تضمن الخطاب الذي ألقاه الرئيس زين العابدين بن علي أمس في تجمع شعبي أمام الاف الشباب وكبار المسؤولين عدة رسائل سياسية واجراءات اقتصادية واجتماعية وتنموية.. تهدف خاصة إلى تفعيل دور الشباب والمؤسسات الشبابية.. وضمان السلم الاجتماعية وانجاح مسار التفاوض بين النقابات العمالية وارباب العمل والادارة في اتجاه يضمن حقوق الغالبية الساحقة من العمال مع مراعاة خصوصيات الظروف الاقتصادية والمالية الوطنية والاقليمة والدولية. ولا شكّ أنّ أهم ما في هذا الخطاب تنويهه بحصلية الاستشارة الوطنية للشباب والتوصيات والاقتراحات الصادرة عنها.. وتأكيده على ضرورة التطلع الى المستقبل «لان عالم اليوم غير عالم الأمس وشباب اليوم غير شباب الامس» داعيا إلى «تعميق النظر في مدى ملاءمة تنظيماتنا السياسية لما يحتاجه هذا العصر». وقد أكد الخطاب الرئاسي على أهمية التفاعل مع مشاغل الشباب ومشاكله وعلى راسها الحق في الشغل عبر مواصلة الحوار ودعم المبادرات الرامية الى تحقيق التقدم بالحياة السياسية في بلادنا «لمزيد ترسيخ الديموقراطية ودعم التعددية وتوسيع مجالات المشاركة وتعزيز دور المجتمع المدني» واورد رئيس الدولة في خطابه أن «الخيار الديموقراطي من الثوابت التي اقمنا عليها مشروعنا الاصلاحي. وهو نابع من تصورنا للبناء الحضاري متكامل الابعاد.» ووصف الخطاب الرئاسي المقاربة التونسية للديموقراطية بكونها مقاربة نابعة من واقع البلاد لكنها في نفس الوقت «منسجمة مع المبادئ الكونية للديموقراطية وحقوق الانسان» مع التمسك بالاصلاحات التي تعتمد المرحلية «بعيدا عن مخاطر التراجع او الانزلاق الى ما وقعت فيه بعض التجارب في العالم.» لقد نوه خطاب رئيس الدولة مجددا بطموحات الجيل الجديد.. وبانفتاحه على الفضائيات ووسائل الاتصال العصرية وتشبعه بالقيم التعددية وبحق الاختلاف واعتبر الخيار التعددي «مصدر ثراء للحياة العامة لا يزيد الثوابت الوطنية الا رسوخا». وهذا التنويه هو الثاني من نوعه في نفس الاسبوع بعد الخطاب الذي توجه به الرئيس بن علي قبل ايام الى المشاركين في الندوة السنوية للتجمع حول المشاركة السياسية. ولم يكتف الخطاب الرئاسي بالتنويه بالخيار التعددي الحزبي والسياسي بل توقف عند ملف حقوق الانسان والحريات العامة والفردية «وفي مقدمتها حرية التعبير». وفي هذا السياق أكد رئيس الدولة على أهمية المبادرات والاجراءات التي ترمي الى لتطوير المشهد الاعلامي وتحسين مستوى ادائه. هذا الخطاب وما تضمنه من اجراءات وقرارات يفتح ابوابا جديدة للتفاعل مع شباب تونس اليوم.. ومع تطلعاته لبناء مجتمع أكثر تطورا من حيث موارده البشرية ومؤهلاته الاقتصادية فعسى أن تتفاعل كل القوى الحية مع الرسائل التي وردت فيه والمساهمة في بناء تونسالجديدة بعقلية أكثر عقلانية ونجاعة.