تونس الصباح مرة اخرى يلتهم «غول الحرقان» ارواح شباب غامروا بحياتهم ولم يرتدعوا من تجارب غيرهم ولم يؤمنوا بان «الحرقان» يساوي الموت. فخلال الليلة الفاصلة بين 18 و19 جانفي الجاري كان للبحر موعد مع 35 شخصا خرجوا على متن مركب صيد من جهة المرسى بعدما قرروا الابحار خلسة الى البلاد الايطالية، ويبدو وحسب المعلومات الاولية ان المركب مسروق وقد ركبه الجميع وجلهم في عمر الشباب وبعدما ساروا مسافة لا بأس بها في المياه الاقليمية التونسية اصطدم المركب بحجر ورغم ذلك لم يكترث «الحارقون» وواصلوا الابحار وكان همهم الوحيد بلوغ البلاد الايطالية ولكن المركب لم يتحمل العطب الذي اصابه فتسربت اليه المياه شيئا فشيئا وعندما احسّوا الاشخاص الذين كانوا على متنه بالخطر وبان المركب بدأ يغرق شرعوا في طلب النجدة، ولكن نظرا لبعد لامسافة لم يتفطن اليهم احد. 5 اشخاص تمكنوا من العودة سباحة افادت المعطيات الاولية انه وحين بدأ المركب يغرق القى 5 اشخاص من بين «الحارقين» بانفسهم في البحر وتمكنوا من العودة سباحة الى المرسى وقدرت المسافة التي قضوها سباحة بميلين وبوصولهم كانوا بحالة نفسية وصحية سيئة ورغم ذلك تمكنوا من اعلام اعوان الارشاد البحري بما حدث واخبروهم بوجود 30 شخصا على متن المركب الذي غرق ومن ثمة وقع نقل الخمسة اشخاص الى مستشفى سيدي داود وحسب المعلومات الاولية فقد وقع اخضاعهم للعلاج وحالتهم مستقرة الى الآن. ومن جهة ثانية باشر اعوان حرس البحرية وخفر السواحل البحث عن الاشخاص الثلاثين الذين ظلوا على متن المركب الذي غرق وتمكنوا انقاذ 4 آخرين وواصلوا اجراء عمليات التمشيط. والى حد كتابة هذه الاسطر فقد بقي 26 شخصا في عداد المفقودين. مفيدة القيزاني