تونس الصباح: ارتفع معدل الاسعار عند الاستهلاك العائلي خلال الاشهر التسعة الماضية من العام ب5.3% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 حيث سجل مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي لشهر سبتمبر نموا ب4.3% مقارنة بنفس الشهر من السنة الماضية وب0.4% مقارنة بشهر اوت حسب الارقام الصادرة عن المعهد الوطني للاحصاء. ويعود ارتفاع تكلفة السلة الاستهلاكية للتونسي بدرجة اولى الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية خلال الاشهر التسعة الماضية من العام بمعدل 7% مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة حيث تدخل اسعار المواد الغذائية بمستوى 36.5% في تركيبة مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي وارتفعت اسعار المواد الغذائية في تونس بسبب ارتفاع اسعار المنتوجات الفلاحية في الاسواق العالمية وخاصة اسعار الحبوب حيث تؤمن تونس قرابة نصف احتياجاتها الاستهلاكية من الحبوب عبر التوريد. ويعود التهاب اسعار الحبوب في الفترة السابقة بالاسواق العالمية الى ارتفاع اسعار النفط حيث تمثل بعض انواع الحبوب ومنتوجات فلاحية اخرى مصدرا لانتاج الايثانول الطاقة البديلة للنفط ويشير في هذا السياق صندوق النقد الدولي بان النهوض بانتاج الطاقة البديلة خاصة في البلدان المتقدمة مسؤول عن 70% من ارتفاع اسعار الذرة في الاسواق العالمية وعن 50% من ارتفاع اسعار حبوب الصوجا بينما ادى الظرف الاقتصادي العالمي الراهن الذي يتميز بالانكماش بسبب الازمة المالية العالمية الى تراجع مختلف المؤشرات الاستهلاكية في العالم مما جذب اسعار المواد الاولية نحو الانخفاض وخاصة الحبوب. وتشير الارقام الصادرة عن المعهد الوطني للاحصاء الى ارتفاع اسعار الطاقة في تونس بنسبة 13% خلال الاشهر التسعة الماضية من العام وذلك مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 لتساهم بذلك اسعار الطاقة في ارتفاع المعدل العام لاسعار المواد الاستهلاكية ب0.6 من النقاط حيث ارتفع مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي بدون احتساب الطاقة 4.7%. وتمثل اسعار النقل والتي تدخل في تركيبة السلة الاستهلاكية للتونسي بمستوى 10.54% المصدر الثالث لارتفاع معدل اسعار المواد الاستهلاكية اذ ارتفعت خلال الاشهر التسعة الماضية من العام ب9،5% مقارنة بنفس الفترة من سنة 2007 بسبب ارتفاع اسعار الطاقة. وتشمل المجموعة الاستهلاكية للنقل كل من تكلفة النقل العمومي وتكلفة اقتناء سيارة خاصة واستهلاك الوقود. وارتفع مؤشر الاسعار عند الاستهلاك العائلي للسكن في الاشهر التسعة الماضية من العام الحالي بنسبة 5.7% مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية وذلك بسبب ارتفاع تكلفة انتاج مواد البناء ب7.3% خلال الاشهر الثمانية الماضية من العام الحالي متأثرة بارتفاع اسعار الطاقة والمواد الأولية في الأسواق العالمية. وسجلت أسعار الملابس في الاشهر التسعة الماضية من العام اقل مستوى للنمو ب2% وذلك بفضل موسم الانخفاض الذي شاركت فيه اغلب محلات بيع الملابس في تونس خلال شهري فيفري ومارس وشهري اوت وسبتمبر وتتعهد المحلات المشاركة في هذه التظاهرة بعرض انخفاض على اسعار منتوجاتهم لا يقل عن 20%. يذكر ان معدل ارتفاع الاسعار عند الاستهلاك العائلي المنتظر لكامل العام الحالي قدر ب4% حيث تعمل الدولة للسيطرة على تسارع نسق ارتفاع الاسعار وحفظه لهذا المستوى عبر التحكم في تزويد السوق ودعم اسعار المواد الاساسية.