لست من المدمنين على التلفزة عموما.. وعلى متابعة الافلام والمسلسلات التونسية خاصة.. ولا أزعم أني خبير في نقد الدراما.. وفي تفكيك رموز السينما نصا واخراجا وانتاجا.. في زمن أصبح فيه الجميع "نقادا" و"خبراء".. (صحه ليهم).. ولست معنيا شخصيا بالدعاية والدعاية المضادة لبعض المسلسلات والافلام التي قرأت حول تعليقات متناقضة في الصحف.. وهذا ايجابي.. وقد استسغت شخصيا التعليقات التي انتقدت عرض مسلسل " مكتوب" في الدقائق الاولى من جلوس العائلة التونسية على مائدة الافطار في اليوم الاول من شهر رمضان المعظم.. فليس من اللائق الخلط بين البرامج الروحية والهزلية التي يحسن بثها وقت الافطار العائلي الجماعي.. والافلام والمسلسلات التي يمكن عرضها في ساعة متاخرة نسبيا من الليل.. لكن بعد أن تابعت فقرات من هذا المسلسل سررت لعرضه من قبل قناة تونس 7.. لأنه تناول باسلوب درامي وفني ناجح ظواهر جديدة في المجتمع التونسي.. من بينها سلوكيات قسم من الشباب والمراهقين والمراهقات.. قبل سن الزواج وبعده.. بما في ذلك العلاقات الجنسية خارج اطار المؤسسة العائلية.. وهي علاقات يعرف الجميع انها انتشرت.. وأن دراسات أعدها علماء النفس والاجتماع والقانون في تونس حولها.. فهل من الاسلم فهم واقعنا ام رمي اعناقنا في الرمل كالنعامة.. والواقع يتطورمن حولنا بسرعة ونسق جديد؟؟ سيناريو الزميل القدير الطاهر الفازع جيد ومثير للحوار.. والاخراج ناجح.. وما يقال عن "التهويل" و"المبالغات" لا يقلل من قيمة العمل فنيا.. لان الدراما لا تخلو من المبالغة.. بل تستوجبها لشد انتباه الجمهور.. واقناعه باهمية الفكرة التي يراد تبليغها.. اذن فان ما قد يعاب بث المسلسل أوائل شهر الصيام مبكرا.. أما وقد أجل الموعد الى التاسعة ليلا فقرار القائمين على مؤسسة التلفزة في محله.. والاهم ان يقع حوار علني وجريء حول الرسائل التي وجهها المسلسل.. لانها أخطر وأعمق مما يتصور البعض..