تونس الصباح: تشهد مصالح الديوان الوطني للسياحة لاطلاق حملة ترويجية للسياحة الداخلية وذلك خلال الفترة المتراوحة بين 10 و16 ديسمبر الجاري، أي قبل حلول عطلة الشتاء. وتهدف هذه الحملة التي تعد الثانية من نوعها من حيث حجم التمويل الذي يرصد لها وكذلك الاهتمام والطرق الترويجية المعتمدة بالتركيز على جهات سياحية بعينها ومنتوج سياحي بعينه التعريف ومحاولة شد السائح التونسي الى زيارة الوجهة الصحراوية اضافة الى منطقتي طبرقة وعين دراهم. يذكر أن الحملة الترويجية الاولى نفذت قبل الموسم السياحي الصيفي وشملت التعريف بالوجهات الساحلية. وتقول مصادر الديوان الوطني للسياحة أن الاعتمادات المرصودة للجزئين الأول والثاني من هذه الحملة الترويجية يبلغ حوالي 150 ألف دينار والهدف منها تحسين نسب السياحة الداخلية التي لاتزال بعيدة عن الغايات المنشودة في ظل انحصار مساهمة السياحة الداخلية في مجموع الليالي السياحية المقضاة في النزل في حدود 8% مع الاشارة الى أن البرامج المرسومة تهدف الى بلوغ 15% على الأقل مع نهاية السنة المقبلة.. فهل تنجح مثل هذه الحملات في الترفيع من حضور السائح التونسي في منشآتنا السياحية؟ ارتفاع ب2% تشير المؤشرات الاحصائية الى ارتفاع طفيف في حدود 2% في نسبة الليالي السياحية المقضاة في النزل من قبل السائح التونسي خلال الموسم الحالي وتعزى المصادر الرسمية ذلك الى جملة من الاجراءات المتخذة مؤخرا لدعم السياحة الداخلية على غرار الحملات الترويجية وتركيز منظومة أماديوس للحجز ببادرة من جامعة وكالات الأسفار الى جانب الشروع مؤخرا في تنفيذ تجربة «الصك السياحي» لتمكين العائلات التونسية من مصدر تمويل لقضاء عطلهم.. توقعات السنة المقبلة بشأن السوق السياحية الداخلية تشير الى امكانية تحسن نسب مساهمة السياحة الداخلية لاسيما في ظل حديث البعض عن التوجه نحو دعم تواجد السائح التونسي في منشآتنا السياحية خلال الموسم المقبل بسبب توقع تراجع اقبال السياح الأجانب جراء الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.. وهو توجه تم اللجوء اليه سابقا في حين يمر القطاع السياحي بأزمة الى درجة أن صفة «السائح التونسي سائح الأزمات» لم تمح من تفكير الكثيرين.. امكانيات السائح التونسي في الوقت ذاته لا يعول شق آخر على ان ترتفع نسب السياحة الداخلية خلال السنة المقبلة أو ان يكون لها دور يذكر في التخفيف من حدة انعكاسات الأزمة العالمية على القطاع السياحي في بلادنا وذلك بسبب عديد العوامل لعل أهمها امكانيات السائح التونسي التي قد لا تخول له أن يكون البديل للسائح الأجنبي، كما أن مصالحة التونسي مع منشآتنا السياحية لم تتبلور بعد بالشكل المطلوب لأن التونسي لايزال يتعرض لتمييز في المعاملة بينه وبين السائح الاجنبي من حيث الاسعار والخدمات.