- شدّد رئيس النقابة التونسية للفلاحين ليث بن بشر على استعجالية مطلب مراجعة بعض مقاييس سلم تعيير القموح ومنها أساسا الوزن النوعي والتفرقع والشوائب الجملية وحذف التنقيصات المضاعفة لما يمثله اعتماد الصيغ الحالية من سيف مسلط على أعناق منتجي الزراعات الكبرى يهدد مداخيلهم عبر سحب باليسرى ما يمنح باليمنى في إشارة إلى السعر المرجعي للحبوب عند الإنتاج الذي رغم تعديله النسبي حال سلّم الجودة المعتمد منذ 2007دون بلوغ سقفه الأعلى من قبل أغلب المنتجين. وأورد بن بشر في حديثه ل»الصباح» أنّ ما يعيبه جموع الفلاحين على المعايير المضمنة بالنص المرجعي لسلم التعيير مجانبتها الإنصاف والعدل في ضبط المعايير وتحميل الفلاح وزر عوامل تخرج عن نطاقه عند تقييم جودة القموح ليتحول السلم إلى وسيلة عقاب بدل أن يكون وسيلة مكافأة لكل من ثابر وكابد من أجل جودة منتوجه. ما يستوجب في نظره التعجيل بالمراجعة قبيل انطلاق موسم حصاد 2012 خاصة أن النص المعتمد دخل عامه الخامس. وفي معرض تفسيره لهذا الموقف استند المتحدث إلى ما يمثله مقياس الوزن النوعي على سبيل الذكر من حيف في حق المنتجين بعد تنقيحه ما أفرز احساس بالتجني على الفلاح وعدم الإنصاف عند ضبط حد أقصى للوزن النوعي ب80بالمائة في تونس مقابل 78بالمائة كمعيار عالمي مع التخلي عن «مكافأة»الجودة في المنتوج الذي يفوق السقف المحدد والتمسك باحتساب التنقيص عند النزول عن النوع الأقصى. وفي السياق ذاته لفت رئيس النقابة الفتية الإنتباه إلى أنّ المعايير الدولية سائرة نحو التخلي على معيار الوزن النوعي لصالح معايير أكثر دقة تأخذ بالإعتبار نسبة البروتينات والشوائب ولون الحبة.. وبالنسبة لمقياس التفرقع الذي طالما شكل مصدر مؤاخذة من الفلاحين طالب بن بشر بإعادة النظر في فحواه خاصة أن دراسة علمية معترف بها بينت أن تسجيل نسبة تفرقع إلى حدود 50بالمائة لا تأثير لها على نوعية الطحين المستخرج من القمح الصلب وهو ما يستوجب أخذه بالإعتبار عند مراجعة السلم وذلك بالتخلي عن معيار التفرقع واختياراحتساب نسبة البروتيين في القمح حسب التوجه العالمي المعتمد. أمّا المعيار الثالث المطلوب مراجعته من المهنة فيتعلق بعملية احتساب الشوائب بالدعوة الملحة إلى التخلي عن احتساب التنقيص - كما هو هو الحال راهنا- فصلا فصلا ثم احتسابه على مجموع الشوائب ما يجعل التنقيص مضاعفا على كل عناصر الجودة وبالتالي يتعين تفادي الجمع حتى لايؤخذ المنتج بذنب مرتين. الفيضانات تزيد الطين بلة تعتبر الأوضاع المناخية من أبرز العوامل المؤثرة في احتساب سلم التعيير وبالنظر إلى خصوصية الموسم الحالي وما ساده من تقلبات مناخية يتوقع المتابعون للقطاع الفلاحي أن يكون تأثيرها ملحوظا في بعض مقاييس الجودة رغم أنها تخرج عن نطاق الفلاحين وهو ما يعزز حسب مصدرنا- موقفهم ومطلبهم الشرعي في مراجعة السلم هذه الفترة انصافا للمزارعين. وكان المتحدث عرج على ما اعتبره اخلالات في عملية رفع العينات وطرق تحليلها وافتقاد بعض مراكز التجميع للمعدات اللازمة للتعيير داعيا إلى أن يكون الفلاح على بينة من مختلف مراحل وطرق التعيير المعتمدة بوضع معلقاتها في مكان بارز للعيان. فخ السلم وباستفساره عما إذا كانت مراجعة أسعار الحبوب عند الإنتاج ستطرح هذا الموسم أيضا أشار ليث بن بشر إلى أن الترفيع في السعر حسب مقتضيات الكلفة الحقيقية أمر مشروعومفروغ منه إلا أنه يعتقد أن الترفيع في السعر أو الإبقاء عليه فيه مغالطة واضحة في حال مواصلة اعتماد السلم الحالي بهناته ونقائصه المذكورة لما يمثله من تعسف في حق أغلب المزارعين في التمتع بالسعر الحقيقي المقترح وبالتالي مالم يقع تدارك المآخذ المشار إليها لن يجدي أي ترفيع في الأسعار نفعا ولن تتدعم مداخيل المزارعين . لجنة وطنية حول موقف وزارة الفلاحة من مطلب إعادة النظر في مقاييس التعيير نذكّربأن ممثلة ديوان وزير الفلاحة أمال النفطي كانت صرحت في لقاء إعلامي دوري انتظم في شهر مارس المنقضي أنه « لا مانع من مراجعة سلم التعيير الذي لم يكن محل إعادة نظر منذ 2007.وقد قامت الوزارة بتركيز لجنة لتقديم مقترحات لسلم التعيير « كما علمنا من مصادر مطلعة أن اللجنة الوطنية المكونة من عديد الأطراف بصدد تدارس الموضوع والنظر في المقترحات المقدمة. ومن المرجّح أن تنتهي أشغالها خلال منتصف أفريل الجاري. منية اليوسفي