فيما تنظم في العالم أجمع تظاهرات طبية وتثقيفية متفرقة على هامش اليوم العالمي لمكافحة السيدا (الايدز) رفضت غالبية شعب سويسرا مشروعا عرض عليه للاستفتاء بشان إلغاء العقوبات ضد مستهلكي المخدرات "الحلوة" (أو الخفيفة) مثل "الكانابيس".. أي القنب الهندي (أو "الزطلة" و"الحشيش" الخفيف).. نسب الرفض كانت كبيرة وبلغت في بعض المقاطعات اقصاها حوالي ثلاثة ارباع المشاركين في الاستفتاء.. من أسباب اعتراض السويسريين على التسامح مع المخدرات الخفيفة (اسوة بهولندا مثلا) تقييمات طبية اكدت انتقال نسبة كبيرة من مستهلكيها الى المخدرات الاخطر مثل الهيرويين والكوكايين والاقراص المحظورة.. ومن ابرز الاسباب التي قدمت تسبب استهلاك المخدرات في انتشار افة السيدا.. وداء نقص المناعة القاتل.. هذا القرار الشعبي صدر رغم الفضاءات المخصصة علنا في بعض الساحات العامة في بعض المدن السويسرية لمستهلكي المخدرات.. والتي تغض فيها مصالح الامن السويسرية الطرف عن الاستهلاك.. لعدة اسباب من بينها معرفة اسماء مستهلكي المادة المحظورة.. ومراقبتهم للكشف عن مزوديهم وتجار المخدرات لالقاء القبض عليهم ومحاكمتهم بصرامة.. وفي العالم العربي بدأت نسبة الاصابات بفيروس نقصان المناعة ترتفع.. وتضاعف معها مرارا عدد مستهلكي المخدرات بانواعها.. حسب دراسات اعدتها الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.. فلا داعي اليوم لاعتماد منطق النعامة.. والزعم بان مجتمعاتنا العربية الاسلامية "محافظة".. وسليمة من آفات العصر ومن بينها السيدا وتعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع فيها.. لا بد من توجيه ألف تحية تقدير الى الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري ومصالح وزارتي التربية والصحة على جهودها التي لا تتوقف لنشر الثقافة الجنسية والطبية في صفوف الشباب والمرضى من الجنسين في كامل البلاد.. منذ عقود.. لكن تلك الجهود على اهميتها لا تكفي وحدها.. فعسى أن تخصص كل المصالح الادارية والوزارات وآلاف الجمعيات غير الحكومية التونسية جانبا من نشاطها للحوار مع الشباب في محلات الدراسة والعمل وفي المقاهي والفنادق السياحية.. حول مشاغله الجديدة.. وبذل جهود أكبر لصرفه عن المخدرات وتحذيره من السيدا.. حرصا على سلامته.. وعلى سلامة المجتمع والبلاد..