تونس الصباح: انطلق منذ ايام فريق انتاج مسلسل «مكتوب» بادارة المخرج سامي الفهري في تصوير مشاهد ووقائع الجزء الثاني من هذا المسلسل الذي تابع مشاهدو الفضائية تونس 7 جزءه الاول خلال رمضان الماضي. ومسلسل «مكتوب» للسيناريست الطاهر الفازع كان قد حظي خلال رمضان الماضي (2008) بنسبة مشاهدة عالية وحاز اعجاب المشاهدين والنقاد الذين رأوا فيه وفي خطابه الدرامي الذي يغرف من واقع المجتمع التونسي الحديث بمختلف تمظهراته على مستوى الاجتماع والعمران تبشيرا بميلاد دراما تلفزيونية تونسية جديدة وجريئة تقطع مع «كليشيهات» ثنائية الريف والمدينة التي طبعت لسنوات طويلة الدراما التلفزية التونسية. والواقع ان مسلسل «مكتوب» في جزئه الاول مثّل بما اشتمل عليه من جرأة في مقاربة بعض الظواهر الاجتماعية في اوساط شريحة بعينها داخل المجتمع التونسي وبما استبطنه من اشارات بأسلوب فني درامي وجمالي مثير لبعض القضايا شبه المسكوت عنها عادة مثل رواج تعاطي المخدرات في صفوف بعض الشبان ومثل قضية العلاقات الجنسية خارج اطار مؤسسة الزواج.. مثّل «نقلة» نوعية في الانتاج الدرامي التلفزي التونسي لذلك حظي هذا المسلسل باعجاب حتى أولئك الذين انتقدوا من منظور اخلاقي بعض الجوانب فيه مثل طبيعة بعض الالفاظ والمشاهد التي اشتملت عليها بعض الحلقات منه. جزء ثان.. لماذا؟! واذ يشرع هذه الايام فريق الانتاج في تصوير جزء ثان من هذا المسلسل في ثلاثين حلقة فان السؤال حول مدى وجاهة مثل هذا القرار لا بد ان يطرح لا فقط اعتبارا لان مسلسل «مكتوب» يبدو وكأنه قد استوفى بالكامل «رسالته» الدرامية من خلال الثلاثين حلقة الاولى ولكن ايضا اعتبارا لان بعض التمطيط والثرثرة قد اعترى جزء لا بأس به من حلقات جزئه الاول.. هذا فضلا عن ان عنصر «المفاجأة» الذي خدم كثيرا المسلسل في جزئه الاول والتي صنعها خاصة ذلك الحضور الجميل والمقنع لمجموعة الممثلين الشبان والوجوه الجديدة الذين تقمصوا مختلف الادوار فيه ستتحول في الجزء الثاني منه الى وجوه «معتادة» في احسن الاحوال وهو ما من شأنه ان يؤثر على درجة وقع المشاهد (بفتح الميم) والاحداث في نفوس المتفرجين قياسا طبعا بدرجة وقعها في الجزء الاول منه.. طبعا، نحن لا نريد ان نستبق الاحداث ونشرع في تقييم «اشياء» لم نشاهدها بعد.. ولكننا ومع يقيننا بان القائمين على انتاج الجزء الثاني من مسلسل «مكتوب» وعلى رأسهم الثنائي المخرج والسيناريست (المؤلف) هم واعون بالمسألة والدليل على ذلك اصرارهم على تحمل تكاليف الاعباء المادية الكبيرة مقابل ضمان مشاركة النجمة التونسية والعربية هند صبري في الجزء الثاني منه.. ضمانا لاستقطاب المشاهد.. فاننا مع ذلك وددنا لو أن المنتج والمخرج سامي الفهري راهن على انتاج مسلسل جديد شكلا ومضمونا خاصة وان في جرابه تجربة اولى ناجحة ونوعية نسبيا تتمثل في مسلسل «مكتوب».