الازمات تفرز ظواهر ومفاجآت وطرائف بالجملة .. ولعل من أطرف ما كشفته الصحافة الالمانية أن من بين نتائج الازمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية عودة الاقبال على كتب الثنائي كارل ماركس وفريديريك أنجلز.. أبرز منظري الشيوعية والماركسية في القرن التاسع عشر.. والمرجع العقائدي السابق للمعسكر الاشتراكي العالمي.. وحسب مدير مؤسسة نشرألمانية فان الكتاب الاكثر مبيعا لديه هذا العام هو كتاب «رأس المال» الذي ألفه كارل ماركس وفريدريك أنجلز عام 1867... وقدما فيه نظريتهما الشهيرة عن نهاية الرأسمالية و صراع الطبقات .. وقد أعلن الناشر الالماني أن عدد نسخ كتاب «رأس المال» التي باعها كان عام 2005 نحو 500 نسخة بينما تضاعف العدد 3 مرات هذا العام ..واعتبر العودة الى قراءة مؤلفات ماركس «موضة» انتشرت في صفوف الشباب لانه «لا يشعر بالاطمئنان» للنظام الراسمالي العالمي الحالي .. والمعروف أن الفيلسوف الالماني كارل ماركس ألف العديد من المؤلفات.. الا أن كتاب «رأس المال» الذي لخص نظريته المتعلقة بالرأسمالية وتعارضها مع مبدأ اجور العمال هو الذي أكسبه شهرة عالمية.. قبل أن تتعرض نظريته ومؤلفاته الى نقد لاذع من قبل جل الفلاسفة والاقتصاديين وعلماء الاجتماع والتاريخ في العالم أجمع ..بدءا بتلامذته ومعتنقي نظريته ..الذين سموا أنفسهم لاحقا «الماركسيين الجدد» «Les neo Marxistes» ولا أعتقد أن المجال يسمح بالدخول الان في هذا المقال في جدل بيزنطي حول صلاحية كتب ماركس التي تجاوزها الزمن لانها كانت نتيجة أوضاع خاصة عاشها المفكر أواسط القرن التاسع عشر.. في مرحلة الثورة الصناعية الاولى ..وقبل الموجات الاستعمارية والرأسمالية الحديثة .. لكن بالرغم من اندلاع الازمة الحالية بعد قرن ونصف عن كتابات ماركس وانجلز ورفاقهما.. قد يكون مفيدا بل ضروريا تخصيص فقرات أكبر في برامج الفلسفة والتاريخ والاقتصاد وعلم الاجتماع لاعطاء فكرة للاجيال الجديدة في تونس ..عن الماركسية وغيرها من المدارس التي أثرت في العالم خلال القرن الماضي ..