عاش جمهور المسرح الأثري بقرطاج ليلة السبت الفارط افتتاح الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي السهرة كانت عبارة عن أطباق فنية متكاملة جمعت بين الموسيقى والشعر والرقص كما أنها لم تغيب جانب الفرجة وقد وقع توظيف لفيف عن المقومات الجمالية واخضاعها الى روح ابداعية تجمع بين الامتاع والمؤانسة وقد وقع استغلال كل الركح ليكون فضاء لقاء بين لهجات تعبيرية مختلفة ومتنوعة هذا العرض اختار المشرفون عليه ان يكون تحت عنوان أصوات تونس، تضمّن أنساقا سينوغرافية جسدها اكثر من 200 فنان تونسي، أصوات تونس كان نبشا في التراث بلهجاته وموسيقاه وأزيائه دون إغفال جانب الفروسية والروح العربية الصحراوية الأصيلة. جولة في خزائن المناطق المختلفة في الجمهورية وسفر في أروقة الذات بمختلف أوجهها وتوجّهاتها. وقد انقسمت السهرة في عمومها الى سبع لوحات كان للشعراء الشعبيين فيها حضور لافت بفضل ما قدموه من أشكال ورؤى فنية وكانت كل اللحظات الإبداعية قائمة على خيط واصل يقودها في اطار تاريخي مخصوص. أصوات تونس عرض ينبش في الذّاكرة ويهتم بالموروث المعيش والشفوي نرجو ألاّ يقبر كغيره من الانتاجات التي كانت خاصة بمهرجان قرطاج الدولي والتي حضرت مرّة واحدة ثم غابت تماما عن الساحة.