تونس - الصباح : اعتبر السفير البريطاني كريس اوكوناور ان ما حدث في غزة شكل كارثة بكل المعايير موضحا ان الكارثة تتجاوز حدود الارقام والاحصائيات التي تنشرها الصحف يوميا عن الضحايا والمصابين ولكنها كارثة على مستوى المنطقة قد تتضح اكثر في المستقبل. وخلال اول لقاء له كان اشبه بلقاء تعارف مع عدد من ممثلي الصحافة الوطنية بعد توليه مهامه في تونس خلفا للسفير الان غولتي ابدى اوكوناور استغرابه من الاعتقاد السائد في الاوساط الصحفية بغياب أي دور فاعل لبريطانيا وللمبعوث البريطاني للرباعية توني بلير طوال الاسابيع الثلاثة من الحرب الاسرائيلية المفتوحة على غزة وقال" لم اكن اعلم من قبل ان جهود بريطانيا في هذه الازمة بقيت مجهولة". وشدد على ان الديبلوماسية البريطانية ومنذ الساعات الاولى للهجوم نددت باستمرار العنف على غزةو بادرت الى المطالبة بوقف اطلاق النار وكثفت مساعيها في مجلس الامن الدولي لتحقيق ذلك الا انه اشار في ذات الوقت الى ان القرار لم يطبق في حينه ولم يقع احترامه واوضح ان بريطانيا اعلنت خطة عمل للمساهمة في اعادة اعمار القطاع المدمر. وخلال النقاش الذي دار مع السفير البريطاني قال ان النظام الديموقراطي الاسرائيلي القائم على التحالفات معقد جدا وان المشهد السياسي الاسرائيلي اليوم لن يكون نفسه خلال الاشهر الستة القادمة وقال ان لاسرائيل حساسية ازاء الراي العام الدولي. وتوقع السفير البريطاني ان يواجه ملف الاتحاد مزيدا من الجمود بعد الحرب على غزة وقال ان الاتحاد من اجل المتوسط يشمل الكثير من الايجابيات ويمكن ان يقدم الكثير للمنطقة سواء تعلق الامر باوروبا او بدول الضفة الجنوبية للمتوسط واعتبر بان المبادرات الاقتصادية وحدها لا تساعد على اعادة بناء جسور الثقة المطلوبة الا انه اعرب عن اعتقاده بضرورة استمرار الجهود في هذا الاتجاه من اجل اعادة تفعيل المبادرة العربية. وعرض السفير البريطاني الى تصريحات وزير الخارجية البريطاني بشان مفهوم الحرب على الارهاب واعترافه قبل ايام بفشل الخيارات المطروحة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر موضحا انتصريحات ميليباند ترجمت خطا وانه لا تعني تغييرا كبيرا في السياسة البريطانية بشان الحرب على الارهاب ملاحظا ان بريطانيا كانت توقفت ومنذ سنتين عن استعمال بعض العبارات وبدات تتفادى مفاهيم مثل الحرب على الارهاب وغيرها مشددا على ان الارهاب تهديد كبير وان الرد على هذا التهديد يكمن في معرفة جذور هذه الظاهرة وقال ان الارهاب ليس عدوا تقليديا منظما ولكن تكتيك مثل كل التكتيكات التي تعتمد العنف وانه من الضروري فهم كل الاسباب والدوافع المؤدية الى ذلك وبحث اسباب الاحباط والياس والترابط بين كل ذلك وشدد على ضرورة فهم الظاهرة للتصدي لها والوقاية منها ولكن ليس باعلان الحرب على مثل هذا التكتيك وقال اذا لم نكن واضحين حول الخيارات فلا يمكن مواجهة التحدي واذا كان السفير البريطاني قد تجنب الخوض في اسباب ودوافع الحرب على العراق ولفرزته حتى الان فقد اضاف بان بلاده لم يسبق لها مطلقا ان ربطت الحرب على العراق بالحرب على الارهاب وان هناك اتفاق اليوم على ضرورة بذل كل الجهود لمساعدة هذا البلد على تجاوز كل التحديات والصعاب... وقال اوكوناور ان الازمة الاقتصادية وتداعياتها تبقى خطيرة لكنه توقع ارتفاعا في حجم الاستثمارات البريطانية في تونس واشار الى ان التجربة اثبتت ان علاقات التعاون بين البلدين جيدة جدا وان عدد السياح البريطانيين المتوافدين على تونس والذي سجل في السنة الماضية 300 الف زائر مؤشر مهم وان سجل تراجعا واشار الى تعدد مجالات التعاون الاقتصادي والاداري والامني والثقافي وفي مجال الطاقة والى المزيد من التعاون في مجال تعليم اللغة الانجليزية على مختلف المستويات التعليمية ,يذكر ان كريس اوكوناور عين سفيرا بتونس في نوفمبر الماضي وهو اول تعيين له في هذا المنصب قد سبق له العمل نائب رئيس البعثة البريطانية في بيروت كما تولى ادارة خلية مسيرة السلام في الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية وعمل في كندا والسعودية وتركيا واليونان وبروكسيل هو ديبلوماسي شاب ومتحدث جيد بالعربية وهو اب لطفلتين...