... لئن حافظت سهرة اختتام الدورة 22 لأيام قرطاج السينمائية مساء السبت الماضي على خصوصياتها الفرجوية التي أسست لها لأوّل مرّة وظهرت في حفل الافتتاح من خلال البساط الأحمر واللوحات التعبيرية... فإن انطلاق السهرة كان متأخرا بشكل ملفت للانتباه ممّا أثار الضجر لدى الجمهور الغفير الذي أمّ المسرح البلدي... فبعد طول انتظار انطلقت سهرة الاختتام بعرض شريط وثائقي تضمّن لقطات من حفل الافتتاح ومحطّات من الدورة... قبل أن يقدّم الأخوة الغربي معزوفة موسيقية ليبدأ بعد ذلك ماراطون الاعلان على الفائزين في مختلف مسابقات المهرجان. ... وخصّص الجزء الثاني من سهرة الاختتام لعرض الفيلم السينمائي التونسي «ثلاثون» للمخرج الفاضل الجزيري. أثيوبيا... لأوّل مرّة تنافس على الجوائز الكبرى للدورة 18 فيلما طويلا.. وتوجت أثيوبيا لأول مرة بالتانيت الذهبي من خلال فيلم «تيزا» لتكون بذلك سادس بلد إفريقي يتوج بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية بعد السينغال (1966) والكونغو (1972) ومالي (1982) والغابون (2000) والسينغال للمرة الثانية (2002). ويستعرض فيلم «تيزا» الأوضاع السياسية ويتوقف عند الاضطرابات التي عاشتها أثيوبيا خلال فترة الثمانينات على وجه التحديد.. علما وأنّ هذا العمل حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية الدولي للسينما في سبتمبر الماضي. هل حققت الدورة المبتغى؟ أجمع جلّ الملاحظين والمتابعين بفعاليات الدورة 22 لأيّام قرطاج السينمائية أنّ الأيّام أمكن لها مرة أخرى إبراز الخصوصية التي تنفرد بها والمتمثلة في احتضان السينماءات «المجهولة» وتمكينها من فرصة التعبير عن ذاتها وهواجسها واختياراتها ولعلّ في تتويج «تيزا» الأثيوبي ترسيخا لهذا التوجه الفكري والنضالي لأيام قرطاج السينمائية من هذا المنطلق، ورغم بعض الهنات التي لا يكاد يخلو منها أي مهرجان، فإن أيام قرطاج السينمائية يمكن التأكيد أنّها كسبت الرهان وأنّها كانت في مستوى انتظارات الجمهور من حيث الانتاج السينمائي كمّا ونوعا حيث تعددت المشارب والاتجاهات والمدارس السينمائية العربية والافريقية ولعمري هذا رهان ليس من اليسير كسبه في ظل ما يعيشه العالم اليوم من تغيّرات وتطوّر تقني سمعي وبصري متواصل بدون هوادة. إعداد: محسن بن أحمد