عندما تزور بعض المدن الغربية والشرقية تلاحظ اجماعا على بعض الممارسات المتحضرة من بينها توقف الغالبية الساحقة من سائقي السيارات والعربات بانواعها جانبا (او تنحيها قليلا) بمجرد سماعها صوت صفارات الانذار الصادرة عن سيارات الاسعاف والنجدة.. سواء كانت تابعة لقوات الامن او لمصالح الحمايةالمدنية واطفاء الحرائق وغيرها.. وفي بعض شوارعنا مظاهر مماثلة.. لكن كثيرا من السائقين يستغلون للاسف فرصة سماعهم نواقيس الانذار التي تعطي انواعا من سيارات الاسعاف والانقاذ والنجدة اولوية ليتسللوا بدورهم بين بعض العربات.. بانتهازية غريبة وسخيفة وحقيرة.. مع ما تعنيه تلك الانتهازية من تعطيل فرص انقاذ حياة المرضى والمصابين.. ومن ازعاج عناصرالحماية والامن والطاقم الطبي وشبه الطبي الذي يحاول شق طريقه بسرعة لاعادة البسمة الى مواطنين منكوبين بحادث او حريق.. وعائلات تنتظرمن ياخذ بيدها وقت الشدة.. ان السيارات التي تستخدم الاضواء والمنبهات ينبغي ان تعطى الاولوية المطلقة قانونيا واخلاقيا.. ولا ينبغي أن يتجاهلها بعضنا اذا لم يكن في الموقع عون مرور.. ولا يحق لمن تبقى في وجهه شيء من الحياء أن ينتهز فرصة مرورها «مستغيثة» ليعطي الاولوية لنفسه ولعربته.. (بلاطه).. بعد أن تنحى من سبقه جانبا لفائدة المرضى والحالات الاستعجالية التي تستحق كل دقيقة.. قبل ان تستفحل اوضاع المريض او الجريح او الحريق.. فشيئا من الوعي.. وقدرا من النضج يابني وطني.. وعسى أن يخصص المربون في المدارس والمعاهد والجامعات والخطباء في المساجد والاذاعات حصصا لنشر هذه القيم النبيلة.. ومحاربة الانانية والعقليات الانتهازية.. عوض ترويج الاساطير والمقولات اللاعقلانية واضاعة الوقت في فقه الحيض والنفاس ومبطلات الوضوء.. و «حديث الذبابة»..