نقص الإطار الطبي المختص ومنحة الاستمرار من أبرز أسباب نقص حضور أطباء الاختصاص في المستشفيات! تونس الصباح: يمثل حضور أطباء الاختصاص داخل المؤسسات الصحية العمومية أمرا أساسيا وفي كل أوقات العمل، خاصة أن الحالات الاستعجالية الطارئة التي تستدعي تدخلهم لا تخضع لاشعار مسبق، ولا يمكن أن تتأجل لوقت لاحق. ومن هذا المنطلق يتميز تنظيم عمل أقسام الاستعجالي بتواصل الخدمات على مدار الساعة، وذلك للاحاطة بالحالات الاستعجالية التي يمكنها أن تصل في أي وقت للمستشفيات في كامل جهات البلاد. وزارة الصحة العمومية تعمل جاهدة على وضع خطة تضمن من خلالها حضور دائم لاطباء الاختصاص في المستشفيات العمومية، خاصة خلال الحصص الليلية وأيام العطل التي تتميز عادة بغياب الاختصاصيين الامر الذي يؤدي الى ارباك مع بعض الحالات الطارئة الواردة على المستشفيات. ففيمَ تتمثل هذه الخطة؟ وهل لنا من أطباء الاختصاص ما يكفي لتلبية الحاجيات، والحضور الدائم داخل المستشفيات على مدار الساعة؟ ولماذا يتهرب أطباء الاختصاص من العمل أثناء الحصص الليلية، وخلال أيام العطل؟ حصص الاستمرار بين الاطباء أمر ضروري لتأمين تواصل عمل هذه الاقسام يتم تنظيم حصص استمرار بين الاطباء مهما كانت رتبتهم، وذلك خارج أوقات العمل العادية، وبالليل وايام الاحاد والاعياد الرسمية بكل المستشفيات.. لكن يبدو أن هذا التنظيم في العمل لا يستقيم دائما، مما يحدث فراغا في حضور أطباء الاختصاص في هذه الاوقات، حيث كثيرا ما يجري تعويضهم بالاطباء المقيمين الذين قد لا يستطيعون أخذ قرارات مع بعض الحالات التي تكون مستعصية، وتتطلب تدخلا عاجلا، ولا يمكن أن يتخذها إلا أصحاب التجارب من أطباء الاختصاص. وعلى الرغم من أنه قد تم منذ سنة 2001 إصدار الامر عدد 318 المؤرخ في 23 جانفي 2001 المتعلق بمنحة الاستمرار، وشروط إسنادها وضبط مقاديرها، فإن جملة هذه الحوافر وهذا الامر في حد ذاته لم يطور ظاهرة حضور أطباء الاختصاص، وبقي هذا البعد يقلق مصالح وزارة الصحة العمومية، ويتسبب في عديد الاشكاليات نتيجة الحضور غير المتواصل لاطباء الاختصاص في المستشفيات على مدار الساعة. وفي مرحلة ثانية أفادت مصالح الوزارة أنه تم تحديد مقادير منحة الاستمرار، وذلك بهدف تأهيل المصالح الاستشفائية، وخاصة الاقسام الاستعجالية، وتحسين تأطيرها، مع تحفيز الكفاءات المختصة على القيام بهذه الحصص بالمستشفي، وذلك لتأمين استمرارية الخدمات الطبية والصحية وتحسين جودتها. عدم استمرار أطباء الاختصاص بين الذاتي والموضوعي لو عدنا الى الاسباب التي تحد من حضور أطباء الاختصاص طوال ساعات الليل والنهار بالمستشفيات، وخلال عطل نهاية الاسبوع لوجدناها متنوعة ومتعددة وتختلف من مستشفي الى آخر ومن جهة الى أخرى. ففي رصد للظاهرة بشكل عام يبدو أن العديد من الاطباء يعولون على المقيمين لتعويضهم في عملية الاستمرار، ويشار أنه عند الاقتضاء والضرورة، يقع الاتصال بهم هاتفيا سواء في منازلهم أو في أماكن أخرى. وهذه الظاهرة تكاد تكون عامة ويلجأ لها معظم أطباء الاختصاص، وكأن الاستمرار يقلل من قيمتهم، او هم لا يقبلون به لساعات طويلة يقضونها في المستشفيات. العمل على دعم تواجد أطباء الاختصاص في المؤسسات الصحية وقد تم خلال الفترة الاخيرة العمل على تطويق هذه الظاهرة، ودعم تواجد أطباء الاختصاص في المؤسسات الصحية خلال حصص الاستمرار، وخاصة في بعض الاختصاصات التي لها علاقة بالطب الاستعجالي. ولكن أفادتنا نفس المصادر أن هذا الدعم يبقى غير كاف، ولا يستجيب إلى كل متطلبات عمل الاقسام في المستشفيات وخاصة منها الاستعجالي, وذلك نظرا لبعض الصعوبات التي مازالت تتطلب وقتا لتجاوزها والمتمثلة في: النقص في عدد الاطباء المختصين في بعض جهات البلاد، وخاصة منها الداخلية. مقدار حصة الاستمرار والذي رغم ترفيعه يظل غير ملائم مع الخدمات التي يؤديها الاطباء خلال حصص الاستمرار التي تتواصل على مدار 24 ساعة. وعملا على أنجاح خطة حضور أطباء الاختصاص في ساعات الاستمرار، وتعميمها على كافة الجهات الاستشفائية، وخاصة في أقسام الاستعجالي علمنا أنه يجري العمل على مزيد تحفيز الاطارات الطبية وذلك بإعادة النظر في إمكانية الرفع من مقدار منحة الاستمرار.