرف والاغتراب والانبتات التي تدعو إليها أطراف لا علاقة لها بالجامعة و ليس لخطابها أدنى صدى داخل الوسط الطلابي هذا بالإضافة إلى اعتماد التجمع اعتمادا ثابتا وراسخا على العنصر الشاب في مختلف برامجه التي يعدها للحملة الانتخابية القادمة.
اعتقد أن الاستحقاق الانتخابي القادم 2009 سيكون فرصة تاريخية وحقيقية مكن منها الرئيس بن علي كل شباب تونس على حد السواء للمشاركة في اختيار من يمثله وفي اتخاذ القرار الوطني في كنف الممارسة الديمقراطية المسؤولة وهي فرصة أدعو كل شباب تونس للاستفادة منها وحسن استغلالها لأنها في اعتقادي ستكون لحظة تاريخية وانطلاقة متجددة لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية وستكون دفعا متجددا لمواصلة ترسيخ مقومات المجتمع الديمقراطي التعددي.
------------------------------------------------------------------------
حافظ خالدي عضو المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدم مكلف بالشباب وكاتب عام منظمة شباب وطلبة الخضر

لا بدّ من فسح المجال أمام أكبر عدد من الشباب للمشاركة وإبداء آرائهم في الاستحقاقات السياسية لا كرقم انتخابي بل كعنصر فاعل في الحياة السياسية
هناك اهتمام ملحوظ بالبيئة بدأ يترسخ لدى الفئة الشبابية، فعلى المستوى العالمي بدأ الاهتمام مبكّرا بالبيئة وما يتهدّد الأرض من مخاطر نتيجة الانبعاثات والتلوث الذي يتسبب الإنسان ذاته، أمّا في تونس فقد بدأ هذا الوعي البيئي يترسخ لدى الفئة الشبابية وذلك لما تمثله البيئة من أهمية بالغة على مستوى استدامة التنمية وجودة الحياة ومستقبلها على سطح المعمورة. ونتيجة لسياسة الدولة الحكيمة والتشجيعات الممنوحة، تعددت الجمعيات والمنظمات والنوادي الشبابية المعنية بالمجال البيئي، فكانت نظرة بلادنا استشرافية في هذا المجال الذي أصبح يحظى باهتمام كبير في جميع أنحاء عالم أصبحت تهدده الكوارث والأزمات يعود أغلبها نتيجة ارتفاع حرارة الأرض والاحتباس الحراري الذي يتسبب فيه التلوث الصناعي الناتج عن الإنسان بدرجة أولى.
نحن في حزب الخضر للتقدم نرجو أن يكون للإجراءات المتخذة الأثر الإيجابي على مشاركة الشباب لا في الانتخابات المقبلة فقط بل وكذلك في الشأن السياسي بصفة عامة والخروج من حالة العزوف التي تمارسها فئة كبيرة من شبابنا. فعلى سبيل الذكر فإنّ سنة الحوار قد كانت منبر حوار وطني تطارح فيه شبابنا كل ما يهمه، والذي نرجوه هو أن تتواصل مشاركة الأحزاب في متابعة نتائجه. دون أن ننسى التعديلات الأخيرة المتعلقة بتنقيح القانون الانتخابي والتخفيض في السن الدنيا للانتخاب من 20 سنة إلى 18 سنة، ممّا من شأنه أن يفسح المجال أمام أكبر عدد من الشباب للمشاركة وإبداء آرائهم في الاستحقاقات السياسية لا كرقم انتخابي بل كعنصر فاعل في الحياة السياسية.
الجميع يعلم أنّ الشباب في تونس يمثل النسبة الأكبر من عدد السكان، والجميع يعلم أنّ الشباب التونسي رغم ما تحقق له من مكاسب وانجازات تعتبر ريادية على المستوى العربي والعالمي، فإنه مازالت أمامه عديد الرهانات التي نعتبرها ذات أولوية وفي مقدمتها التشغيل الذي كذلك يحظى باهتمام رئاسي ملموس، لذلك في اعتقادنا أنّ الوصول إلى هذه الفئة الشبابية يمرّ عبر تدارس مشاغلها وتصوّراتها إشراكها الفعلي في أخذ القرار، وهو ما يسعى إليه حزبنا منذ حصوله على التأشيرة القانونية في 3 مارس 2006 من خلال تدارس وتطارح قضايا شبابنا وخاصة في سنة الحوار مع الشباب من خلال تنظيم المنتدى الشهري للتواصل مع الشباب الذي سعى من خلاله حزبنا حزب الخضر للتقدم للالتصاق بمشاغل الشباب ومناقشة تصوراته وإشراكه في سن القرار وإيصال صوته سواء على مستوى المنابر والمجالس الوطنية أو على صفحات "التونسي" الصحيفة الناطقة باسم حزب الخضر للتقدّم.
الشباب التونسي في السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام به وأصبح يحظى بمكانة متميزة ونشطة على جميع الأصعدة انطلاقا من رؤية استشرافية أساسها أنّ الشباب هو المستقبل، بل أنّ الأحزاب السياسية أصبحت تولي أهمية كبرى للشباب من خلال إدماجه في مختلف هياكل أخذ القرار والاستئناس بآرائه. وحزب الخضر للتقدم أخذ هذا الرهان على عاتقه منذ البداية من خلال إنشاء منظمة شباب وطلبة الخضر وتواجد العناصر الشبابية في جميع هياكل الحزب. أمّا استثناؤنا فقد كان في سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب من خلال المنتدى الشهري للتواصل مع الشباب ناقش فيه شبابنا مختلف المشاغل التي تخصهم وذلك بحضور عديد الكفاءات الوطنية في مختلف الميادين. فالشباب بالنسبة لحزب الخضر للتقدم شريك فاعل في العملية السياسية ونحت مستقبل البلاد وليس كرقم انتخابي كما سبق وأن أشرتم له في سؤالكم.
سبق وأن أشرت أنّ اهتمامنا بالشباب ليس وليد حدث ما ولا يقتصر على الفترة الانتخابية، بل منذ نشأة حزبنا حزب الخضر للتقدم راهننا على الشباب كأولوية مطلقة، ونحن نعوّل بدرجة أولى على شباب الحزب لإنجاح هذه المحطات الانتخابية المقبلة وبدرجة على شباب تونس ممّن لهم اهتمامات بيئية وواعين بجسامة المخاطر التي تهدّد العالم نتيجة التلوث وعديد المشاكل البيئية الأخرى، وكذلك من خلال الالتصاق بالشباب وإيصال صوته إلى أهل القرار. ونحن في حزب الخضر للتقدم نتبع منهج الاعتدال والوسطية، وذراعنا مفتوحة لكل من همّه خدمة الوطن شعارنا في ذلك "العمل والولاء لتونس منيعة خضراء" شعارنا مؤتمرنا التأسيسي الذي انعقد في أواخر السنة الماضية. وفي اعتقادي الخاص فإنّ مراهنة الشباب على حزب الخضر للتقدّم فيه مراهنة على الحياة واستدامة التنمية وعلى بيئة سليمة للجميع.
------------------------------------------------------------------------
مهدي الطباخ عضو المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية
هناك شروط لا بدّ أن تتوفّر حتّى يتمّ تعزيز المكاسب من أبرزها استمراريّة الحوار مع الشباب
إننا نعتقد أن الإطار السياسي الذي وفره دستور البلاد، وما اقترن به من قوانين منظمة للحياة السياسية بعد سلسلة الإصلاحات والتعديلات التي أدخلت عليها في مناسبات عدة... كل ذلك يوفر بيئة ملائمة ومحفزة على النشاط السياسي في مناخ من التعددية الحزبية والتنافس السلمي والحضاري بين التصورات والبدائل.
في مثل هذا المجال السياسي، المسيج بضمانات دستورية والمحمي بترسانة من التشريعات القانونية، يمكن للشباب أن يعزز حضوره في حقل العمل السياسي بدون معيقات وحواجز خصوصا وأن التنقيحات الأخيرة الواردة على المجلة الانتخابية تعطي الحق كاملا لما يناهز نصف مليون شاب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات وبالتالي للمشاركة في تقرير مصير البلاد واختيار من يمثلهم ويعبر عن تطلعاتهم ومشاغلهم.
ولئن كانت المستجدات الايجابية التي تحققت للشباب في السنوات الأخيرة توفر مناخا مشجعا لإقحام الشباب في الحياة السياسية، فان شروطا أخرى لابد أن تعزز هذه المكاسب ، حتى تزاح كل العوائق التي مازالت تكبل بعض الفئات الشبابية وتقلل من حماسه في الانخراط الواسع في الشأن العام.
من ذلك على سبيل المثال، ضرورة الاستمرار في إدارة الحوار مع الشباب من خلال الاسراع في بعث منتدى دائم للحوار يكون منبرا تفاعليا وتشاركيا فيما بين الشباب أنفسهم وبين الشباب والهياكل الرسمية.
يضاف إلى ذلك التفكير في تطوير المجلس الأعلى للشباب وتفعيله، نحو النهوض بدور أكبر ضمن العلاقة التي نريدها، سواء على اعتباره الإطار الفاعل وأيضًا المجال التفاعلي، الذي ضمنه تدور النقاشات الكبرى والحوارات الإستراتيجية بين الشباب، ويكون بذلك دوره الأكبر تقديم مقترحات عمليّة تجعل من الشباب يلعب دوره ويتّخذ موقعه ضمن الخارطة السياسيّة والمجال الجمعياتي، دون أن ننسى الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، التي لا يمكن بأي حال إغفالها أو التغاضي عن دورها أو مدى أهميتها.كما أن البعد التعدّدي ضروري، بل نرى أن به ومن خلاله يتمكّن هذا المجلس من إيجاد دور له والقيام بما هو موكول له، ليكون في الآن ذاته المرآة العاكسة للمشهد الشبابي في تونس، وأيضًا المختبر الذي تنضج ضمنه الأفكار والمقترحات وتتحوّل إلى مشاريع ملموسة، ننطلق جميعًا وأساسًا فئة الشباب في تجسيدها.
كما نرى أنه من الضروري تمكين المرصد الوطني للشباب من كلّ أدوات الفعل والمتابعة لنجعل منه المنارة القادرة على متابعة الشأن الشبابي، والمقصود بالأدوات ليس الماديّة فحسب، بل تفعيل العلاقات مع كلّ الهياكل الشبابيّة داخل الأحزاب وضمن الجمعيات وحتّى الجامعات والمعاهد، لنتمكّن عبر ذلك من التأسيس لشبكة تفاعليّة، تجمع المرونة بالجدوى.
لا شك أن الإعلام الوطني بات يوفر فضاءات واسعة للشباب خاصة من خلال قنوات متخصصة في الشأن الشبابي، وعبر فتح أبواب المشاركة في برامج حوارية مفتوحة من المطلوب أن تتسع أمام مختلف الحساسيات والمشارب الفكرية والإيديولوجية. ومن الضروري أيضا تجاوز بعض المعيقات والشوائب فيما يتصل بالنفاذ للمعلومة عبر الانترنت، ولعلّه في هذا الإطار من المطلوب التسريع في انجاز البوابة الالكترونية للشباب التي يفترض أن تكون عصرية وتفاعلية ذات خصائص تقنية متطورة تستجيب لطموحات الشباب بما يجسم الحرص الدائم للجميع على الحوار مع الشباب ودعم قنواته وتطوير آلياته.
كما نرى أن توفير أفضل شروط النجاح لتوسيع المشاركة السياسية يتطلب في اعتقادنا ضمان الأرضية الاجتماعية والاقتصادية الملائمة لحل معضلة البطالة المتواصلة ولاسيما بالنسبة لأصحاب الشهائد العليا.
يشكل الشباب فئة عمرية هامة في مستوى حجمها الديمغرافي، الذي بلغ ثلث السكان. كما أن هذه الفئة تمثل من جهة أخرى موردا بشريا يستوجب توظيفه كطاقة بناء وتشييد وإنتاج في مختلف المجالات التي ينهض على دعائمها مشروع التنمية في بلادنا.كما أن الإسهام الشبابي في العمل السياسي له من الخصوصيات ما يجعل المنظمات الشبابية تلعب دور الرافد والحافز للأحزاب في تجديد آليات العمل السياسي كما أنها تلعب دورا هاما في توفير وتطعيم الأحزاب بالإطارات.
من هذا المنطلق تجدّد الرهان على الشباب، سواء ضمن اختيارات رئيس الدولة الذي أبدى حرصا ملحوظا لتشريك الشباب في الحياة العامة، أو في إطار ما تعمل عليه الأحزاب السياسية من محاولات دائمة لاستقطاب هذه الفئة النشيطة حتى تأخذ مكانها اللائق بها في المجال السياسي وبقية مناحي الحياة.
في ما يخصنا نحن في حزب الوحدة الشعبية، لقد سارعنا منذ سنوات بالاهتمام بالشباب، خصوصا، وأنّنا قد وجدنا في هذه الفئة من روح تقدمية ما يتطابق مع مبادئنا وتطلعاتنا التي تضع الشباب في مقدمة الفئات الاجتماعية الأكثر تعلقا بمثل الحرية والتقدم والعدالة والأشد استعداد لتقبل أفكار الحداثة والتجدد الحضاري التي نسعى دائبين لترسيخها في المجتمع.
باعتبار أن الشباب أكثر تمسكا بالمثل وبالمبادئ وله من الحماس الايجابي ما يجعله يتجه نحو نكران الذات في سبيل الآخر، وهذا لا يمكن الا أن ينعكس ايجابيا على الأحزاب السياسية وفي كيفية التي تتعامل بها الأحزاب مع المستجدات. بما في ذلك المواعيد الانتخابية القادمة لأن الحملات الانتخابية تحتاج سواء فيما يتعلق باعداد البرنامج، أو التفكير في أساليب التحرك الميداني، الى إسهامات الشباب.
ومن هذا المنطلق ، فان شباب حزب الوحدة الشعبية قد انصرف منذ أشهر الى الاستعداد للمحطة الانتخابية القادمة، وذلك من خلال عقد ملتقيات، وطنية ،جهوية ومحلية، ودورات تكوينية تناولت بالدرس المسائل المتصلة بالقانون الانتخابي وبتقنيات الانتخابات من تسجيل واقتراع هذا دون أن ننسى أهمية العمل على التعريف ببرامج الحزب .
وحاليا، فان الشباب يضطلع بمهامه سواء في مستوى اللجان أو في الجامعات هذا دون أن ننسى المجلس المركزي، وحرصا على الحفاظ على الحركية التي خلقتها سنة الحوار مع الشباب، فان حزب الوحدة الشعبية قد فتح المجال أمام شبابه حتى يساهم في بلورة البرنامج الانتخابي وحتى تكون المسائل المتصلة بالشباب بارزة وواضحة وجلية، خاصة وأن الشباب يحتل من الناحية الاجتماعية والديمغرافية، موقعا مهما في مجتمعنا.
كما أنه أخذ موقعا هاما في لجنة الاعداد المادي للحملة والتخطيط للتحرك الميداني والإعلامي – خاصة الالكتروني منه - أثناء الحملة لما يوفره الشباب من طاقة وقدرة على الخلق والإبداع وأخذ المبادرة.
وفي هذا الاطار، سينظم الحزب ملتقى صيفيا لضبط الكيفية والطريقة الأنجع التي سيتحرك بها الشباب في مختلف المواقع النضالية والمهام الموكولة له خلال الحملة الانتخابية.
كما أن هذه المناسبة تفرض علينا، مزيد تفعيل مشاركة الشباب، إذ لا يكفي إضافة نصف مليون ناخب من الشباب للكتلة الانتخابية الوطنية من دون التفكير الجدي في إيجاد آليات تضمن لنا إقدام هذا العدد الغفير من الشباب على التسجيل بالقوائم الانتخابية ثم الحصول على بطاقة الناخب والإقبال على صندوق الاقتراع وخاصة الانتخاب بوعي تام بمختلف برامج المترشحين، هذا مع العلم أن مشاركة الشباب لا تقتصر على التصويت والاقتراع بل أن القانون الانتخابي يوفر له فرصة أن يكون منتخَبا.
كما أنه من الضروري أن يتدعم حضور الشباب في الإشراف على العملية الانتخابية من خلال تواجده المكثف في هيئات مراكز ومكاتب الاقتراع والفرز.
وفي هذا السياق، وجبت الإشارة إلى ضرورة تعديل سن الرشد القانوني حتى لا يكون الشاب التونسي في أكتوبر 2009 قاصرا وهو يؤدي أهم التزاماته الوطنية بالمعنى المدني والسياسي لأن الشأن الانتخابي في اعتقادنا لا يقتصر على الجانب السياسي أو الحزبي بل هو حس مدني بالأساس، ونأمل أن تتم الاستجابة لهذا المقترح الهام في اعتقادنا مثلما تمت الاستجابة لبعض مقترحاتنا السابقة كتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب المتعلق بتكوين المجموعات البرلمانية آملين أن تكون بدورها معززة بالعنصر الشبابي.
كما يجب على الإدارة القيام بدورها في دفع الشاب نحو التسجيل في القوائم الانتخابية والتعامل معه بطريقة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيته أثناء القيام بذلك ، أيضًا وجب القول بأنّ الانفتاح على الثقافات الأخرى يتطلّب قدرًا كبيرًا من الرسوخ ضمن الشخصية الوطنيّة، فالخوف لا يكمن من فتح الأبواب وتشريع النوافذ، فهذه الأبواب وهذه النوافذ فتحها وشرعها الإعلام المتجاوز للقارات والمتعدّي للدول، بل في عدم ترسيخ روح الانتماء، ممّا يجعل الشاب فريسة أمام كلّ أشكال التطرّف والانبتات والذوبان في شخصيات لا تربطنا بها أدنى صلة.
من ذلك وجب تمكين كلّ الجهات الفاعلة في مجال الشباب من كلّ أدوات العمل، وأساسها الوصول إلى الشباب خارج عقلية التدافع لأننا جميعا ضمن الأحزاب السياسيّة نتنافس من أجل الفوز بالأصوات، لكننّا وهذا الأهمّ ننتمي إلى وطن واحد، وتقودنا مصلحة واحدة، من زوايا نظر مختلفة.
يتعين أن نذّكر بأن المطلوب وطنيا، هو تظافر جهود الدولة والأحزاب والمجتمع المدني لمزيد الإحاطة بالشباب، بعيدا عن منطق الوصاية و تصادم الأجيال، لتوفير كل الشروط والظروف الملائمة لينطلق الشباب من مختلف مواقعه نحو فضاءات المبادرة والخلق والإبداع لتحقيق مجتمع التقدم والعدالة.
------------------------------------------------------------------------
مكرم القرقني عضو المكتب السياسي المكلف بالشباب لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين
الانتخابات القادمة لا يجب أن تكون هدفا بل يجب أن تمثل فرصة لتقييم الإنجازات الخاصة بالشباب وللوقوف على النواقص والدعوة إلى التفكير في آليات إضافية تشجع الشباب على الانخراط في المنظومة السياسية
في البداية يجب أن نوضح مسألة هامة تتعلق بأبعاد الإجراءات التي يحضا بها الشباب وهي مما لا شك فيه إجراءات ريادية على المستويين التشريعي والسياسي وتهدف بالأساس إلى إزالة المعوقات التي تحول دون مشاركته في الشأن السياسي وترسخ مفهوم المواطنة وتحمل المسؤولية والعمل على إعلاء مصلحة الوطن وجعلها فوق كل اعتبار وبطبيعة الحال فان الخطاب السياسي هو وسيلة لتوضيح وتوظيف هده الإجراءات بحسب الاتجاهات والانتماءات وخطاب المعارضة الرسمية يختلف على خطاب الحزب الحاكم والخطاب الراديكالي ونظرا إلى كون الإجراءات التي نتحدث عنها لا تزال فتية لا يمكن أن نجعل من الانتخابات القادمة هدفا بل يجب أن تمثل فرصة لتقييم الإنجازات الخاصة بالشباب وللوقوف على النواقص والدعوة إلى التفكير في آليات إضافية تشجع الشباب على الانخراط في المنظومة السياسية.
كنت قد أشرت خلال مشاركتنا في الحوار الوطني مع الشباب وبمناسبة إدلائي بحديث لأحد الصحف الوطنية إلى موضوع "التسويق السياسي" والمقصود بدلك إحداث فنيات إعلامية وعملية ترتكز على دراسات علمية تأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب الاجتماعية والسياسية بهدف الاقتراب أكثر من الشباب وتأطيره والإحاطة به وذلك يتطلب تضافر جهود كل الأطراف والعمل جنبا إلى جنبا (حزب حاكم ومعارضة) لإبلاغ هده الرسالة وتحقيق المطلوب سيما وإن تونس لديها بنية أساسية خاصة بالشباب ولها تقاليد في العناية به (دور شباب ، ثقافة، جمعيات رياضية وعلمية).
كل الإجراءات التي أتخدت تأكد أنه يحظى بالعناية والمكانة التي يستحقها ومن الخطأ أن نعتبره رقما انتخابيا لا غير خاصة وإن هده الإجراءات بقدر ما تدفعه نحو الواجب فإنها تكرس لديه حظوظا سياسية تجعله أكثر تحمسا واندفاعا نحو العمل السياسي و يمكن أن ينقلب دلك إلى فوضى طالما لا يقع الإحكام في تأطيره وتكوينه وهو دور موكول إلى الأحزاب وليس من الحكمة القول أن الأحزاب السياسية تنظر للشباب كمجرد رقم انتخابي باعتبار الأحزاب مؤسسات وليست أشخاص لها نضمها وثوابتها وقوانينها و برامجها أما اذا وجدنا من يحسب الشباب اداة أو مطية يمكن استغلالها لغاياته الخاصة فاني اعتبره من ذوي النفوس المريضة التي تنعدم فيها مفهوم الوطنية ويعبث بالمصلحة العليا للبلاد.
حركة الديمقراطيين الاشتراكيين من بين أكثر الأحزاب التي أولت عناية خاصة بالشباب فبالإضافة إلى التظاهرات والندوات والدورات التكوينية الخاصة به شرعنا في إعادة هيكلة منظمة الشبيبة الديمقراطية على أسس ديمقراطية سليمة بدأ بهيكلة المكاتب الجهوية في اتجاه عقد مؤتمر هده المنظمة العريقة وكما يتم تدارس خطة وطنية خاصة بشباب الحركة على مستوى لجنة مشتركة بين قيادتها وشبابها وقد سبق أن قلنا أن الشباب هو المستقبل لدلك فمن البديهي أن تحصل الاستفادة من المشاركة الواسعة للشباب.
------------------------------------------------------------------------

طارق الخياري كاتب عام جامعة تونس 1بالحزب الاجتماعي التحرري وكاتب عام منظمة الشباب بالحزب
يجب الخروج من النمطية في العمل مع الشباب بتوجيه اهتمام خاص له عبر وسائل الإعلام وبتركيز ثقافة المبادرة
الإجراءات المتخذة طيبة ومشجعة ونود أن تكون مساهمتنا فيها فعالة لكن الانسان طواق للأفضل ويبحث عن الديناميكية والحركة وبالتالي يطمح لتطوير المكاسب. ونحن ننطلق من الواقع ونطرح امكانية التطوير فيه.. لذلك فهذه الاجراءات قاعدة أولية ومهمة للانطلاق نحو تأسيس واقع جديد وتمكين الشباب من المشاركة بصفة أكثر فعالية في الشأن وأهمها استحقاق 2009 .. ومن خلال متابعتي للشأن الشبابي ألاحظ نوعا من العزوف للشباب في الترسيم في القوائم الانتخابية وهذا سيحرم البعض منهم لعدة ظروف مثال امتحانات الباكالوريا والامتحانات الجامعية، أي أعطينا الامكانيات القانونية للمشاركة ولكن لم نمكنه من الوسائل.
هناك بعض المؤسسات الشبابية توقيتها إداري وعملي وتكتفي بطابعها الوظيفي الضيق، كاتبة الدولة المهتمة بالشباب لدى وزيرة العدل الفرنسية تنتقل في الجهات وتحدت الكل من أجل الوصول إلى أوسع نطاق ممكن للشباب، فعلى المسؤول أن ينزل إلى الميدان ومهما كانت الانجازات فيجب أن نتوقع من الشباب النقد اللاذع وردة الفعل المكلفة احيانا.
وكحزب انطلقنا من تشخيص واقع الشباب واستقالته عن الشأن العام واستعملنا الطرق الحديثة مثل الاستبيانات والأرقام ونستعمل وسائل الاتصال الحديثة الراديو وموقع الحزب والمنتديات الاجتماعية على النات ووجدنا تنوعا كبيرا في اراء الشباب فهناك منهم من يعتقد أن الشأن العام يقتصر على الكهول ولا يعنيه هو كشاب في حين يهتم بالرياضة والفنانين وهنا يظهر لنا بعض التقصير من قبل وسائل الاعلام، وفي المقابل فان عدد المهتمين بالشأن العام ليس كبيرا وهذه الفئة عادة ما تتهيكل في منظمة أو هيكل تشريكي مثل الهلال الأحمر أو الكشافة وهناك مجالات أخرى هامة أيضا لابداع الشباب والذي يصب في مصلحة المجموعة العامة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة "الشاب خالد عزيز ألمانيا صاحب 15 براءة اختراع في التكنولوجيات الحديثة والتحكم في الطاقة والطاقات البديلة وتراهن عليه أهم الجامعات ومراكز البحث في ألمانيا. لذلك يجب الخروج من النمطية في العمل مع الشباب بتوجيه اهتمام خاص له خاصة في وسائل الإعلام بتركيز ثقافة المبادرة.
الأحزاب السياسية لا يمكن جمعها في إطار واحد فلكل خصوصيته وطبيعة عمله مع هذه الفئة وبرامجه، فعند الدخول إلى مواقع بعض الأحزاب نجد أن بعضها مازالت ليس لها منظمة شبابية أو أسستها لغاية الاستحقاق السياسي المنتظر وهناك بعض الأحزاب المحسوبة على اليسار تكمن غاياتها في الاهتمام بالشباب بتثويره واستغلاله من اجل غايات ومآرب تخصها لبث البلبلة والتمويه بالإشاعات لاستغلاله كرقم، الأحزاب لا تتعامل بخطاب واقعي يستطيع التفاعل مع هذه الفئة وطبيعتها. وعلى مستوى رسمي رئيس الدولة يدعو الأحزاب للمشاركة في المجالس الاستشارية وذلك للمبادرة وطرح الحلول.
انطلاقا من تجربتي الشخصية لم يقم السيد الأمين العام بحزبي بحثي على أي عمل و إنما بالعكس كنا نبادر بتشريك الشباب أولا بحرية وبرنامجنا الانتخابي في أغلبه يعتمد على الطاقات الشبابية أي 60بالمائة أو 70 بالمائة شباب، ونحن لا نعتمد اللغة الخشبية واللغة الموجهة للشباب بقدر ما نطمح للتحاور مع هذه الفئات والإنصات لتطلعاتها وانتظاراتها واعتماد مقترحاتها فان النابع من الشباب سيدافع عنه. وهناك جانب مهم هو الجانب الاقتصادي والاجتماعي الناقص لدى الشباب فيجب أن يدرك واقع الأزمة العالمية مثلا ولذلك وجب تحسيسه بالواقع الذي يعيشه دون ترهيبه. وحملتنا الانتخابية ستحمل في طياتها تحسيسا للشباب بالمشاركة حتى يتفاعل معنا ونعرف انتظاراته ومشاكله ونشجعه على المبادرة.
وسائل الإعلام خاصة المكتوبة يجب أن تقوم بحملات تحسيسية وتخصص مجالا وفقرة هامة للشباب خاصة قبل الاستحقاق الانتخابي أي تخصيص حيز هام وكاف لتحسيس للشباب وندعو وسائل الإعلام لحثهم على المشاركة وأنا بدوري أدعو هذا الشباب إلى المشاركة في الشأن العام . حركة الشباب التونسي التي كانت اللبنة الأولى للحركة الوطنية ابتداء من بداية القرن الماضي مع بلهوان وباش حانبة، قاومت الاستعمار وتحملت مسؤولية البلاد وبالتالي نحن في حاجة إلى تمكين الشباب من تحمل المسؤولية ويقبل بدوره بروح المبادرة تحمل هذه المسؤولية.

ملف من إعداد: أيمن الزمالي
ملاحظة: يمكن لمن يريد المشاركة الاتصال بهيئة تحرير السياسية
www.assyassyia-tn.com/index.php


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.