تونس الصباح أثلج القرار الرئاسي القاضي بالتخفيض استثنائيا هذا الموسم في أحد عناصر سلم التعيير الجديد للحبوب الذي دخل حيز التنفيذ بداية من هذه السنة صدور منتجي الحبوب وبدد حيرتهم واستياءهم من وضع التشدد الذي اتسمت به بعض المعايير في مستوى سعة مجالات التسامح لتزامن تطبيق هذا السلم مع الظرف الاستثنائي الذي اتسم به سير موسم الزراعات الكبرى وما افرزه من امراض فطرية انتشرت بمعظم المزارع لم يقدر عديد الفلاحين الصغار على مكافحتها بالمداواة ومجاراة النسق المطلوب لهذه العملية. وينص القرار على «التخفيض من التنقيصات الموظفة على عنصر التفرقع الى حدود 50% الى جانب ايقاف العمل بالتنقيصات الموظفة على عنصر الشوائب الجملية». وطبعا لا يتسنى لغير أهل الاختصاص والمهنة فهم واستيعاب جوهر وابعاد هذا الاجراء بحكم اطلاعهم على شروط سلم التعيير الجديد.. لكنه حتما سيذلل عديد المخاوف والتردد الذي سيطر على عدد من الفلاحين جراء ما اتسمت به المعايير المقرة من مقاييس قد تكون مقبولة ومعقولة لحث المزارعين على تحسين المردودية والجودة في ظروف سير المواسم بصفة عادية، الا انها في مثل العوامل المناخية المسجلة هذه السنة وما ألحقته من اضرار وامراض بمزارع الحبوب خاصة في صنف القمح الصلب بدت هذه الشروط متشددة ومتصلبة تجاه الفلاحين ستحد حتما في حال العمل بها من مداخيل عائداتهم من بيع محاصيلهم وهو ما جعل عددا منهم لا يتشجع على تقديمها. وفي انتظار ان تتوضح تفاصيل هذا الاجراء في منشور توضيحي وتطبيقي يتوقع ان يصدر اليوم، افادنا مسؤول جهوي بالمنظمة الفلاحية في تعليق أولي عن ارتياح الفلاحين للقرار لما تكبدوه هذا العام من كلفة ثقيلة للمداواة لم تحل دون انتشار عنصر تفرقع حبات القمح بسبب الامطار المتأخرة والرطوبة العالية الى جانب صعوبة القيام بالمداواة في الابان لفقدانهم الامكانيات اللازمة مما انعكس على جودة لا يستهان بها من المحاصيل التي تراوحت جودتها بين المتوسطة والمتردية وفق مصدرنا الذي اعتبر القرار الاخير مساندا للفلاحين الذين كابدوا كثيرا هذا الموسم ومراعيا لخصوصية الوضع الاستثنائي لقطاع الزراعات الكبرى بما يقلص من ضغط مقاييس الجودة بسلم التعيير الجديد بالنسبة لمادة القمح الصلب وتوخي المرونة اللازمة في التعامل بهذا السلم في مستوى عنصر التفرقع باعتبار انه كلما كانت نسبة التفرقع عالية الا واثر ذلك آليا على السعر العام لقبول الحبوب بعد تعييرها. كما ان بروز ظاهرة الشوائب في الحبوب يشكل بدوره معيارا لتقييم جودة المنتوج وبالتالي تحديد سعر قبوله. ولئن يحدد السلم الجديد اصناف الشوائب حسب تفسيرات ومعايير دقيقة فان المقصود بالشوائب الجملية التي تم اعفاؤها من التنقيصات المقرة هذا العام بصفة استثنائية تلك التي تشمل الحبوب المكسرة والمبقعة والنابتة الى جانب الشوائب من الحبوب والشوائب المختلفة، وبحكم تواجد هذا العنصر بضراوة في محاصيل هذا العام فقد تم اذن اقرار توقيف العمل بالتنقيصات او الخصم الموظف على هذا العنصر في مادة القمح الصلب حماية لمستوى دخل الفلاح والوقوف الى جانبه في الفترات الصعبة.