الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    القيروان: القبض على مقترفي عمليّة سرقة قطيع أغنام    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    إمضاء اتفاقية تعاون بين وزارتي المالية والتجارة حول تبادل المعطيات والبيانات    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    Titre    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    المهدية: غرق مركب صيد بحري وعمليات البحث متواصلة عن البحارة    حريق بمنزل في نابل واسعاف طفلة..    تونسيات متوّجات عالميا...مازالت المرأة المبدعة تعاني الإقصاء الممنهج    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    جندوبة: انزلاق شاحنة بالطريق الوطنية 17 بطبرقة    سمير ماجول : '' إننا إذ نسجل بارتياح تحسن المؤشرات وعودة الإقبال على الوجهة التونسية ''    رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    بطولة كرة السلة: النتائج الكاملة لمواجهات الجولة الأخيرة من مرحلة البلاي أوف والترتيب    بركان ينفت الذهب.. ما القصة؟    يُروّج للمثليّة الجنسية: سحب كتيّب من معرض الكتاب بتونس    موجة حر شديدة في هذه المنطقة.. والسلطات تتدخل    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    شهادة ملكية لدارك المسجّلة في دفتر خانة ضاعتلك...شنوا تعمل ؟    قفصة: تورط طفل قاصر في نشل هاتف جوال لتلميذ    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها على البلجيكية غريت    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    عاجل/بعد التحقيق معهما: هذا ما تقرر في حق الصحفية خلود المبروك والممثل القانوني ل"IFM"..    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    قيس سعيد: الإخلاص للوطن ليس شعارا يُرفع والثورة ليست مجرّد ذكرى    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    عاجل/ جيش الاحتلال يتأهّب لمهاجمة رفح قريبا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    اللجنة الجهوية لمتابعة تطوير نظم العمل بميناء رادس تنظر في مزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    السيطرة على إصابات مرض الجرب المسجلة في صفوف تلامذة المدرسة الإعدادية الفجوح والمدرسة الابتدائية ام البشنة بمعتمدية فرنانة    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الذكرى 22 للتحوّل نجاحات تتواصل وتحديات تُرفع
نشر في الشروق يوم 07 - 11 - 2009


تونس «الشروق»: إعداد: سفيان الأسود - نزيهة بوسعيدي
اليوم يقف كل الشعب التونسي إجلالا وتقديرا لتلك اللحظة التاريخية العظيمة التي تحققت في فجر يوم 7 نوفمبر 1987 .
كان الشعب حينها مع موعد جديد مع التاريخ وكان مع عهد جديد تحقق فيه النجاح تلو النجاح اليوم تحلّ الذكرى 22 للتحوّل المجيد والكل يدرك ان لحظة الانقاذ التي قادها بشجاعة ووطنية الرئيس زين العابدين بن علي قد غيّرت مجرى التاريخ المعاصر لتونس.
اليوم يحتفل كل التونسيين بثقة كبيرة بالنفس بالذكرى 22 للتحوّل في ظل مكاسب كثيرة تحققت في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي ظل مناخ من الحرية والتعددية وترسيخ حقوق الانسان..
تعيش تونس اليوم في كل ركن وفي كل مكان الاحتفالات بذكرى التغيير ويعيش الشعب على وقع انجازات الانقاذ والاصلاح..
«الشروق» في الذكرى 22 للتحوّل ترصد آراء ومواقف عدد من السياسيين ووجوه المجتمع حول مسيرة التغيير.
مع بن علي نبني المستقبل
* بقلم: السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي وعضو مجلس النواب
سيظل يوم 25 أكتوبر 2009 راسخا في ذاكرة التونسيين والتونسيات كلحظة تاريخية وكوشم لا ينسى يسجّل بأحرف من ذهب في التاريخ الحديث لتونس وكمنعرج حضاري ساهم في ادماج بلادنا في مدار التاريخ.
في يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 قرّر التونسيون والتونسيات ان يذهبوا الى اللقاء بالرئيس زين العابدين بن علي من جديد وأن يجددوا في كنف الحرية والديمقراطية عهد الشراكة والثقة والمستقبل الذي أبرموه منذ أكثر من عشريتين مع رجل التغيير والرئيس الذي تعهد بأن يرتقي بتونس الى مسار الحداثة والتقدّم فعبّروا عاليا وبصوت مسموع عن إرادتهم الحرة لمواصلة مسيرة البناء والإنجاز تحت القيادة المتبصرة للرجل الذي أعاد اليهم خلال عشرين سنة من الانجازات والمكاسب الإحساس بحلاوة التضحية من أجل تونس والانتماء إليها والدفاع بحماس عن استقلالية قرارها وحقها في رسم مستقبلها بحرية وبدون أية وصاية.
في يوم 25 أكتوبر 2009، استجاب التونسيون والتونسيات لنداء العقل والقلب في تعبيرة استثنائية من التناغم والتناسق والتواصل والتفاهم من اجل إعلاء إرادة الشعب التي تبقى فوق كل الاعتبارات وقالوا نعم بصوت مدو للرجل الذي يدعوهم كشركاء فاعلين ومساهمين في المسار العالمي الى صناعة التاريخ وإثراء الحضارة الانسانية.
وبمبايعة الرئيس بن علي وبتجديد ثقتهم فيه في مناخ من الحرية والمسؤولية قياسا على أكثر الدول تقدّما، اختار التونسيون، مرة أخرى الطريق الموصلة التي ستعبر بهم بواسطة البرنامج الرئاسي الطموح «معا لرفع التحديات» الى نجاحات جديدة وإلى انجازات جديدة وإلى مكاسب جديدة.
وفي هذا اليوم الذي سيبقى عالقا في الأذهان وبفضل تصويتهم الواعي والملتزم لفائدة ادماج بلادهم في المسار الدولي للحداثة والرفاه وبفضل قرارهم السيادي بأن يواصل بن علي قيادة مسيرة بلادهم المظفرة على درب النجاح والتألق فإنهم عبّروا أحسن تعبير عن وفائهم واعترافهم وعرفانهم لطريقة حكم أصيلة ولأسلوب خصوصي في المشاركة وتحمّل المسؤولية تمكّننا من الارتقاء ببلادنا الى مرتبة مجتمع ديمقراطي تعددي متضامن ومتكافئ ومنفتح على العالم متشبث بهويته الحضارية.
وسيبقى يوم 25 أكتوبر 2009 كيوم يؤرخ لالتزام الشعب التونسي بالدخول الى مرحلة جديدة محمّلة بالطموحات والآمال بالسير على درب المستقبل يحدوهم العزم على رفع التحديات وهم واثقون في قدرتهم على ربح رهانات هذه المرحلة وهم متشبثون بالقيم والمبادئ التي تحكم مسيرة بلادهم ويدفعهم وفاؤهم وولاؤهم لتونس ولتونس فقط.
ومع بن علي فإن التونسيين يسيرون وهم واثقون أنهم قاموا بالاختيار الأمثل وهم مقتنعون بأن رجل التغيير هو الأجدر والأحق بقيادة ملحمتهم نحو النجاح والامتياز والتألق.
إن قرارهم باختيار بن علي وبمبايعته وبالتعهد بكسب التحديات تحت قيادته يندرج في اعتقادهم الراسخ ان برنامجه يلبي مطالبهم ويستجيب لانتظاراتهم وطموحاتهم باعتبار ان محاوره تنسجم مع التوجهات الاصلاحية للعهد الجديد وهي في تواصل مع مكاسب العهد الجديد وهي في نفس الوقت تبشّر بقفزة نوعية هامة نحو مستقبل أفضل في عالم تسيطر عليه المتغيرات المتلاحقة.
والتونسيون والتونسيات الذين رافقوا كشركاء فاعلين ومساهمين المشروع الحضاري الطموح الذي اقترحه عليهم الرئيس بن علي ذات يوم تاريخي 7 نوفمبر 1987 والذي اكتشفوا في صانع مسيرتهم رئيسا مواطنا قريبا منهم ينصت الى مشاكلهم ويسعى الى الارتقاء بهم الى مرتبة المواطنين أصحاب القرار، هم اليوم مستعدون للانخراط في البرنامج الرئاسي «معا لرفع التحديات» وللعمل كرجال أحرار ومسؤولين من اجل ان تبقى تونس «دوما بلد الحضارة الاصيلة، بلد الحداثة والرقي، بلد الإبداع والابتكار والتجديد، بلد الحرية والتضامن والتسامح، بلد الكرامة والعزّة لكل أبنائها وبناتها دون إقصاء ولا تمييز».
والمرأة التونسية، عنوان الأصالة والحداثة في تونس وقوّة الدفع الرئيسية لمسيرتها على درب البناء والاصلاح قالت بكل جرأة وإقدام نعم ل بن علي وذلك بالتصويت له وبالانخراط بكل وعي واقتدار في مشروعه وبتجديد عزمها على ان تظل وفيّة للرجل الذي رفعها بفضل سياسته المتبصّرة الى مرتبة الشريك في بناء تنمية شاملة ومتوازنة وعادلة.
ويمثّل عهد الولاء والوفاق والتعلّق بشخص الرئيس بن علي وبتونس الذي أبرمته النساء التونسيات يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 أحسن اجابة يمكن تقديمها ل بن علي في مقابل ثقته في نضج المرأة وفي وعيها بالرهانات ومثابرتها على العمل والمشاركة الفعّالة في مسيرة البلد نحو المستقبل.
وفي داخل الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، المنظمة التي رافقت المسيرة الاصلاحية لحركة التغيير والتي شاركت مشاركة فعّالة في نضالات هذه الحركة من أجل ان تتقدّم تونس وتتراكم المكاسب فإن إطارات ومناضلات المنظمة النسائية قررن تبني برنامج بن علي وأن يجعلن منه برنامج نساء تونس وأن يناضلن من أجل تجسيد نقاطه الأربع والعشرين خلال الخماسية القادمة.
بقدر ما نعتز بمحتوى البرنامج وبالخصوص بنقطته السابعة وعنوانها «المرأة التونسية رمز الأصالة وعنوان حداثة والأسرة عماد التماسك الاجتماعي» فإننا نمتلئ أملا ورجاء بفضل الدعم السخي للسيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة ورئيسة منظمة المرأة العربية وبفضل التزامها المتجدد دوما حتى تدعّم المرأة مكاسبها وتفرض نفسها اكثر في مواقع القرار والمسؤولية، بأن تكون على موعد مع النجاح وبأن تؤكد بأننا جديرات بثقة بن علي الغالية.
مبروك البحري(رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري): نفتخر بالنجاحات والمكاسب
بكل نخوة وفخر واعتزاز تحتفل العائلة الفلاحية الى جانب بقية مكونات المجتمع التونسي بالذكرى الثانية والعشرين للتحول المبارك.
وإنه من دواعي السعادة أن تهل علينا هذه الذكرى الخالدة والمناسبة الوطنية المجيدة وبلادنا تعيش أجواء البهجة والفرحة العارمة بتجديد الثقة في سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لمواصلة قيادة مسيرة تونس نحو المزيد من النجاح والتألق.
ويشرف المنظمة الفلاحية أن ترفع أصدق عبارات التهاني الى سيادة رئيس الجمهورية في غمرة احتفال الشعب التونسي بذكرى تحول السابع من نوفمبر المجيد وبالفوز الباهر الذي حققه سيادته في الانتخابات الرئاسية بإجماع وطني شامل وتأييد واسع وتجاوب منقطع النظير من التونسيين في الداخل والخارج.
وإن العائلة الفلاحية تستحضر بكل إكبار وتقدير الحصيلة الثرية والنجاحات الباهرة لمسيرة التغيير التي يقودها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بحكمة وتبصّر وبفكر مستنير ونظرة استشرافية ثاقبة وتعتز بما تنعم به تونس العهد الجديد من أمان واستقرار سياسي وازدهار اقتصادي ورفاه اجتماعي وما تشهده من نهضة كبرى ونقلة نوعية متميزة وما تسجله من مكاسب وانجازات رائدة شملت كافة الميادين والقطاعات ووفرت أسباب العيش الكريم وجودة الحياة في كل الجهات وعززت مقومات التنمية الشاملة والمستديمة في جميع ربوع الوطن وصاغت نموذج مجتمع مدني قوامه التعددية والديمقراطية وحقوق الانسان وأساسه التضامن والحوار والوفاق.
وإننا نفتخر كذلك بأن نجاحات ومكاسب التغيير قد تجاوزت البعد الوطني وأصبحت محل تنويه وتقدير من الهيئات والمنظمات العالمية التي صنفت تونس الأولى إفريقيا وعربيا في ما يتعلق بمؤشرات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبشرية.
وإننا واثقون ومتفائلون بأن بلادنا ستواصل تحقيق المزيد من النجاحات وستتقدم خطوات أكبر على درب الحداثة بفضل البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي، هذا البرنامج الذي جاء ثريا وشاملا وجامعا لكل القطاعات والفئات ومتجاوبا مع تطلعات كافة التونسيين والتونسيات.
وهو كذلك برنامج فيه الكثير من الطموح والعزم ويمثل عقدا جديدا بين سيادة الرئيس وشعبه الوفي في سبيل رفع التحديات والارتقاء ببلادنا الى مصاف الدول المتقدمة.
وإننا في المنظمة الفلاحية نشيد بالأهداف والخطط المتكاملة والتوجهات الاستشرافية التي تضمنتها المحاور الأربع والعشرين للبرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس ونسجل ببالغ الفخر المكانة الهامة والمنزلة الرفيعة التي حظي بها قطاع الفلاحة والصيد البحري ضمن هذا البرنامج.
ونعبر بهذه المناسبة عن امتناننا وعرفاننا بالجميل لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي حرص منذ السنوات الأولى للتحول المبارك على إعادة الاعتبار للقطاع الفلاحي وأعطاه مكانة متميزة ودورا محوريا في التنمية الوطنية وأولاه رعاية فائقة وعناية سامية وذلك من منطلق إيمانه بأن الفلاحة عنوان السيادة وبأن الأمن الغذائي أولوية مطلقة لضمان استقرار بلادنا ومناعتها.
وإن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بكافة هياكله وإطاراته ومنظوريه من الفلاحين والبحارة مثلما كانوا على العهد مع سيادة الرئيس لتجسيم أهداف البرنامج الانتخابي السابق (2004 2009) سيكونون كذلك في طليعة المنخرطين في البرنامج الانتخابي الجديد للخماسية القادمة، وهم ملتزمون بمضاعفة الجهد والبذل والمثابرة والتفاني في خدمة تونس وتعزيز مناعتها وضمان سيادتها الغذائية والمساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف التنموية ورفع التحديات وكسب الرهانات المستقبلية.
محمد بوشيحة (الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية): بيان السابع من نوفمبر رسم خارطة طريق الاصلاح
نعيش هذه الايام أجواء احتفالية استثنائية اذ تتزامن الاحتفالات بالذكرى الثانية والعشرين للتحول مع نتائج الاستحقاق الانتخابي الاخير...
ولا شك أن هذا الاستحقاق الانتخابي وما ساده من مناخ ايجابي وتجسيد للتعددية في الترشح والتعددية في الخطاب مما يمكن اعتباره ثمرة من ثمار التحول، لأننا نعتقد أن التحول لم يكن في الاشخاص بقدر ما كان في الأسلوب والبرامج والأهداف المرسومة وفي العقليات.
لقد رسم بيان السابع من نوفمبر خارطة طريق للاصلاح الشامل في تونس، ورسم منهجا لهذا الاصلاح نستطيع ان نؤكد فاعليته، وقدرته على التجدد والاستمرار واستيعاب المتغيرات مع الثبات على المبادئ الاولى.
ان تونس بعد 52 عاما من اعلان الجمهورية و22 عاما من التصحيح الجمهوري قد قطعت أشواطا هامة على درب الحداثة والتطور، وخطت خطوات عملاقة في تشييد المؤسسات الجمهورية، وحققت المصالحة مع هويتها ومع محيطها، وأولت أهمية قصوى لرأسمالها الاساسي وهو الانسان، في تعليمه وصحته ومستوى عيشه وحقه في المشاركة السياسية التي تضمنها المواطنة، ونعتقد أنه بفضل المناخ الذي أرساه سيادة رئيس الجمهورية بما فيه من حوار ومصارحة وتنافس نزيه بين الافكار والبرامج والالتزام بالاجندة الوطنية للاصلاح السياسي، وبفضل حرصه على أن تكون التعددية الفكرية والسياسية مجسدة على أرض الواقع، فإننا نأمل ان تتحقق لبلادنا في الفترة القادمة مكاسب اضافية سواء في المستوى الاقتصادي والاجتماعي او في المستوى السياسي والمستوى الثقافي.
ان حصيلة التجربة منذ 1987 تسمح بأ تظل أبواب الأمل مشرعة، وتسمح أيضا بأن يستمر الاصلاح على وتيرة أعلى من أجل غد افضل لتونس على كل المستويات.
منذر ثابت (الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري): البناء الهادئ
اقترن التغيير بالمنجز وكانت السنوات التي تلت ذكرى 7 نوفمبر 1987 محطات تؤكد الاخصاب وتظهر عزم وحزم الرئيس «بن علي»، وسعيه الى جعل سائر المجالات انساقا ترتقي وتتطور وفق مسار تصاعدي يبرز الحيوية ويؤشر الى تعافي الاقتصاد التونسي بعد سنوات الوهن التي طبعت مجمل الخماسية الاولى من ثمانينات القرن الماضي.
انطلقت فترة التغيير المخصبة تبعا لمرحلية متدرجة أبرزت صواب النهج الديمقراطي الذي افضى الى تعددية تشهد على تمش يرسم معالم حياة سياسية متطورة ومنظمة.
كما ساد جو من الأمن والسلم المدني ومثلت البرامج الانتخابية للرئيس بن علي محطات مضيئة أخصبت العطاء وزادت الارتقاء وجعلت من بلادنا نموذجا بالنسبة الى المراكز والتقارير المختصة.
والحقيقة إن بلادنا التي تعدم الموارد الطبيعية الكبيرة لم تراهن على تلك الخيرات بل انها راهنت على الخبرات والكفاءات... بمعنى ان رهانها الاسمىكان على الانسان.
وكان انشغال الرئيس «بن علي» في هذا المضمار عميقا إذ جعل من التشغيل أولويته المطلقة وكان سند المرأة في انتقالها من المشاركة الى الشراكة.
ودعم العائلات المعوزة والأسر محدودة الدخل وواصل رهانه على الشباب وجعل من «توانسة» المهجر في قلب الوطن. وغير ذلك من الانجازات المبرزة للبعد الاجتماعي في السياسة العامة للدولة.
لقد برزت التقدمية والعقلانية في البرامج التي تم اقرارها أو من خلال المخططات التي ترسم الخطوط العريضة لمسار تونس الحداثة والتنوير.
وتميزت النظرة الى المستقبل بالوعي العميق بمتطلبات المراحل وفق استشراف عقلاني متبصر يؤكد نهج الحكم الرشيد.
ولما حصدت بلادنا النجاحات كان من الضروري ان تبرز قوى الاستعمار الجديد ناعقة لأن المنجز قد جاوز الخطوط الحمراء التي رسموها والتي يرون في مجاوزتها تمردا على كبريائهم الذي يفرض على الشعوب والأمم الخضوع لفكرهم التسلطي.
وإن أدعياء الحرية من بقايا الكولونيالية الاستعمارية لازالوا الى اليوم يحنون الى ماضيهم الاسود الذي ضيق على الكثير من الأمم الانفاس وأنتج مجازر الجزائر بالأمس والفظاعات المرتكبة في العراق اليوم وهم يجدون في ضعاف النفوس أدوات يستغلونها ويستعملونها لبث سمومهم.
كما يلقون الدعم من اشباح ومرتزقة الديمقراطية ممّن زلت بهم أقدام التأسيس في بلادهم وهم يعوضون فشلهم بعمالتهم متناسين ان الشعب التونسي الواعي المتطور محصن ضد نتائج تهافت أولئك الباعة المتجولين في ثنايا السفارات.
وهو محصن كذلك ضد الدكاكين الفضائية التي تتغافل عن كل تجارب الفشل في المنطقة العربية وتتعاطى بأشكال مريبة مع نماذج البناء الهادئ الهادف.
أحمد الإينوبلي: ثقة واعتزاز
تحتفل تونس هذه الأيام بالذكرى 22 للتحوّل في مناخ من الثقة والاعتزاز بقدرة التونسيين على الانجاز الذاتي بعيدا عن منطق الوصاية والإملاء بعد نجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة في تكريس عملية المشاركة والفعل الايجابي والاحترام المتبادل بين جميع المنافسين والاستجابة لانتظارات الشعب وتأكيد أهمية الروح الوطنية في إشاعة مناخ من الثقة يشجع على البناء كما تأتي الذكرى 22 للتحول عشية المبادرة الرئاسية بإطلاق سراح مساجين ما عرف بقضية الحوض المنجمي كخطوة مهمة دعمت الاحساس العام لدى التونسيين بسلامة المناخ السياسي والثقة في البناء المشترك ومواجهة التحديات بعقلية جماعية.
وإذ يعبر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عن اعتزازه بمشاركته الايجابية في إنجاح الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة فإنه وانطلاقا من ثوابت نهجه السياسي يؤكد مرة أخرى على أهمية الانجازات التي تحققت لتونس على مختلف المستويات منذ حركة التغيير مذكرا في الوقت ذاته بأهمية الدور الذي تلعبه الأحزاب الوطنية في الاشارة إلى المعوقات التي قد تعطل البناء الوطني وفي تقديم التصورات البناءة والمساهمة الفاعلة في المراكمة الايجابية للمنجزات من أجل الوصول ببلادنا إلى درجات أعلى من الرقي والنماء تضعها في مصاف البلدان المتقدمة.
كما يعبر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بهذه المناسبة عن عظيم فخر قيادته ومناضليه بالانتماء إلى هذا الوطن العزيز عاقدين العزم على المثابرة في القيام بدورهم المسؤول في صيانة سيادة البلاد ورقيها والمساهمة الفاعلة في سد الطريق أمام طوابير الإلحاق والتغريب وانتهاك سيادة البلاد وأمام قوى الشد إلى الخلف.
وإذ يعبر الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عن روح المسؤولية العالية التي تحدو قيادته ومناضليه في حماية مصالح البلاد فإنه يرى أن مناخ الثقة والاحترام الذي تعزز بمناسبة الانتخابات الأخيرة يمثل خير فرصة لاطلاق جيل جديد من الاصلاحات السياسية ينقل البلاد خطوة أخرى على درب تكريس الخيار الديمقراطي باعتباره خيارا استراتيجيا بالنسبة إلى كل القوى الوطنية كما يدعو إلى مأسسة الحوار من أجل سد الطريق أمام المتهافتين على الديمقراطية المستوردة ومن أجل تصليب الجبهة الداخلية أمام تحديات الداخل والخارج وأملنا في ذلك قدرة التونسيين على التضامن عند التحديات وتأكيد أولوية الانتماء إلى الوطن على غيره من الانتماءات.
ان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يتعهد بمزيد العمل المسؤول والايجابي من أجل المساهمة في مزيد التطور لبلادنا ومن أجل إنجاح مسار الإصلاح الذي دشنه تحول السابع من نوفمبر وسار به خطوات كبيرة موقعت تونس على الطريق الصحيح.
وإذ نؤكد تثمين هذا التمشي السليم والهادئ فإننا نأمل أن تدخل تونس مرحلة جديدة من البناء الوطني الذي يثبت المنجزات ويفتح المجال أمام أفق يحقق الانتظارات الوطنية بعيدا عن المحاولات البائسة للإلحاق أو محاولات الشد إلى الخلف. مرحلة لا مكان فيها للمشككين أو المتخاذلين ولا صوت فيها يعلو على صوت الوطن واستقلال قراره.
انجازات تاريخية رائدة ... وآفاق كبيرة واعدة
* بقلم: المنصف بن فرج ()
أينما اتجه المرء، هذه الأيام، في تونس من شمالها إلى جنوبها وجد الأفراح والمسرات والمهرجانات وشاهد علامات الزينة واللافتات في جميع الولايات والمعتمديات والبلديات، يستمع إلى الأغاني والأناشيد الوطنية الحماسية الرائعة، وشاهد بأم عينه الإنجازات والإحصائيات، ورأى ربيعا أنيقا يشمل كل ربوع الوطن رغم أننا في فصل الخريف، إنها الفرحة الكبرى بل إنها الفرحتان الغامرتان يعيش شعبنا على وقعهما:
فرحة الإحتفال بالذكرى الثانية والعشرين للتحول المبارك وفرحة انتخاب سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي سار بالوطن وبالشعب قدما إلى الأمام في مسيرة الإصلاح والبناء الصلب والتقدم والمناعة والأمن والتضامن والأمان .
وقد اقترنت هذه الفرحة بإعادة تجديد العهد والثقة المطلقة في شخص القائد المصلح والرجل المنقذ، وهو تأييد شعبي لا نظير له في عالم اليوم شرقا وغربا، لأنه تأييد انبنى على الشرعية والقناعة ورد الشعب بجميع فئاته الجميل للمنقذ والمصلح سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي وهب حياته لشعبه وقاده من إنجاز إلى إنجاز ورد للتونسيين الكرامة والإعتبار ورفع راية تونس عاليا في المحافل الدولية، إنه تأييد شعبي صادق، ومبايعة شعبية وطنية تلقائية من جميع فئات الشعب وجهاته، من جميع نسائه ورجاله وشيوخه وشبابه، شهدت بذلك أحزاب المعارضة واعترفت به، وزكته كل أجهزة الإعلام الصادقة النزيهة في تونس والعالم وكذلك كل الملاحظين الأجانب الذين حضروا عملية سير الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، وعاينوا التطور الذي حصل في بلادنا في هذا العهد السعيد.
وهو تأييد تلقائي انبنى على وفاء أبناء تونس وبناتها لرجل التغيير، وهي مبايعة لم يستوردها الشعب من الخارج ولم تملها علينا دول غربية أو شرقية بل إنها جاءت عن قناعة كل فئات الشعب التونسي بحكمة القائد الذي حقق لتونس معجزة يشهد بها العالم، في مجالات التطور سياسيا، واجتماعيا، واقتصاديا، داخليا وخارجيا، أنجزها بن علي بسلامة الرأي وحكمة التخطيط وبالحرص الدائم على الإنجاز وربط القول بالفعل وقد عاضده في هذه المسيرة التاريخية الموفقة التجمع الدستوري الديمقراطي بكل أجهزته وطنيا وجهويا ومحليا، وكل المنظمات الوطنية وفي طليعتها اتحاد الصناعة والتجارة والإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والإتحاد التونسي للشغل والإتحاد الوطني للمرأة وكل مكونات المجتمع المدني لإيمان الجميع بما تحقق في تونس من انجازات ومكاسب وهي ثمرة جهد وبذل وكد وتصور لمقومات المشروع التحديثي بصفة مرحلية هادئة للرئيس بن علي بدءا بإرساء البناء الديمقراطي في النظام الجمهوري لبلادنا، ترسخ على مدى عقدين من الزمن (خطوة خطوة)، بلا هزات ولا نكسات، بل في سير ثابت مركز ناجح، في إطار المحافظة على تماسك مختلف القوى الحية بالبلاد، حتى لا يبقى أحد خارج الممارسة الديمقراطية السليمة، بعيدا عن كل مظاهر الإقصاء والتهميش، باعتبار الديمقراطية هي الشرط الأهم في استتباب الأمن الإجتماعي بحكم دورها الفاعل في تعزيز دولة القانون والمؤسسات وتثبيت مجتمع التضامن والتكافل، تحكمه الحريات الأساسية وترعاه حقوق الإنسان، للرجال والنساء على حد السواء، وللشباب الصاعد عماد المستقبل الذي يراهن عليه سيادة الرئيس منذ انبلاج فجر التغيير.
وهل أدل على الإهتمام بالشباب من جعل سنة 2008 سنة الحوار مع الشباب، واقتراح عام 2010 أن تكون السنة الدولية للشباب، وهو اقتراح تبنته المجموعة الدولية ليصدر عنه ميثاق عالمي للشباب يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم إلى الفضائل والمثل العليا والقيم الكونية المشتركة، دعوة للتضامن والسلم في العالم .
وقد كانت هذه المبايعة التلقائية مستحقة إلى أبعد الحدود، لأن هذا العهد السعيد قد أكد نجاح التجربة الديمقراطية التعددية بدخول أحزاب المعارضة وانخراطها في الحياة السياسية الفاعلة، وبالمشاركة في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية وبحصول الأحزاب على مقاعد نيابية تعزز المشهد الديمقراطي في بلد الأمن والتنمية والتضامن .
ولا يغيب على أحد النجاحات الرائدة في المجال الإقتصادي ومواجهة الأزمة الإقتصادية العالمية وفي مجال الإستثمار وخلق آلاف مواطن الشغل للمواطنين وللكفاءات، وللشباب، وباحداث الآليات وإقرار التشجيعات لدفع المبادرات عند بعث المشاريع، في الفلاحة والصناعة وفي قطاع الخدمات تأمينا لحرية العمل والإبتكار، وحثا للجميع على الإنخراط في ثقافة العمل والبذل والتعويل على الذات،في القطاعات الواعدة، ومنها قطاع العلوم والتكنولوجيا التي انخرطت فيها بلادنا، وحققت فيها أشواطا ناجحة إلى أبعد الحدود.
إنها السياسة الرائدة في كل المجالات، ومنها المجال الإجتماعي الذي تبرز فيه تونس التغيير كأهم دولة في العالم حققت التوازن بين كل فئات المجتمع وأرست مفهوم التضامن بفكرة الرئيس بن علي الذي أرسى الصندوق الوطني للتضامن وحقق به لمئات الآلاف من التونسيين نقلة نوعية في حياتهم، خرجوا بها من ذل الحياة إلى عزها، ومن مناطق الظل إلى هالات النور، وتوفر لديهم النور الكهربائي والماء الصالح للشراب والطريق المعبدة، والمرافق بمختلف أنواعها كالمدرسة والمستوصف والشغل الوفير والكرامة المحفوظة داخل البلاد وخارجها، وقد تبنت منظمة الأمم المتحدة هذه الفكرة وأقرتها وبدأت دول العالم تحتذي حذو التجربة التونسية الناجحة .
إنها مبايعة شعبية تلقائية اعترف فيها الشعب بكل مكوناته لرئيسه عن كل أعماله وخصاله ونضاله من أجل تونس وأبنائها، العاملين منهم والعاملات بالساعد وبالفكر، وقد كان حظ الثقافة والتعليم والبحث العلمي في عهد التغيير عظيما، يجني اليوم كل فئات الشعب ثماره، ذلك أن الرئيس المصلح قد أخرج الثقافة من دائرة التهميش وجعلها سندا للتغيير وللتنمية وشجع المبدعين والكتاب والمؤرخين والإعلاميين الوطنيين وحباهم برعايته السامية، فاستقطب التجمع الدستوري الديمقراطي النخب المثقفة وتعزز الصف بهم، ورفع من قدر المرأة تعزيزا لحقوقها في الممارسة الفاعلة في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وقد تفضل سيادته بتوضيح هذا التوجه الرائد لمجلة أفريك ماغازين منذ أسبوع فقط، حيث أكد أن النهوض بحقوق المرأة يمثل قطعا جزءا من مقاربتنا التحديثية التي ترمي إلى إرساء أسس مجتمع وجهته التقدم، مجتمع متحصن إزاء التيارات الظلامية الرجعية، وهو خيار استراتيجي يرفض أن يكون نصف مجتمعنا مهمشا، ولذلك أدخل سيادة الرئيس التعديلات، مرات ومرات، على مجلة الأحوال الشخصية، فأصبحت المرأة مشاركة فاعلة في حياتنا الوطنية، وصارت نسبة النساء في المجالس النيابية مجلس النواب ومجلس المستشارين وفي المجالس البلدية وفي صلب التجمع 30 % من مجموع المقاعد .
وكل هذه النجاحات تغيض بعض (الرشامين) الواقفين على الربوة الحاسدين الحاقدين، والمشككين في نجاحات تونس، لهذا يرفض الشعب دعواهم الباطلة، ولا يقيم لهم الشعب وزنا.
إن شعبنا سائر في طريق النجاح، يتحدى الصعوبات والعراقيل رغم الداء والأعداء بحكمة رئيسه وبقواه الحية وبسواعد أبنائه وعقولهم النيرة وهو يحقق من يوم إلى آخر مزيدا من الرفاه، ولذلك كان شعار مؤتمر التجمع الأخير «التحدي» كما اختار رئيس التجمع شعار برنامجه الإنتخابي الأخير «معا لرفع التحديات» حتى تواصل بلادنا في ظل الرئيس بن علي السير بثبات ونجاح على درب التقدم والتطور والرقي والأمن والأمان .
والمطلوب من الجميع اليقظة الدائمة والمحافظة على ما تحقق في بلادنا من مكاسب عظيمة وإنجازات جسيمة وأن يسعى الجميع كل من موقعه لمواصلة الجهاد والإجتهاد بالإلتفاف حول السياسة الحكيمة للقائد المصلح وحول التجمع الدستوري الديمقراطي حزب النضالات الرائعة زمن معركة التحرير أو مع دولة الإستقلال ومع دولة التغيير من أجل أن تظل تونس في مأمن من الهزات، وأن تبقى منيعة، عزيزة، حرة أبد الدهر .
( ) عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي
السابع من نوفمبر في مرحلة العنفوان
* بقلم: الأستاذ سعيد بحيرة (أستاذ جامعي)
التونسيون الذين ولدوا سنة 1987 يبلغ عمرهم اليوم اثنين وعشرين سنة وهم أبناء السابع من نوفمبر الطبيعيون وعددهم لا يستهان به.. أما الذين أدركهم التغيير وعمرهم عشر سنوات فإنهم اليوم على أبواب الكهولة.. وهاتان الفئتان تمثلان قوة سياسية أساسية وترمزان إلى عنفوان عهد التحول الذي رسخ ثقافة جديدة على أساس قيم أصبح يتقاسمهما التونسيون ويتعلقون بها وقد تربى جيل كامل على تداولها ونشرها وتكريسها، فهذا الجيل هو الذي يؤم المعاهد والجامعات اليوم وهو الذي سيستلم القيادة والقرار في المستقبل المنظور، وهو يرمز إلى الطموح إلى غد أفضل وإلى عزيمة قوية لرفع التحديات ومجابهة الصعوبات وهي الطريق التي رسمها الرئيس زين العابدين بن علي للسير قدما من أجل التنمية الاقتصادية والسياسية والنهوض للحاق بالبلدان المتقدمة وهذا ما يتطلب المثابرة أكثر فأكثر لتجسيد المشروع الحضاري للتحول بعد أن رسمت ملامحه ووضعت أسسه ونظمت مؤسساته.. لقد ابتعدنا عن تاريخ السابع من نوفمبر ولكننا اقتربنا من المشروع الذي حمله وصار الاجماع حوله أوسع وأقوى وأصبحت له قوى شابة ملتزمة تحمله وتدافع عنه وتحمي منجزاته وفي ذلك ضمانة للمستقبل يستند إلى برنامج يجمع بين الواقعية والطموح ويتجاوب مع المتطلبات الداخلية والتحديات الخارجية ويفسح المجال واسعا أمام التونسيين وممثليهم في الأحزاب والمجتمع المدني للتشارك في نحت الغد التونسي.
* التغيير في عيون المثقفين والجامعيين: رهان على التنوير ... والثقافة جوهر مشروع بن علي
تونس - «الشروق»
بعد اثنين وعشرين عاما من التغيير تغيّر المشهد الثقافي في تونس بنسبة كلّية تجسيدا لارادة سياسية سامية ترى في الثقافة سندا لمشروع التغيير وفي المثقف ضمانا لحداثة الدولة والمجتمع.
فمنذ الأيام الأولى للتغيير أعلن الرئيس زين العابدين بن علي عن الأسس الأولى لمشروعه وهي مصالحة البلاد مع هويّتها وتجذير انخراطها في حوار حضاري قائم على الشراكة والتفاعل مع محيطها الدولي وكان ايمان سيادة الرئيس زين العابدين بن علي راسخا بأن الثقافة هي جوهر المشروع السياسي وسنده فخصّ القطاع الثقافي بمجموعة من المبادرات كانت بالتوازي مع اصلاح شامل مسّ كل مجالات الحياة حتى اصبحت تونس - حسب شهادات دولية ذات مصداقية- نموذجا في التنمية والتصرف في الموارد البشرية.
بعد اثنين وعشرين عاما كيف يرى المثقفون والجامعيون ما تحقق في تونس؟ هذه بعض الشهادات :
22 عاما من التغيير... 22 عاما من الاصلاح الجامعي
* بقلم: فاتن صماط (جامعية)
لقد تحقّقت لمنظومة التعليم العالي بتونس منذ فجر التغيير نقلة نوعية من خلال جملة من الاصلاحات تمّ بموجبها إحداث مجموعة من المؤسسات الجامعية التي أمنت التكوين الجامعي والبحوث في جلّ المجالات العلمية والتقنية.
لقد دعا سيادة الرئيس زين العابدين بن علي منذ فجر التغيير الى إصلاح الجامعة التونسية حتى تتمكّن من مسايرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس بما يتماشى مع المتغيّرات العالمية فانطلقت الاستشارات الميدانية التي أفرزت تحديد الأهداف والاستراتيجيات المستقبلية بما في ذلك التشريعات الجامعية وأنظمة التكوين وقد ساهم هذا الحوار في إثراء هذه الاستثمارات حتى يكون الاصلاح جذريا منبعثا من القاعدة ومن هنا كان قرار سيادته بعث مؤسسات جامعية في كل الولايات لتقريب المؤسسة الجامعية من الطلبة، ومن بين قراراته السامية في هذا المجال إحداث معهد للدراسات التكنولوجية في كل ولاية خاصة الولايات الداخلية منها ولايات الجنوب التونسي مثل المعهد العالي للدراسات التكنولويجة بتطاوين الذي انطلقت فيه الدروس منذ أربع سنوات فكان منارة للعلم والمعرفة استبشر بها كل مواطني ولاية تطاوين ومكّن مئات الطلبة من الدراسة قريبا من عائلاتهم في ظروف طيبة كما حرص سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على تأسيس جامعات جديدة فأحدثت جامعة قابس وجامعة جندوبة 2003 وفي سنة 2004 أحدثت جامعة القيروان وجامعة المنستير وجامعة قفصة.
وراعت الخارطة الجامعية الجديدة بعد الاصلاح حاجيات البلاد وحاجيات سوق الشغل من الكفاءات في الميادين التشغيلية حتى تفرز الجامعة التونسية مشاريع تنموية وليس مجرد طالبي شغل خاصة بعد تراجع استيعاب خريجي التعليم العالي بالنسبة للوظيفة العومية وجاء نظام «أمد» الجديد ليدعم الاصلاح الجوهري في الجامعة فانخرطت أغلب المؤسسات في المنظومة الجديدة ليصبح عدد المؤسسات الجامعية في السنة الجامعية 2008 2009: 164 مؤسسة والعدد الجملي للطلبة 370 ألفا وعدد الجامعات 13 وعدد مؤسسات التعليم العالي العمومي 192 والخاص 32، وعدد الباحثين 15 ألفا وعدد مراكز البحث 32 وعدد مخابر البحث 146 وعدد وحدات البحث 638 كما تمّ إحداث مؤسستين جامعيتين جديدتين هما المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بقفصة والمعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد.
كما صدر قانون إطاري ينظم التعليم العالي بتاريخ 28 جويلية 1989 وصدر قانون توجيهي لتشجيع البحث العلمي والتكنولوجي بتاريخ 31 جانفي 1996 ويشجع هذا القانون على البحث العلمي والتكنولوجي ويمنح حوافز وامتيازات للباحثين وللمؤسسات التي تساهم في البحث.
وقد حثّ سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في خطبه وتوجيهاته على ضرورة انفتاح المؤسسة الجامعية على محيطها الاقتصادي والاجتماعي كما تمّ إصدار قانون منظّم للتعليم العالي الخاص وإحداث الجامعة الافتراضية وإقرار مبدإ التعلّم مدى الحياة بالنسبة للمنقطعين من التعليم العالي وفتح الآفاق أمام الموظفين في مجال التكوين المستمر.
وساهمت سياسة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي منذ التحول في إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي كان محلّ ترحيب دولي وتقدير عالمي، وعمل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على تثبيت وتدعيم وتطوير مكتسبات المرأة التونسية كضمان لحداثة المجتمع وتنويره ففي تونس اليوم وصلت نسبة الطالبات الى 59 بالمائة من مجموع الطلبة ونسبة 40 بالمائة من الأساتذة الجامعيين.
لقد كان شعار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي في حملته الانتخابية «معا لرفع التحديات» وهو شعار يراهن على المستقبل فتونس تدخل تحت قيادته الحكيمة عصرا جديدا عنوانه التنمية والامتياز والرهان على الانسان وهذا جوهر مشروع سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان الاجماع الشعبي بانتخابه لدورة رئاسية جديدة أكبر دليل على ما غمر به الشعب التونسي سيادته من حب لأنه أوفى بكل وعوده في تنمية البلاد ودعم المؤسسات الدستورية وإنقاذ النظام الجمهوري.
نعم إنه زمن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي باني تونس الجديدة، تونس التي تنتصر للحداثة، المتصالحة مع تاريخها المؤمنة بمستقبلها، تونس التي تضخّ روح الحداثة والتنوير في العالم العربي وجنوب المتوسط.
لماذا اخترت بن علي؟
* الاستاذ الطاهر بن عون (جامعي)
لازلت اتذكر ما كانت ترويه لي جدتي عن قهر الاستعمار وكيف وجدت عائلتنا نفسها على اثر عمليات المداهمة والتفتيش مضطرة الى مغادرة القرية لتجنب بطشه وويلاته فقد سجن والدي سنة 1942 بدعوى التاَمر على السلطة وحوكم بالمحكمة العسكرية بصفاقس.
اليوم وفي ظل الاستقلال والسيادة التي تنعم بها تونس وفي ظل الأمن والاستقرار الذي تعيشه مختلف ربوع هذا الوطن العزيز وفي ظل مستوى المعيشة الذي بلغته تونس واكدت تطوره مختلف المؤسسات الدولية مقارنة بالعديد من الدول التي تشبهنا في الموارد وحتى التي تفوقنا كالدول الأوروبية، فان الواجب دعاني لرد الجميل لصانع ربيع تونس سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي وضع سنة 1987 حياته في الميزان لانقاذ البلاد، وها نحن في ظرف عشرين سنة من التحول، تصبح هذه الدولة الصغيرة محدودة الموارد انموذجا تنمويا عالميا، انه انجاز عظيم وصفه احد رؤساء الدول المتقدمة بالمعجزة التونسية Le miracle tunisien:
هذه المعجزة لم تكن لتتحقق لولا الارادة السياسية الصادقة لصانع التحول سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ولولا متابعته المستمرة و اليومية لمشاغل شعبه كبيرة وصغيرة.
من أجل هذا كله، نحن مع بن علي، كلنا ولاء لتونس الخضراء ووفاء لبن علي صانع امجاد تونس.
ان ما يميز الأنموذج التونسي للتنمية هو شموليته، فكل القطاعات شهدت قفزة نوعية معتبرة من فلاحة وسياحة واقتصاد وتعليم وصحة واتصالات وغيرها.
ويتميز كذلك بالمساواة و العدالة فكل الجهات شملتها هذه النهضة الشاملة ولم نعد نسمع بجهة محرومة او مهمشة.
ومدينة دوز التي تقع في اقصى الجنوب التونسي اصبحت من أكبر المدن التونسية تعددت فيها المشاريع والانجازات وتطورت فيها البنية التحتية ونشطت بها السياحة واصبحت قبلة الوافدين على تونس وتطورت فيها الحياة الثقافية وعرفت المدينة ولادة مهرجان صيفي ومهرجان المدينة في رمضان الى جانب المهرجان الدولي للصحراء الذي يعتبر احدى ركائز النشاط الثقافي الشتوي على مستوى وطني.
عشت يا بن علي رائدا للاصلاح وملهما لمسيرة النماء والرفاه في هذا الوطن العزيز
رئيس بلدية دوز
مدير المهرجان الدولي للصحراء
عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي
من أجل تونس
* بقلم: سويلمي بوجمعة (شاعر)
تقبل هذه الذكرى المجيدة وتونس تعيش على إيقاع أعراس الديمقراطية والتعددية التي عمّت أصداءها أبعد الأصقاع..
إن هذه المناسبة الوطنية الهامة تمثل محطة كبرى لاستحضار منجزات بلادنا ومكتسباتنا المتعاظمة على مدى أكثر من عقدين شهدت فيهما تونس الجديدة تطورات نوعية لم تكن في الحسبان منذ عشرين سنة.. ولم تكن حتى من قبيل الحلم.. فمدينة الثقافة، وجسر حلق الوادي رادس.. وباقي الجسور الأخرى..وشبكة الطرقات السريعة وتأهيل المؤسسات والادارات، وفكّ العزلة عن مناطق الظل وتخليص العائلات المعوزة من الخصاصة ومن شظف العيش والارتقاء بمستوى معيشة الانسان التونسي وإعادة الاعتبار للدين واللغة والهوية وتكريس فعل العقلانية والحداثة.. والاهتمام الصادق برجالات الوطن ورموزه في مختلف مجالات العمل.. وبرامج القضاء على الجهل والأمية بمعانيها المعاصرة.. وتعميم الثقافة الرقمية وصناعة الذكاء.. ودعم كل ما له علاقة بالديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية كل هذا وغيره يدفعنا للافتخار بمشروعنا الحضاري النيّر الذي هو في طور الاكتمال بفضل البرنامج الانتخابي للخماسية المقبلة معا لرفع التحديات ونحن هنا على اختلاف توجهاتنا ومشاربنا منخرطون بكل اعتزاز وجدية في هذا المشروع لإنجاحه وتجاوز الصعاب والأزمات الاقليمية والدولية لأننا شعب أراد الحياة لذلك فقد استجاب القدر..
في الابداع السياسي
* بقلم: البشير المشرقي (شاعر)
إن المتأمل في مسيرة تونس العهد الجديد منذ انبلاج فجر التحوّل بإمكانه الاهتداء الى تلك المسحة الجليّة من الإبداع الغالبة على كل المقاربات والتشريعات والخطط التي صدرت عن الفكر النيّر للرئيس بن علي، ولقد لمسنا ملامح ذلك الإبداع السياسي منذ استمعنا لأول مرة لبيان السابع من نوفمبر، ذاك البيان المنهجي المرجع الذي رسم منذ البداية الخطوط الرئيسية للنهج السياسي الذي سيسير على هديه الرئيس بن علي فيما بعد، وهو يرسم استراتيجياته السياسية بكل تأن وتبصّر وحكمة وثبات. وإن كل ما صدر عن الرئيس زين العابدين بن علي إنما كان نابعا من قناعة تعتمد التخطيط المسبق مبدأ والاستشراف وسيلة من وسائل التواصل مع الأحداث والمستجدات.
ولقد تجلى الإبداع السياسي لدى الرئيس بن علي في ما بادر به من اصلاحات شملت كل قطاعات الدولة ودواليبها ومؤسساتها بعد ان أدرك الرئيس ان تلك الدواليب والمؤسسات قد أصابها الوهن ولم تعد قادرة على تحقيق طموحات الانسان التونسي وحقه المشروع في العيش الكريم. تلك الاصلاحات تحقق معها الوئام بين كل التونسيين وهياكل الدولة وتحققت المصالحة التي بفضلها عاد الأمل الى النفوس والطمأنينة الى القلوب بما تحقق معه أمل جديد وتفاؤل غير معهود وثقة في المستقبل جعلت كل أفراد الشعب التونسي يقبلون على العمل والتفاني في خدمة الوطن بكثير من الإصرار على النجاح وعلى تحقيق أفضل المراتب في كل ميادين الحياة.
بعد تلك المرحلة التأسيسية من الإبداع السياسي الراقي والتي تعلّقت خلالها همّة الرئيس المبدع زين العابدين بن علي بإصلاح ما كان معوجّا وبإرجاع القاطرة الى نهجها القويم جاءت مرحلة الفعل والابداع على مستوى المكاسب والانجازات. ولقد توخّى الرئيس بن علي في هذه المرحلة استراتيجية سياسية تعتمد أساسا على الإنسان وتتعلّق بتحقيق آماله وطموحاته وتطلعاته المتنوّعة. وكانت الآليات الراقية في خدمة تلك الأهداف الانسانية الراقية وفي مقدمتها تلك الآلية العجيبة المعروفة بصندوق التضامن الوطني 2626 التي أنجزت الكثير في وقت وجيز وحوّلت الظلمة الى نور وجعلت من تونس مثالا يحتذى في السياسات الاجتماعية ذات البعد الانساني النابض بأرقى المكوّنات.
لقد كان الابداع السياسي حاضرا في كل الاضافات التي دعّمت رصيد الدولة من المكاسب على المستوى الانساني من خلال انجازات الرئيس بن علي في مختلف القطاعات الحسّاسة في الدولة كالتعليم والصحة والاقتصاد والفلاحة والبحث العلمي وغير ذلك من القطاعات. وقد دعّم بن علي تلك الانجازات بما سنّه من قوانين وتشريعات تتصل اساسا بحقوق الإنسان والحريات الخاصة والعامة بما ارتقت بفضله السياسة الاجتماعية لدولة العهد الجديد الى أعلى المراتب.
ولم يتوقف الرئيس بن علي في إبداعه السياسي عند ذلك الحدّ، بل تجاوزه الى إعلاء راية تونس في المحافل الدولية من خلال النجاحات الباهرة التي حققتها الديبلوماسية التونسية المحتكمة الى الشرعية الدولية والى حق الشعوب في تقرير المصير. ولقد تمكنت تونس بفضل حكمة الرئيس بن علي وحنكته السياسية ونظرته الاستشرافية الثاقبة والمتبصّرة من مواصلة إسهامها الحضاري الانساني في إطار اشعاعها التاريخي الذي عُرفت به وتدعّم في ظل دولة العهد الجديد حتى أضحت تونس بلدا مشهودا له بالتألق الحضاري والاشعاع الثقافي والابداع الانساني الذي لا يعترف بحدود.
وإن المتأمل في ما احتواه البرنامج الانتخابي الرائد للرئيس بن علي «معا لرفع التحديات» باستطاعته ان يلمس بما لا يدع مجالا للشك تواصل ذاك الخط الواضح من الإبداع السياسي الذي تتميّز به كل خطط الرئيس بن علي الاستشرافية التي يهدف بها الى بناء تونس الحديثة الآخذة بقسط وافر من ثقافة هذا العصر الحديث، عصر التحديات والرهانات من كل نوع.
إن هذا البرنامج الرائد ليعتبر إضافة أخرى جديدة من الاضافات الابداعية للرئيس بن علي، هذا الرئيس المبدع الذي عرف أسرار السياسة وسبر أغوارها وتمرّس بها حتى أضحت عنده طيّعة، مليئة بالمكوّنات الراقية والعلامات المضيئة وهي مؤهلات أضحت نادرة في عالم السياسة اليوم، ومن حق كل التونسيين ان يفخروا اليوم بهذا المدّ الابداعي السياسي الكبير الذي ما فتئ الرئيس بن علي من خلاله يرسم ملامح الغد المشرق الأغرّ لتونس العهد الجديد، تونس الحداثة والاستقرار والإشعاع الحضاري الانساني والاضافات التي بفضلها تواصل تونس مسيرتها الحضارية بكل ثبات وثقة واقتدار.
جدلية التنوير السياسي والثقافي في المقاربة السياسية للرئيس بن علي
* بقلم: الأستاذ عزالدين العامري (كاتب وإعلامي)
من أميز ما يميّز الأطروحة الكلاسيكية للفعل السياسي، تلك القطيعة بين عبارتي الحكم والسلطة من جهة، وإرهاصات الفكر والتنظير من جهة ثانية. وتعود هذه القطيعة بين قطبي السائس والمفكّر إلى عديد الاعتبارات من أهمّها:
تأله صنّاع القرار.
انغماس الفكر في التأملات المتعالية والجواهر المفارقة.
انعدام شروط ثقافة الاختلاف والتنوّع.
تجريم الممارسة النقدية.
قدسية السّلطة في حدّها السياسي أساسا.
وعليه انعدمت كليا جسور التواصل بين السياسة والفكر ما عدا الخطاب التقريظي التكسّبي. ولكن ثورة التنوير التي أملاها العقل بما هو القسمة العادلة بين الإنسانية حسب العبارة الديكارتية قادت المجتمع الدولي إلى ضفاف نقيضة قوامها المصالحة بين السياسي والفكري لنكون أمام الأسئلة التالية:
هل آمنت حقّا كلّ النّظم السياسية بهذه المصالحة؟
أين تتجلى مسؤولية كلّ طرف؟
هل التنوير قيمة مطلقة وإرادة عامة ملزمة؟ أم باسم التعدّدية والاختلاف يحقّ للايديولوجيات المعادية لها أن تسجّل حضورها حيث الرّكح السياسي؟
في مستوى الإجابة على سؤالنا الأول قد نكون على وجاهة حينما نؤكد عجز عديد الأنظمة على استساغة أهمية التناغم بين الحكم والحكمة، لذلك تحاكم كل من يحتكم إلى مرجعيات التنظير.
ولسنا بحاجة إلى جهود فكرية كبرى كي نتأكد ممّا تقدّم، إذ يكفينا أن نتأمل الصراعات العشائرية وعصابات الخرافة وكلّ مظاهر السلوكيات الاقطاعية والثيوقراطية السائدة في دول القرن الحادي والعشرين ومجتمعات تعدّدية الطوائف وشيوخ القبائل.
أما الرئيس بن علي كان حاسما منذ 1987 حيث تشبّث في بيان التغيير بالحكم المؤسساتي، وبدستورية التشريع وتشريك كلّ النخب في الشأن العام. وفي هذا الإطار يتنزّل شعار «الثقافة سند للتغيير» فهو الشعار الذي يمكن أن نستشف منه المسلمات التالية:
جدلية السياسي والثقافي
للسياسي مرجعية ثقافية بالضرورة
للثقافي مقاربة سياسية بالضرورة وهنا تحديدا تكمن مقومات المواطنة مثلما تشدّد على ذلك الفلسفات السياسية منذ الطرح الأفلاطوني وصولا إلى الأنتروبولوجيا السياسية المعاصرة.
الثقافي آلية اخصاب للطرح السياسي
والدّليل القطعي على كل ما تقدّم حرص سيادة الرئيس على سياسة الاستشارات الثقافية الوطنية بما هي آليات عملية لترجمة تشريك النخب الفكرية في صناعة القرار الثقافي وفي رسم خارطة الاستراتيجيات الثقافية، لندرك جيدا الانتقال الفعلي من ثقافة الدولة إلى دولة الثقافة، حيث أن منابر الاستشارات تفضي في كل مناسبة إلى توصيات وقرارات بموجبها تتحدّد استراتيجيا الثقافة الوطنية. كما ندرك البعد التنويري السياسي إذ لولا الإرادة السياسية لما انخرطت المطارحات الفكرية ذات المنحى النقدي والتحليلي والأكاديمي في جدل الشؤون العامة.
ولم تتمسّك هذه الإرادة السياسية السامية بالفعل الثقافي فحسب، بل بالطرح الثقافي التنويري مثلما جاء في المادة 18 للبرنامج الانتخابي 2009 2014 لسيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي «تونس منارة ثقافية على الدوام» وما عبارة المنارة إلا حجة قطعية على التلازم الانطولوجي بين المنزع السياسي الرئاسي والمشروع الثقافي التأسيسي للمجتمع العقلاني الذي تحكمه ضوابط الفكر المستنير والحرية التعاقدية والمواضعات المدنية والتشريعات الوضعية.
وأمام هذه الإرادة التي تجسّم مصداقيتها أحداث ووقائع الممارسة اليومية لا يمكن لأية أطروحة التشكيك في مدى جدلية السياسي والثقافي في المشروع الحضاري التونسي ولكن أين تتجلى مسؤولية النخب؟
هل يحق للبعض الاستقالة؟
هل يستقيم الفائض النقدي؟
ما مدى مشروعية الطرح النقيض دون بدائل وممارسة التشكيك على النحو الريبي؟
أليس المطلوب الانتصار إلى الخيارات التنويرية الاستراتيجية من أجل دفع المبادرات التحديثية الشاملة نحو حدود المنشود؟
أليست مقومات الإرادة العامة مشروطة بمبادئ تعاقدية تلزم كلّ الأطراف؟
أليست الاستقالة أمام هذه الوقائع حاملة للفرضيات التالية:
استقالة العقم
استقالة طوبوية
استقالة الرفض من أجل الرفض
استقالة غياب التقويم الواقعي والموضوعي
نعم قد نختلف حول العرضي ولكن لا بدّ من الاجماع حول الجوهري، وقد نختلف حول منزلة المتحقّق ولكن نجانب الصواب لو شرّعنا لأنفسنا التنكر للمتحقق.
من منّا يمتلك مشروعية تبرير أي منطق يتنكّر لمنجزاتنا التنويرية؟
نعم للتعددية ونعم للاختلاف ونعم لكلّ الايديولوجيات متى احترمت المشروع الحضاري للدولة التحديثية وللقيم التنويرية بما هي قيم مطلقة وسيادية وكونية فهي ضامنة للحقوق الأساسية والحكم الجمهوري التعدّدي الذي يقتضي كلّ اللاءات للفكر السلفي والمنطق الظلامي الذي تروّج له:
قوى خرافية
انتهازية سياسية
عقول أعدّت إلى الماضي
هكذا إذن ندرك الفوارق الجوهرية بين خطاب سياسي يتعالى عن الثقافي وحكم رشيد يجعل من الثقافة سنده على الدوام.
22 سنة من التغيير... 22 سنة من الابداع
* بقلم: محفوظ الجرّاحي (شاعر)
إنّ المقاربة التونسية الشاملة ترتكز بالأساس على المسألة الثقافية التي أولاها سيادة الرئيس المنزلة التي هي جديرة بها ضمن المشروع الحضاري الوطني الذي صاغه بن علي كخيار أساسي لدفع وتعميق حركة التغيير وفق قيم الحداثة والعقلنة في كنف الاصلاح والتضامن والتسامح، ان تعزيز مفهوم التعددية وحق الاختلاف والمواطنة تأصيلا للهوية الوطنية وانفتاحا على قضايا العصر والانسان هي من أهم منجزات ثقافة التغيير بمختلف مضامينها، على أن الواقع اليوم يؤكد ما تحقق للثقافة والمثقفين من مكاسب ومنجزات رائدة شملت مختلف قطاعات الثقافة والابداع والفنون مما مكن بلادنا من أن تصبح فعلا عاصمة أبدية للثقافة والابداع والحداثة والتنوير ورسّخ مفهوم ثقافة الحوار التي أصبحت قاعدة أساسية للتعاطي مع مختلف التحديات وطنيا ودوليا وكونيا لقد آن للمثقفين ان يبادروا بالانجاز والعمل استجابة لمتطلبات المرحلة وفق البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي والداعي الى العمل على جعل تونس منارة ثقافية دائمة تشعّ على الانسانية قاطبة وتسهم من موقع الفعل والتفاعل في البناء الحضاري الانساني العام في كنف القيم الانسانية النبيلة، لقد كانت حركة التغيير فجر السابع من نوفمبر في جوهرها حركة فكرية فلسفية وبالتالي فهي حركة ثقافية تؤمن بالانسان كائنا اجتماعيا منطلقة من همومه ومشاغله لتبدع انماطا فنية وأدبية راقية تبرز انسانية الانسان باعتباره المحور الأساسي لكل البرامج التنموية حتى يتم اسعاده ورقيه وبالتالي رقي وازدهار الوطن والولاء له دون سواه. لقد انجز سيادة الرئيس مفهوما شموليا للثقافة ينطلق من التراث الاصلاحي التونسي وحركة التاريخ لخلق انسان تونسي متجذر في هويته التونسية منفتح على عصر وقضايا الانسان اينما كان.
من هذا المنطلق وجب على أهل الثقافة والابداع ان يواصلوا توشيح صدر الوطن بجميل ابداعاتهم حتى تبقى تونس بحق منارة دائمة للثقافة والابداع وفضاء رحبا للحوار بين الحضارات والثقافات والاديان. ولقد نجحت بلادنا في هذا الصدد أيما نجاح، حيث أصبحت رائدة في مجال الحوار والتثاقف وجسرا متينا للتفاهم بين الدول والشعوب في نطاق احترام الخصوصيات الثقافية للاخر وهكذا يمكن القول اننا دخلنا عصر التميز الثقافي من بابه الكبير بما توفر للثقافة وأهلها من منجزات ومكاسب يطول تعدادها في هذه الورقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.