تباينت ردود الفعل خلال شهر رمضان المعظم حول فحوى مسلسل "مكتوب".. وخاصة حول الصورة التي اعتبرها البعض "استفزازية " و"غير متوازنة" عن الشباب والمجتمع في تونس اليوم.. وعن سلوكيات قسم من الشباب والاولياء في تونس.. خاصة فيما يتعلق بظواهر العنف اللفظي والمادي وتعاطي المخدرات وترويجه.. والعلاقات الجنسية خارج علاقات الزواج.. وبعض المظاهر "المثيرة" في عشرات من "صالونات الشاي" و"المقاهي" المختلطة.. (لا داعي للاحراج).. وقد سبق أن خالفت مبكرا الناقدين بحدة لهذا المسلسل.. رغم مساندتي للذين انتقدوا توقيت بثه (وقت الافطار والعائلة حول المائدة).. أو بعض لقطاته التي لم تخل من ثغرات ونقائص.. كثير منها طبيعي في الدراما التونسية.. وبعد أن انتهى شهر رمضان الذي يتضاعف فيه مرارا متتبعو الدراما التونسية والقنوات التلفزية الوطنية لا ينبغي طي الملف.. وكأن شيئا لم يقع.. بعقلية "برا هكاكه".. لقد وجهت الحلقات التي وقع بثها من مسلسل "مكتوب" رسائل ثقافية واجتماعية وسياسية مهمة الى كل التونسيين والتونسيات.. بعضها خطير جدا.. ولا مجال لتجاهلها وغض النظر عنها.. صحيح أن كثيرا من تلك القضايا والرسائل سبق أن عرضت في المسلسلات والافلام المصرية والخليجية والعالمية والدراما التونسية (مثل المشاكسة الجنسية والمخدرات).. لكن مسلسل مكتوب (وكذلك مسلسلات وأفلام تونسية أخرى مثل "ولد الطليانة" و"صيد الريم"...) لفتت نظر المجتمع وصناع القرار الى سلوكيات وممارسات انتشرت في صفوف تيار عريض من الشباب والاولياء.. ولابد من معالجتها عبر تضافر جهود جهات عديدة.. من بينها المدارس والمعاهد (عبر تفعيل الانشطة الثقافية والرياضية للشبيية المدرسية) والعائلات وملاعب كرة القدم.. والبلديات.. والمؤسسات القضائية والامنية و"الاصلاحيات" (عوض السجون).. ومنظمات المجتمع المدني ومصالح وزارات الثقافة والشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي والصحة والشؤون الاجتماعية..