تخاصم مع مخمورين استفزّاه...ثم أوهماه بالاعتذار وطعناه الأسبوعي- القسم القضائي: شيّعت عائلة الهمامي ورياضيو نادي الشيمينو خلال الأسبوع الفارط جثمان لاعب كرة القدم بلال الهمامي (20 سنة) الذي غيّبه الموت إثر تعرضه للطعن من قبل نفرين ألقي القبض على أحدهما في نفس الليلة التي جدت بها الجريمة بالأحواز الجنوبية للعاصمة فيما ضبط الثاني بعد يوم واحد من مواراة المأسوف عليه الثرى بمسقط رأسه. فماذا حصل؟ وماهي دوافع هذه الجريمة التي استهدفت لاعب كرة قدم كان يرنو لتحقيق مسيرة رياضية طيبة؟ وماهي ملابساتها؟ «الأسبوعي» سجلت حضورها بمنزل المأسوف عليه وتحدثت إلى شقيقته الكبرى خولة باعتبار أن والدته كانت تحولت يومها إلى مقر فرقة الشرطة العدلية بسيدي البشير للادلاء بأقوالها. المأسوف عليه دفن في نفس اليوم الذي دعي فيه لاجراء اختبار شغل بلال أجرى اختبارا ناجحا مع حلق الوادي وفريقه رفض تسريحه فانقطع عن التمارين وظل يتدرب على انفراد لاعب واحد تقول محدثتنا أنها كانت تعيش رفقة شقيقها ووالدتها وبقية الإخوة في كنف الطمأنينة في غياب الوالد الذي توفي قبل نحو 11 سنة... وتضيف: «لقد انضم بلال إلى جمعية نادي الشيمينو منذ سنوات ومرّ بعدة أصناف وكان يجهد نفسه ليكون دائما في المستوى وفي بداية الموسم الرياضي الحالي أجرى اختبارا ناجحا مع نجم حلق الوادي والكرم غير أن إدارة ناديه الأصلي رفضت تسريحه فقرّر الانقطاع عن التمارين لمدة عامين ليتسنّى له لاحقا الانضمام إلى ذلك الفريق». وذكرت خولة أن شقيقها رغم بطالته الكروية فقد كان يتدرب على انفراد باستمرار وكان يساند معنويا زملاءه بنادي الشيمينو ويحضر لقاءاتهم «فهو لاعب واعد تكهّن له الجميع بمستقبل كبير في كرة القدم حتى أن أحدهم عرض عليه فكرة التحول إلى النادي الافريقي بعد انقضاء العامين» - تتابع الشقيقة الملتاعة- «ولكن العمل الاجرامي الذي استهدف له من قبل شخصين وضع حدّا لأحلامه». دفن يوم الاختيار وتضيف خولة: «في صباح يوم الجريمة توجه إلى إحدى الشركات بالبلفيدير بحثا عن عمل بعد عثوره على عرض شغل أثناء مطالعته لإحدى الصحف وقد طلب منه العودة بعد يومين لاجراء اختبار ولكن في ذلك اليوم وعوض أن يتحول إلى مقر الشركة حملنا نعشه إلى مثواره الأخير». (تبكي هنا خولة بكاء مرّا على رحيل شقيقها الذي يصغرها بثلاثة أعوام فقط وكان بمثابة «رجل البيت»). غدرا به وعن أطوار الجريمة تقول: «بعد عودته من مقر الشركة أعلمني بأنه لن يدّخر جهدا لإسعاد العائلة وإسعادي أنا شخصيا باعتباري أستعدّ للزواج... قال لي «سأعمل وأضحي لأجمع لك المبلغ المالي الذي يكفي للاحتفال بعرسك» ثم غادر البيت باتجاه منزل جدي ثم رابط بالحي وبينما كان واقفا قرب عمود كهربائي توقفت دراجة نارية كان يستقلّها شابان مخموران وراحا يستفزانه حتى غضب فأصاب كل واحد منهما بلكمة طرحا إثرها أرضا فتحاملا على نفسيهما وغادرا المكان ولكنهما عادا لاحقا وأوهماه بالاعتذار منه وما أن اقترب منه الأول لمصافحته حتى فاجأه الثاني بطعنة في الصدر ولاذا بالفرار». إيقاف المشتبه بهما وذكرت خولة أن ابنة عمتها تابعت تفاصيل الجريمة وكيف أجرى بلال مكالمة هاتفية مع صهره يعلمه فيها بتعرضه للطعن «ولكن أثناء نقله إلى المستشفى فارق الحياة وكانت آخر كلماته «يا بابا وخي» وقد تولى أعوان فرقة الشرطة العدلية بسيدي البشير البحث في القضية وتمكنوا من إيقاف المظنون فيهما تباعا». صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: