سوسة - الصباح: يجب استغلال الازمة المالية لدفع برنامج الاتحاد من اجل المتوسط اذ على الجانب الاوروبي النظر الى منطقة جنوب المتوسط كبوابة خروج من الازمة التي شدت النمو الاقتصادي نحو الوراء ليدخل مرحلة الانكماش دون وضوح للمدة التي قد يستغرقها هذا الوضع قبل ان تجد اقتصاديات البلدان المتقدمة وخاصة الأوروبية المنفذ. ذلك ابرز ما جاء على لسان اغلب المتدخلين في الجلسة العامة الأولى لايام المؤسسة في دورتها 23 حول «المؤسسة والاتحاد من أجل المتوسط المقاربات من اجل مستقبل جديد». وافاد فيليب دي فونتان فيف نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار بان منطقة جنوب المتوسط تقدم فرص وافرة العدد للاعمال وتنشيط الاقتصاد بالنسبة للاتحاد الأوروبي حيث من المخول ان تغير الازمة الاقتصادية الحالية النظرة الاوروبية للمنطقة المتوسطية عموما. ويهدف برنامج الاتحاد من اجل المتوسط الذي جاء ببادرة من فرنسا الى اندماج بلدان المتوسط وخلق تكتل اقتصادي للمنطقة حيث افاد جون بيار رافاران وزير اول فرنسي سابق بان هناك ارادة سياسية فرنسية قوية لانجاح هذا البرنامج. من جانبه، بين عمر قباج مستشار لدى الملك محمد السادس ملك المغرب بان على المغرب العربي ان يكون موحدا ومتماسكا لانجاح برنامج الاتحاد من اجل المتوسط، مع العلم بان الاتحاد الاوروبي لطالما لامت بلدان جنوب المتوسط على تقاعسها في الاندماج فيما بينها لخلق سوق استهلاكية موسعة وخاصة بلدان المغرب العربي لكي يتم فتح افاق واسعة امام فرص الاعمال بين الاتحاد الأوروبي وجنوب المتوسط ودفع مسار برشلونة للتقدم. ودعا سيد أحمد غزالي وزير اول جزائري سابق في هذا السياق الى العمل على خلق مصالح اقتصادية مشتركة ثنائية ومتعددة الأطراف بين بلدان المتوسط للتغلب على عديد المصاعب التي تعيق اندماج المنطقة المتوسطية وبذلك قد تقف دون نجاح برنامج الاتحاد من اجل المتوسط. وفي اطار تنشيط اندماج بلدان جنوب المتوسط فيما بينها وخاصة بلدان المغرب العربي صرح عمر قباج بان اعادة فتح الحدود المغربية - الجزائرية من اولويات المغرب حاليا بهدف دفع الاتحاد المغاربي نحو الامام. ومن الجهة الاوروبية افاد خواو غوميز ايستيفيس رئيس الاتحاد الصناعي البرتغالي بان رجال الاعمال الاوروبيين وخاصة البرتغاليين لا يميلون الى الجلوس على طاولة النقاش مع نظرائهم من جنوب المتوسط للبحث في فرص الأعمال التي يمكن انشاءها بين الطرفين وذلك رغم وجود مشاريع شراكة ناجحة في هذا السياق ولكن ذلك غير كاف لدفع رجل الأعمال الاوروبيين للاهتمام باسواق جنوب المتوسط. وفي المقابل ابدى غوميز استعداده لقبول قائمة مقترحة من رجال الأعمال ببلدان جنوب المتوسط للتعرف على فرص الأعمال مع البرتغال، على غرار وفد رجال الأعمال التونسيين الذين سيتم استقبالهم بالبرتغال في الفترة القادمة لدراسة القطاعات الاقتصادية الكفيلة بانجاح اعمال مشتركة.