ملف التسفير إلى بؤر التوتر: حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    الرابطة الأولى (الجولة 28): صراع مشتعل على اللقب ومعركة البقاء تشتد    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    القضية الفلسطينية تتصدر مظاهرات عيد الشغل في باريس    نسق إحداث الشركات الأهلية في تونس يرتفع ب140% مقارنة بسنة 2024    أعوان وإطارات المركز الدولي للنهوض بالاشخاص ذوي الاعاقة في اعتصام مفتوح    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    نهائيات ماي: مواجهات نارية وأول نهائي لمرموش في مانشستر سيتى    لأول مرة في التاريخ: شاب عربي لرئاسة ريال مدريد الإسباني    تشيلسي يهزم ديورغاردن 4-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    عيد الاضحى 2025: الأضاحي متوفرة للتونسيين والأسعار تُحدد قريبًا    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    زاراها قيس سعيد...كل ما تريد معرفته عن مطحنة أبة قصور في الكاف    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ أمطار أعلى من المعدلات العادية متوقعة في شهر ماي..وهذا موعد عودة التقلبات الجوية..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    رئيس الجمهورية في عيد العمّال: الشغل بمقابل مع العدل والإنصاف    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الليلة: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفيرا الصين وبريطانيا يتحدثان عن حصيلة نصف عقد من الاجتياح
في الذكرى الخامسة لحرب العراق:
نشر في الصباح يوم 20 - 03 - 2008

قد تصغي الى التصريحات المتفائلة لمختلف المسؤولين السياسيين والعسكريين عن التطورات والانجازات الاستراتيجية الحاصلة في بلاد الرافدين تخال انها الجنة على الارض وان عراق اليوم واحة للديموقراطية والحرية والرفاهية ولكن اذا ما اصغيت لصرخات المدنيين العراقيين وشهادات الارامل والايتام والثكالى واطلعت على التقاريرالانسانية للامم المتحدة ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان والتقارير الصحفية ستدرك ان العراق بات مرادفا للجحيم منذ وقوعه تحت الاحتلال قبل خمس سنوات..
والحقيقة ان المتامل في تصريحات المسؤولين الامريكيين الغارقة في التفاؤل الى حد السخرية في احيان كثيرة من شانه ان يدرك انها تعكس ذلك المشهد العراقي المرتبط بالمنطقة الخضراء تلك المنطقة الامنية المعزولة عن بقية العراق حيث تحط طائرات المسؤولين الامريكيين في زياراتهم الخفية الى العراق وحيث مركز القيادة العسكرية الامريكية واكبر سفارة امريكية في العالم اقيمت على نمط افخر المؤسسات الامريكية حيث لا مجال للانتحاريين للتسلل الى هناك وتهديد حياة المتحصنين هناك وحيث لا يمكن للكهرباء ان ينقطع ولا للماء ان يكون ملوثا..
تلك هي المفارقة الغريبة الحاصلة فالعراق الذي يتحدث عنه الامريكيون والبريطانيون غير عراق الاسواق الشعبية الغارقة في دماء روادها ولا عراق الجامعات المهجورة والمستشفيات المتعطلة ولاهي عراق المتاحف المسلوبة والذاكرة المنهوبة.. ربما لم يحن بعد الوقت للكشف عن حقائق كثيرة ارتبطت بتلك الحرب واهدافها وابعادها الآنية والمستقبلية ولكن الاكيد ان هذه الذكرى ستعود دوما لاعادة فتح الكثير من الجروح والشجون التي لم تندمل وقد لا تندمل يوما.. اذ وبين الترويج للتغيرات الحاصلة في العراق بعد الحرب بداء بتعدد القنوات الفضائية التي كانت ممنوعة في ظل النظام السابق وبين ظهور العديد من العناوين الصحفية وبين العملية الانتخابية وتعدد الاحزاب السياسية يبقى المشهد العراقي رهينة بين سندان الفوضى الامنية ولغة تصفية الحسابات السائدة فيه وبين مطرقة الاحتلال الذي لا يزال يرفض الاقرار بدوره في تحطيم امال شعب لا يزال يبحث عن طريقه الى الخلاص فالى اين يتجه المشهد العراقي؟ وهل من نهاية للنفق المظلم؟ وكيف يمكن تجاوز المرحلة الراهنة وأي دور للامم المتحدة وللدول العربية وللقوى الكبرى المحايدة في العالم في اعادة بناء العراق واعادة الامل المفقود الى اهله؟ تساؤلات طرحناها في هذه الذكرى الخامسة من الحرب على العراق على كل من السفير الصيني السيد ليو أي خوي والسفير البريطاني الان غولتي وفيما يلي نص الحديثين.
السفير البريطاني آلان غولتي :«ما يهمنا الآن مستقبل العراق..»
«أرفض الاتهامات لقواتنا بالهرب من البصرة»
* بعد خمس سنوات على الحرب كيف تنظرون الى التحولات في المشهد العراقي حتى الان؟
قد يكون العراق من بين دول عربية قليلة لم احظ بزيارتها ولكن الرسالة ان الوضع يتجه نحو التحسن ونحو الافضل ولهذا فان القوات البريطانية في الجنوب اعادت نقل المهام الامنية التي كانت تقوم بها الى القوات العراقية التي تم تدريبها صحيح انه لا يزال لدينا هناك قوات اضافية ولكن مهمتها تقتصر على المساعدة اللوجستية والتدريب وبذلك فان الصورة القادمة الينا من العراق بالتاكيد اقل قتامة مما كانت عليه قبل عام وهناك امكانية لتحقيق المزيد والمضي قدما في مساعدة الشعب العراقي على مواصلة عملية اعادة البناء وتحقيق المصالحة الوطنية وهذا بالتاكيد مرتبط بالعراقيين انفسهم وبرغبتهم في القضاء على الخلافات والصراعات والبحث عما يمكن ان يخدم المصلحة الوطنية المشتركة.
* ولكن يبدو ان الصحف البريطانية لا تشاطركم هذا التفاؤل ونظرة سريعة على بعض العناوين الصادرة اليوم مع حلول الذكرى الخامسة لاجتياح العراق تعكس الكثيرر وبيرت فيسك يقول "ان الدرس الوحيد الذي تعلمناه اننا لم نتعلم شيئا " وباتريك كوكبرن يقول "هذه الحرب بدات بالكذب واستمرت بالكذب وراء الكذب وراء الكذب " وهذا ليس سوى بعض من ادلة كثيرة فكيف تعلقون على ذلك؟
الصحافيون يكتبون لتسويق صحفهم وتحقيق الارباح ومع تقديري لروبرت فيسك فانه بدوره يسعى لاجترار ما اثير حول الية الاخطاء التي ارتكبت في الحرب ونحن اعترفنا بوقوع اخطاء ولكننا الان نسعى لتامل الواقع وننظر الى المستقبل ونريد تجاوز تلك المرحلة الى ما هو اهم بالعكس لقد استفدنا من الدروس وتعلمنا الكثير منها وما تحاولين الاستشهاد به في هذا الاطار يهدف الى عكس جهودنا ويسعى للنبش في تاريخ وجذور واسباب الحرب.طبعا لدينا مواقف مختلفة وكل له منظاره في تقييم الاحداث ومن وجهة نظرنا فان الوضع يتجه نحو التحسن ويهدف الى البحث عن نهاية للنفق وذلك بدعم اعادة اعمار العراق وتحقيق المصالحة وقد بدا العرقيون يشعرون بذلك ويعودون الى بلدهم الذي اضطروا لمغادرته وهو موقف اكثر تفاؤلا من راي الصحافيين وطريقتهم في النظر الى الامور.
* بل خمس سنوات كانت بريطانيا برئاسة توني بلير الحليف الاستراتيجي الاول لامريكا في حربها على العراق فهل من تغيير مع غولدن براون؟
لقد امكن للقوات البريطانية في العراق نقل اغلب المهام الامنية التي كانت في عهدتها الى القوات العراقية وهذا يعني ان الوضع افضل واذا كنت تقصدين بسؤالك ان العلاقات الامريكية البريطانية اتشهد تراجعا اليوم فهذا ما لا اتفق معك بشانه كان بيننا الكثير من التعاون مع القوات الامريكية على مدى السنوات الخمس الماضية * انتم تتحدثون عن نقل للمهام ولكن الصحف والتقارير البريطانية مرة اخرى تتحدث عن فشل وهرب للقوات البريطانية من الجحيم العراقي؟
(يرد بتغيير في نبرته) اولا البصرة لم تعد جحيما والقوات العراقية المتدربة تشرف على الانشطة الامنية وقد تلقت تدريباتها بمساعدة قوات بريطانية لا تزال تدعمها بالحضور المساندة وقواتنا لم تهرب ولايمكن ان نقبل بهذا الوصف الذي يتجاهل ويستهين بالجهود والتضحيات التي بذلتها القوات البريطانية في العراق
* وكيف تفسرون انفراط التحالف الدولي في العراق الذي بدا قبل خمس سنوات بمشاركة نحو اربعين بلدا ليستقر اليوم في حدود نحو سبع وعشرين فقط؟
الجواب بسيط انسحاب العديد من الدول المشاركة في قوات التحالف مرتبط بنهاية مهمتها في العراق وتولي القوات العراقية الدور مكانها..
* ربما يكون ذلك في بعض الحالات ولكنه في حالات اخرى كان الانفراط لاسباب انتخابية كطريقة للعقاب من الناخبين في الدول المعنية التي لم تكن راضية عن هذه الحرب كما في استراليا واسبانيا وايطاليا فكيف تعلقون على ذلك؟
بالتاكيد فان تغيير الحكومات قد يرتبط بتغيير في الخيارات والتوجهات وهذا امر طبيعي جدا مع فوز المعارضة ولكني شخصيا ارفض اعتبار الامر عقابا من الناخبين وفي نهاية المطاف لا يجب ان تفاجئنا مثل هذه التحولات وهي لا تعني الكثير
* الا ترون ان منظار جزء من الغرب للحرب على العراق على انه تحول تاريخي واستراتيجي غير مستقبل المنطقة يتناقض مع منظار اغلب العرب الذين لا يرون سوى الخراب والدمار الذي الحقته الحرب ببلد كان له موقعه على الساحة الدولية؟
التضارب في تقييم المشهد الحالي متفاوت واكرر ان هناك تطورا حاصلا في قدرات وامكانيات القوات العراقية في الاضطلاع بمهامها الامنية في حفظ امن العراق ربما في المقابل لا يزال المشهد السياسي غير واضح وهذا يتطلب مضاعفة الجهود المبذولة من اجل ارساء اسباب الثقة بين السلطات المحلية ومختلف فئات الشعب العراقي. نظرة العالم العربي للاحداث قد تكون اكثرتشاؤما apocaliptic فالحرب ليست بالامر الهين وليس من السهل الخروج منها ولذلك فان دعم الدول العربية اساسي في العراق ودعوة نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني للدول العربية للاضطلاع بدورها في هذا البلد وقطع الطريق امام ايران فيه ذرة من حقيقة اذا ارادت الدول العربية ان ترى ذلك وهي بالتاكيد بامكانها تقديم الكثير لاعادة بناء العراق وتقديم الدعم المطلوب التسريع عودته الى الساحة..
* لا تزال الدعوة لفتح تحقيق بشان الحرب في العراق تثير جدلا حادا في الاوساط البريطانية بين تاييد رئيس الوزراء الراهن بروان اجراء هذا لتحقيق وبين رفض سلفه توني بلير السير في هذا الاتجاه فهل سيكون هناك تحقيق في الحرب؟
بصراحة التحقيق بشان الحرب مسالة تاريخية وسياسية وهي تعد جزءا من المحاولات الجارية لاحراج الحكومة البريطانية في اطار تكتيكات سياسية معروفة والمهم الان ليس البحث في الجذور التاريخية والاسباب او المبررات التي دعت الى تلك الحرب ولكن الاهم هو توجيه كل الاهتمام الى المستقبل وهذا ما حاول براون تاكيده فليس التحقيق في تلك الاسباب ما يمكن ان يساعد الشعب العراقي على النجاح..
* ولكن كيف يمكن النظر الى المستقبل واعادة البناء والاعمار مع الاصرار على انكار الماضي وكل تلك الاسباب والدوافع الكارثية التي جعلت العراق كما هو عليه اليوم؟
لو تخيلنا ما يمكن ان يكشفه التقرير في اسباب الحرب وما اذا كانت هناك اخطاء حدثت او ما اذا كان بالامكان عدم وقوع تلك الحرب كل ذلك لا يمكن ان يفيد الان بشيء هناك حاجة للنظر الى الامام وتحقيق التقدم المطلوب في هذا الاتجاه والاستفادة من كل عائدات هذا التقرير لتحقيق المزيد من الخدمات والمصالح للعراقيين ليست كل الاوقات مواتية للتحقيق ربما لم يحن الوقت بعد لذلك
* لكن ألا ترون ان هذا الموقف لا يخدم الجانب البريطاني وان فيه محاولة لمنع ظهور الحقيقة ثم كيف تفسرون هذا الاصرار على الفصل بين الماضي والحاضر في حين انه عندما قبضتم على صدام حسين وحاكتموه كان ذلك على اساس ما ارتكبه في الماضي؟
(مرة اخرى تتغير نبرته ولكن باكثر حدة فيرد بكلمات لا تخلو من غضب واضح) اولا انا ارفض هذا التشبيه فهذا خطا كبير لا اقبل به وهذه المحاولة التي غالبا ما نسجلها من جانب الصحافيين عندما يقولون انتم وانا اريد ان اوضح انه ليست بريطانيا من اوقع صدام ولسنا من حاكمه ولسنا من اعدمه ايضا فالحكومة العراقية هي المسؤولة عن ذلك كما ان هناك محكمة عراقية تولت محاكمته والسلطات العراقية نفسها تولت تنفيذ الحكم، لا اعتقد ان هناك محاولة لاخفاء الحقائق ولو تم هذا التحقيق وتمت بمقتضاه ادانة توني بلير مثلا فمالذي سيكسبه الشعب العراقي لا شيء ربما يرضي هذا الامر بعض الصحافيين فقط ولذلك نحن ننكب على المستقبل..
* بعد كل هذه السنوات اين اسلحة الدمار الشامل؟
اسلحة الدمار الشامل لم تكن السبب في اعلان هذه الحرب السبب كان تحدي صدام حسين لقرارات الشرعية الدولية واصراره على تجاوزها ورفضه التعاون مع مفتشي اسلحة الدمار وهو ما لم يكن بالامكان السماح به الى ما لانهاية وقد خلق صدام حسين بذلك الكثير من الشكوك والمخاوف وكان دوما يوحي بان لديه ما يخفيه والمسؤولية تقع اذن على صدام حسين وعلى الذين كانوا يقدمون له النصيحة
* وهل تتوقعون تغييرا في الخيارات الامريكية في العراق بعد الانتخابات؟
لا يزال من السابق لاوانه الرد على ذلك ومن الصعب التكهن بمن سيكون الرئيس الامريكي الجديد ولكن الامر جائز والامر مرتبط بما يمكن ان تشهده الاشهر العشرة القادمة من تطورات واحداث وما يمكن ان يحدث على سير الاحداث هناك انتخابات مرتقبة وهناك حملة مستمرة بين الديموقراطيين مطلوب الكثير من التريث والصبر قبل ان تنكشف الامور وأي رئيس جديد لن يرغب بالظهور في مظهر الرئيس المتخلي ولكن لا شيء يمكن تاكيده قبل الانتخابات
* كيف تفسرون لجوء اغلب المسؤولين السياسيين والعسكريين في واشنطن ولندن بعد استقالتهم الى الانقلاب في مواقفهم والتنصل من اخطاء رؤسائهم والكشف عن اخطائهم الكثيرة؟
هذا امر مناف للتقاليد المتعارف عليها في العمل الديبلوماسي والسياسي فاذا لم تكن مؤيدا للخيارات السياسية لحكومتك فعليك الاستقالة وهذا ما فعتله كلار شورت الوزيرة البريطانية التي عارضت الحرب في حينها وهذا لايعني عدم النقد او الاختلاف في الراي ولكن الذين يلجاون الى كشف اسرار حكوماتهم بعد الاستقالة او خلق الحكايات والاساطير من اجل المال او الشهرة انما يخرقون اخلاقيات المهنة
* وماذا عن دور الامم المتحدة في العراق في المرحلة القادمة؟
اولا القوات البريطانية المتواجدة في العراق بامر من الامم المتحدة والامم المتحدة مركز الاحداث في العراق والامم المتحدة الى جانب مختلف الوكالات بامكانها المساعدة في تغيير المشهد العراقي واعاة بناء البلاد والاقتصاد وموارد الدولة وتجاوز مختلف انواع الصعوبات والعراق بلد غني بثرواته وطاقاته البشرية وبامكانه الوقوف مجددا على قدميه اما البحث عما اذا كانت الحرب عادلة او غير عادلة فتلك مسالة تاريخية وسياسية ولا احد يريد تقسيم العراق او البقاء هناك الى ما لانهاية
* ماذا لو انسحبت القوات الاجنبية من العراق ولماذا هذا الاصرار على الاعتقاد بان الانسحاب مرادف للفوضى والاقتتال الا يمكن ان يكون الانسحاب فرصة للعراقيين لمواجهة مصيرهم واستعادة الثقة في امكانياتهم على ادارة بلادهم؟
سؤال نظري جدا ومن الصعب فعلا الحكم على الوضع بمقتضاه ولكن لا بد من الاخذ بعين الاعتبار ضرورة الاستعداد والتهيؤ للانسحاب بما يكفل عدم التعرض للمهمة في هذا البلد..
السفير الصيني ليو أي خوي :«ما يحدث في العراق مأساة القرن»
«أولئك الذين شنوا الحرب عثروا على النفط بدل أسلحة الدمار!!»
* بعد خمس سنوات على اجتياح العراق اين تقف الصين مما يحدث في هذا البلد؟
فعلا الوقت يمضي سريعا وها ان خمس سنوات قد مرت على الحرب على العراق ولاشك ان هناك في هذه الذكرى حاجة اكيدة لوضع حصيلة للسنوات التي مرت والسؤال الذي لا يزال يتردد اليوم هل كانت تلك الحرب مبررة؟ اذكر جيدا قبل تلك الحرب ان وسائل الاعلام والامم المتحدة وغيرها من الاوساط السياسية والديبلوماسية كانت تتحدث عن اسلحة للدمار الشامل تهدد الامن والسلم في العالم فاين تلك الاسلحة؟ امل الا يقول لنا الذين شنوا تلك الحرب انهم لم يعثروا على اسلحة ولكنهم عثروا على النفط، العلاقات الدولية اليوم في حاجة للكثير من التوضيح واذا استمرت سياسة المعايير المزدوجة فان العالم لن يعرف الهدوء ابدا فالعلاقات الدولية تخضع للاحترام المتبادل واساسها الالتزام بسيادة الدول والبحث عن اسباب التعاون بما يضمن المصالح المشتركة. ولكن وبعد خمس سنوات ها نحن نتساءل ما الذي حققته الحرب هل ساعدت على الامن والاستقرار الاقليمي والدولي وهل ساعدت على فرض امن واستقرار ورفاهية الشعب العراقي.. اذا كنا مطالبين بوضع حصيلة للحرب فان خسائر امريكا البشرية تناهز الاربعة الاف جندي اما عن الخسائر المدنية للعراقيين فهي تعد بالالاف دون اعتبار للذين يجبرون على مغادرة بيوتهم وقراهم والتحول الى لاجئين. ما نستنتجه وللاسف اليوم انه وان كان التاريخ مليئا بالدروس فانه لم يقع الان الاستفادة من الدرس في العراق والذين يرفعون قدما للاطاحة باقدام الاخرين يجدون انفسهم في نهاية المطاف يدوسون على اقدامهم.
وهناك ايضا مسالة اخرى لا بد من التعريج عليها وهي انه لا بد من حملة تحسيسية للراي العام الدولي ازاء ما يحدث صحيح ان هناك تراجع في عدد القتلى اليومي من مئات وعشرات الى افراد ولكن هناك ضحايا يسقطون كل يوم في العراق ومن الواضح ان الامر لم يعد يحظى بالتغطية والاهتمام الذي كان يحظى به من قبل والحضور العراقي في الصحف الغربية بدوره لم يعد واسعا هاك ماساة انسانية في هذا البلد وهي تراجيديا القرن وعلى العالم ان يكون واعيا بما يحدث هناك.
* ولكن الرئيس بوش تحدث في هذه الذكرى عن انتصار استراتيجي في العراق فهل من تعليق؟
لم اطلع على تعليق الرئيس بوش ولكل طريقته في الحكم على ما يحدث ولكن فقط اتساءل هل من منتصر في هذه الحرب؟و كيف يتم تقييم التقدم وباي مقارنة؟
اعتقد انه لا بدا من احترام ارادة الشعب العراقي وخياراته.الصين تقيم علاقات جيدة مع العراق منذ 1958 ناهيك عن العلاقات التاريخية التي تربطنا بهذا البلد عبر طريق الحرير ومن هذا المنطلق فنحن ندعو الى تغليب مبادئ العلاقات الدولية والسيادة ونحن نؤيد دوما حق هذا الشعب في الامن والسلم وهو ما يتطلب تفعيل دور الامم المتحدة التي يتعين عليها القيام بدورها في العراق
* وماذا عن المستقبل وهل تتوقعون تغييرا في السياسة الامريكية بعد الانتخابات الرئاسية؟
بعد خمس سنوات من الاحتلال لا بد من التمسك بالامل بشان عودة الامن والاستقرار في العراق وهذا ما لا يمكن تحقيقه بدون ارادة الشعب العراقي وشجاعته وحكمته في ضرورة استعادة ثقته وتحقيق المصالحة بين مختلف فئاته وهذا هدف يتطلب الكثير من الدعم والتاييد الدولي هناك اليوم جدل مثير في الساحة الامريكية بسبب السباق الانتخابي وفي اعتقادي فان تصريحات المترشحين لا تغير شيئا في الوقت الراهن اذ لا بد من انتظار النتائج ثم الحكم على الافعال فالمترشحون يقولون اشياء خلال الحملات الانتخابية ولكن عندما يصبحون في موقع الرئاسة يفعلون غير ما يقولون.
* الصين وللعام الثاني على التوالي اصدرت تقريرا حول حقوق الانسان في امريكا فهل ارادت بيكين ان توجه رسالة خاصة الى واشنطن بالكف عن لعب دور شرطي العالم؟
احترام حقوق الانسان كل لا يتجزا ومبدا لا حياد عنه وهو يعني حق الحياة وحق التعلم والصحة وحرية التعبير ولكني اعتقد انه لكل بلد مشاكله وخصوصياته ولابد من احترام تلك الخصوصيات والا تكون مسالة حقوق الانسان طريق للتدخل في شؤون الدول الداخلية والضلوع بدور شرطي العالم. وقد كان احرى بالخارجية الامريكية ان تنشر التقرير الخاص بها قبل ان تتولى نشر التقارير عن الاخرين امريكا تنشر التقارير عن كل العالم فنشرنا تقريرا عنها ولم نبتدع شيئا وقلنا لهم بذلك انظروا الى انفسكم وما تقترفونه في هذا المجال ونحن نامل في تغيير مثل هذه السياسة مع تشكيل مجلس حقوق الانسان الجديد في الامم المتحدة..
* وهل هذا مبرر لما يحدث في اقليم التيبت؟
كنت اود ان انتهز الفرصة للحديث عن هذا الموضوع ايضا وما اثير عن احداث التيبت الاخيرة لاطلاع الراي العام على حقيقة الاحداث خاصة ان الكثير من وسائل الاعلام وحتى الاطراف تخشى ان يعم الهدوء العالم وتبحث عن شرارة لتغذية اللهيب. ما وقع في التيبت يعود الى العاشر من مارس حيث خرج بعض المتظاهرين الانفصاليين في مظاهرات غير مرخصة وقد اتخذت السلطات الامنية اجراءات لمواجهة احداث الشغب والحرق والنهب ولكن الامورتطورت الى اعتداءات وقتل بلغت 13 وحرق للمساكن والسيارات وفي اعتقادنا فان الدايي لاما من يقف وراء هذه الاحداث مع اقتراب موعد الالعاب الاولمبية في بيكين لتشويه صورة الصين والدايلي لاما يعيش ومنذ 1959 في الهند وقد داب الانفصاليون على مثل هذه المظاهرات سنويا وهم يحاولون استغلال الالعاب الاولمبية هذا العام وهناك من يتحدث في الغرب عن "قمع ثقافي وتصفية "علنية للحكومة الصينية في التيبت وهو غير صحيح ولعل ما تحقق من نمو اقتصادي في التيبت بلغ 12 في المائة سنويا ما يعكس جهود الحكومة الصينية هناك طبعا هناك من يحاول استغلال هذه الاوضاع وفق سياسة المكيالين ويتناسون ما يحدث في العراق او فلسطين ويهتمون بحادث طريق يسجل هنا او هناك اما الدوافع الحقيقية فهي سياسية بدون شك.. وطبعا هذه التحركات لا تعكس موقف اغلبية الراي العام الدولي الذي يكن الاحترام للصين وبعض هذا الضجيج لا يؤثر علينا.
* هل تعتقدون ان الصين يمكن ان تواجه مخاطر التمزيق كما حدث للاتحاد السوفياتي سابقا؟
بالتاكيد نحن واعون بذلك ولايمكن ان نسمح بالعبث بوحدة الصين الترابية
نعلم ان الصين لم يكن لها دور في الحرب على العراق ولكن الصين كعملاق اقتصادي وكعضوا دائم في مجلس الامن وكحليف ايضا للعالم العربي لم تمنع هذه الحرب فما الذي يمكن للصين اليوم تقديمه للشعب العراقي في محنته؟
* حتى الان اعتقد انه لم يتم تحديد حجم النفقات على الحرب في العراق فعندما اعلنت الحرب كان سعر برميل النفط الواحد يناهز 37 دولارا واليوم ارتفع سعر البرميل الى 110 دولارات وهو مستمر في الارتفاع ولو انه تم استغلال ما انفق على تلك الحرب حتى الان لامكن تحقيق الكثير من اهداف الالفية وتوفير الاسباب التي تساعد على نشر واحترام حقوق الانسان وحماية البيئة ولكن حتى الان لا نرى منتصرا في هذه الحرب غير تجار السلاح..
الصين ليس لها قوات في العراق ولكن في المقابل افتتحت سفارتها هناك وتعمل بكل الطرق على مساعدة الشعب العراقي في عملية اعادة البناء وفي اعتقادي فان دور الامم المتحدة اساسي في العراق كما في أي موقع في العالم وبعد نصف قرن على الحربين العالميتين يتضح انه لا مجال لتجاهل هذا الدور هناك بالتاكيد اطراف تسعى لاستغلال الامم المتحدة واضعافها ولكن لا بد من الاستفادة من دروس الماضي..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.