تونس (وات) تولى الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس السبت تدشين المقر الجديد للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حيث كان في استقباله السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد واعضاء المكتب التنفيذي. وبعد ازاحة الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا بافتتاح المقر الذي شيد بحي الخضراء اطلع رئيس الدولة من خلال لوحات بيانية على مكونات هذا الانجاز ذي الخصوصيات المعمارية العصرية والمجهز بأحدث التقنيات الاتصالية التي تتيح للمنظمة القيام بمهامها في افضل الظروف واداء دورها في تطوير المؤسسة كعنصر اساسي لخلق الثروات والانتاج واذكاء روح المبادرة. وياوي هذا المقر الجديد مختلف الجامعات القطاعية والادارات المركزية للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وقد تعرف الرئيس زين العابدين بن علي على ما يحتويه المقر من قاعات ومكاتب عمل وارشيف تمتد على 6 طوابق الى جانب طابق ارضي يتكون من مركز مؤتمرات متطور بمختلف عناصره. كما اطلع على التنظيم الهيكلي للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الذي يتركب أساسا من المكتب التنفيذي والمجلس الوطني والمجلس الاداري ومجلس الشيوخ والهيئة الشرفية و24 اتحادا جهويا و17 جامعة وطنية تغطي مختلف اوجه النشاط الاقتصادي في تونس. والقى الرئيس زين العابدين بن علي الذي كان محل ترحاب حار وحفاوة كبيرة من قبل اسرة اصحاب الاعمال بالمناسبة كلمة في ما يلي نصها: «بسم الله الرحمان الرحيم أيها السادة والسيدات على بركة الله نفتتح اليوم ابواب المقر الجديد للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. واذ اشكر السيد الهادي الجيلاني رئيس المنظمة على كلمته اللطيفة وما جاء فيها من نبل المشاعر وصدق الالتزام والولاء لتونس فاني اهنىء هذه المنظمة العريقة بانجازها المتميز منوها بالدور الذي تضطلع به مع سائر منظماتنا الوطنية في دفع مسار التنمية وترسيخ السلم الاجتماعية وتكريس منهج الحوار والوفاق بين مختلف الاطراف. ويطيب لي ان احيي بهذه المناسبة كل المستثمرين من تونس ومن الخارج وكافة الصناعيين واصحاب الاعمال والمهن والتجار والحرفيين ومقدمي الخدمات والناشطين في هذه المنظمة على المستويين المركزي والجهوي. كما احيي سائر العاملين في مختلف مواقع البذل والانتاج مكبرا فيهم روح الاجتهاد مقدرا انخراط الجميع في خيارات التغيير واسهامهم الفاعل في دعم مسيرة الاصلاح الشامل ببلادنا في مناخ يسوده التضامن والوئام مشيدا بتجاوبهم البناء مع ما اتخذناه من مبادرات واجراءات متتالية للحفز الى مزيد العمل والتحلي بروح المبادرة والرفع من القدرة التنافسية لمؤسساتنا ودعم طاقات الاستثمار والتشغيل بالبلاد. ان ما انجزناه من اصلاحات عميقة مكن بلادنا من تحقيق نسق نمو تواصل باطراد رغم الصعوبات المناخية والازمات الدولية المتتالية كما مكن اقتصادنا من تحقيق نقلة نوعية تجلت بالخصوص في مؤشرات الاقتراب من اقتصاد الدول المتقدمة وهو ما بوا تونس منزلة مشرفة لدى الهيئات والمؤسسات الدولية المختصة. ولئن كنا مدركين لجسامة التحديات المطروحة علينا اليوم بسبب التقلبات العالمية المتسارعة فاننا واثقون بان بلادنا قادرة بتضافر جهود ابنائها وبناتها وبما تعتمده من مقاربات تقوم على نظرة استشرافية ثاقبة على تجاوز الصعوبات والعراقيل. وقد اتخذنا ما ينبغي اعتماده من احتياطات واجراءات لمواجهة الازمة المالية التي تعصف بالعالم اليوم واتقاء ما يمكن ان ينجر عنها من انكماش اقتصادي عالمي ونحن على يقين باننا سنتجاوز بتضافر جهود الجميع هذه الصعوبات كما تجاوزنا ازمة الارتفاع المشط في اسعار المحروقات والمواد الاساسية والحبوب. اننا نواصل بعزم وثبات مسيرة التنمية المستديمة والشاملة لكل الجهات والفئات في وطننا العزيز مؤمنين بالتكامل بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي باعتباره مبدا راسخا وقيمة ثابتة في سياساتنا وخياراتنا الوطنية هدفنا في ذلك التقدم ببلادنا اشواطا جديدة على درب التطوير والتحديث وغايتنا تامين مقومات الكرامة للمواطن التونسي والارتقاء بجودة حياته حيثما كان. وفي هذا الاطار عملنا على تحسين مناخ الاستثمار واحداث المؤسسات وعززنا دور الجهات في المجهود التنموي واتخذنا عديد الاجراءات لتشجيع المستثمرين على الانتصاب بالجهات الداخلية وبعث المؤسسات الصغرى والمتوسطة وانجزنا الكثير لتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية الاساسية في كل الجهات كما اتخذنا العديد من المبادرات والتدابير واحدثنا الهياكل والاليات لدفع حركة التشغيل الذي يمثل رهاننا الاهم واولويتنا المطلقة. واني اغتنم هذه الفرصة لادعو المستثمرين واصحاب المشاريع والاعمال الى بذل المزيد من الجهود للارتقاء بمستوى التاطير في مؤسساتهم والاسهام في احداث مواطن الشغل على نحو واسع وخاصة لدى حاملي الشهادات العليا ببلادنا. كما ادعوهم الى مزيد الاستفادة مما توفره الدولة من حوافز وامتيازات لبعث المشاريع بالمناطق ذات الاولوية في عملنا التنموي انسجاما مع ما عهدناه فيهم من حسن التجاوب مع خياراتنا الوطنية. ولئن كانت الدولة حريصة على الاضطلاع بمسؤولياتها في هذا المجال وتوفير افضل الظروف لاحداث المزيد من مواطن الرزق فانني واثق بان تنظيماتنا السياسية ومنظماتنا الوطنية وسائر مكونات المجتمع المدني تدرك دورها المهم في تعزيز هذا المسار والتوعية برهاناته ودعم روح المبادرة والتعريف بالفرص المتاحة لمزيد النهوض بالتشغيل. أيها السادة والسيدات أهنىء مرة اخرى الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية باقامة هذا المقر المتميز راجيا لهذه المنظمة العتيدة اطراد التقدم والنجاح ولشعبنا بمختلف شرائحه وفئاته مزيد الازدهار والرخاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وخط رئيس الدولة اثر ذلك كلمة في السجل الذهبي للمقر الجديد للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في ما يلي نصها: «بسم الله الرحمان الرحيم نتولى اليوم على بركة الله تدشين المقر الجديد للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في بناية انيقة شامخة تتوفر فيها كل مقومات العمل والنضال من اجل ان تواصل هذه المنظمة الوطنية العريقة والعتيدة مجهوداتها المحمودة في تعزيز الحوار والوفاق مع غيرها من المنظمات الوطنية المهنية والاجتماعية وفي تجسيم تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي في مقاربتنا التنموية والاسهام في تثبيت مكانة المؤسسة الاقتصادية ودعم قدرتها التنافسية لكسب رهانات الاستثمار والتصدير والتشغيل والاندماج في الاقتصاد العالمي بثقة واقتدار. واتوجه بهذه المناسبة بالتحية والتقدير الى كل الصناعيين واصحاب المال والاعمال والمهن والتجار والحرفيين ومقدمي الخدمات وسائر الناشطين في منظمتكم على المستويين المركزي والجهوي وفي نطاق مختلف الجامعات وهياكل المساندة منوها بحيوية الجميع ومثابرتهم على مزيد العمل والاجتهاد حتى نحقق الرفاه لشعبنا والمناعة لبلادنا والله الموفق». وكان السيد الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد توجه بكلمة لرئيس الجمهورية اعرب له فيها عن بالغ مشاعر فخر واعتزاز كل افراد الاسرة الموسعة لاصحاب الاعمال بتفضل سيادته تدشين المقر الجديد للاتحاد وتقديرهم كصناعيين وتجار وحرفيين ومسدي خدمات لهذه اللفتة الكريمة ولما وجدوه من مساندة وتشجيع ودعم من قبل رئيس الدولة في كافة مراحل انجاز هذا المشروع واضاف ان تدشين هذا المقر الجديد الذي يمثل صورة لما بلغته تونس من تطور ورقي ويعكس ما توليه البلاد من اهمية للشان الاقتصادي الوطني سيكون خير دافع لمواصلة العمل والكد والبذل والعطاء من اجل كسب التحديات المستقبلية وخاصة منها المتعلقة بالتشغيل والاستثمار وبعث المؤسسات وتجسيد خيار التنمية الجهوية. وذكر بمبادرة رئيس الدولة برد الاعتبار للمؤسسة ولاصحاب الاعمال منذ الايام الاولى للتغيير مؤكدا ان الاحداث والمتغيرات العالمية الراهنة اثبتت سداد راي سيادة الرئيس وبعد نظره وهو مايرسخ اليقين بان خياراته وتوجهاته كانت ولاتزال الضامن لنجاح البلاد وخير ارضية مهدت لتونس السبيل لترتقي مراتب جديدة على درب الحداثة والتقدم ولتحقق انجازات ومكاسب باهرة في كل المجالات. ولاحظ ان الاتحاد جعل من برامج رئيس الدولة المستقبلية مراجع اساسية لعمله منها يستلهم مبادراته ومشاريعه وبها يهتدي لاتخاذ الموقف السليم الذي يغلب دوما مصلحة تونس قبل كل شيء. واكد رئيس منظمة الاعراف ان الاسرة الموسعة لاصحاب الاعمال كانت في مقدمة القوى الحية بالبلاد التي ناشدت الرئيس زين العابدين بن علي بالاجماع خلال مؤتمرها الاخير الترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2009 وهي تجدد التعبير عن كبير امتنانها واعتزازها باستجابة سيادته لنداء الواجب لمواصلة قيادة تونس وتامين نجاح مسيرتها التنموية المظفرة.
