تونس وسويسرا تطلقان التعاون في مجال حماية المناخ وآفاق واعدة للشراكة الجديدة في المجال    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 29 ماي    سفيرة فرنسا آن غيغان تشيد بجودة الموارد البشرية التونسية    البطولة الاسبانية: إشبيلية يعلن رحيل لاعبه إيريك لاميلا بنهاية الموسم الجاري    الحماية المدنية: تسجيل 6 وفيات و411 إصابة في حوادث مختلفة    لأول مرة في العالم: شفاء مريض سكري باستخدام العلاج بالخلايا    عاجل : صدمة بعالم كرة القدم    الفيفا تصدر بيانا فيما يخص قضية يوسف البلايلي ..التفاصيل    بطولة رولان غاروس: أنس جابر تواجه اليوم المصنفة 77 عالميا في الدور الثاني    دبلوماسي صيني : نمو العلاقات مع الدول العربية يعزز السلام والتنمية في الشرق الأوسط    تونس: كراء سيارة يصل الى 150 دينارا لليوم الواحد    الحماية المدنية: 6 حالات وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    بداية من 1 جوان: تنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفن السيرك وفنون الشارع بتونس    وزير الفلاحة في جلسة عمل مع الوفد الايطالي    تفكيك شبكة مختصة في التنقيب على الأثار مالقصة ؟    مفزع/ حجز 188 كغ من الزطلة منذ بداية السنة إلى غاية الأسبوع الحالي..    رضا الشكندالي: البنك المركزي يهدف إلى الحدّ من التضخم عبر الترفيع في الفائدة المديرية    يهم التونسيين : الأسعار الحالية للأضحية تتراوح من 700 إلى 1500 دينار    يوم مفتوح بعدد من الولايات للتحسيس بمضار التدخين    الجزائر تتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي "لوقف العدوان في رفح"..    تقرير: زيادة ب 26 يومًا إضافيا من الحر خلال عام    طقس الاربعاء: الحرارة تصل الى 39 درجة بهذه المناطق    المكلف بتسيير ولاية المهدية يُودّع الحجيج    عاجل/ إخلاء مستشفى القدس الميداني في رفح بسبب تهديدات الاحتلال..    بطولة رولان غاروس : برنامج النقل التلفزي لمواجهة أنس جابر و الكولومبية كاميليا أوزوريو    وزارة التربية تكشف حقيقة عقد اتفاقية شراكة مع مؤسسة "سمارتيرا"..#خبر_عاجل    وزير الصحة يوقع على مبادرة حول المشاركة المجتمعية في القطاع الصحي    اليوم: مجلس النواب يعقد جلسة عامة    بوتين محذرا الغرب: "يجب على دول الناتو أن تفهم بماذا تلعب"    القانون الجديد... بين إلغاء العقوبة السجنية أو الابقاء عليها ...الشيك بلا رصيد... نهاية الجدل؟    للاستجابة للمعايير الدولية...الصناعة التونسية في مواجهة تحدي «الكربون»    نمت بأكثر من 3 %... الفلاحة تتحدى الصعاب    رونالدو يشد عشاقه بموقفه الرائع من عمال الملعب عقب نهاية مباراة النصر والاتحاد (فيديو)    بورصة تونس ..مؤشر «توننداكس» يبدأ الأسبوع على ارتفاع    تحطم طائرة عسكرية من نوع "إف 35" في ولاية نيومكسيكو الأمريكية (فيديو)    الاحتلال يترقب قرارا من غوتيريش يصنفها "قاتلة أطفال"    280 مؤسسة توفر 100 ألف موطن شغل تونس الثانية إفريقيا في تصدير مكونات السيارات    تعظيم سلام يا ابن أرض الرباط ... وائل الدحدوح ضيفا على البلاد    قبل جولته الأدبية في تونس العاصمة وعدة جهات، الكاتب جلال برجس يصرح ل"وات" : "الفعل الثقافي ليس فقط في المركز"    افتتاح الدورة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين من ذوي وذوات الإعاقة بعد أكثر من 4 سنوات من الغياب    وزير الصحة يشارك في مراسم الاعلان عن مجموعة أصدقاء اكاديمية منظمة الصحة العالمية    وزير الصحة يؤكد بجنيف حرص تونس على التوصّل إلى إنشاء معاهدة دوليّة للتأهّب للجوائح الصحّية والاستجابة لها    قابس: الاحتفاظ بشخص مفتش عنه وحجز كمية من الهواتف الجوالة المسروقة    الليلة أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 18 و28 درجة    بداية من اليوم.. مدينة الثقافة تحتضن الدورة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعيين من ذوي الإعاقة    فتح باب الترشح للدورة 36 لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية    المنتخب الوطني: موعد الإعلان عن القائمة وبرنامج التربص    27 ألف مشجّع للنادي الافريقي في دربي العاصمة    عاجل/ اعتراف إيرلندا بدولة فلسطين يدخل حيّز التنفيذ    حادث مرور مروّع في القصرين    عاجل :عطلة بيومين في انتظار التونسيين    رئيس الجمهورية يستقبل الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح    في الملتقى الوطني للتوعية والتحسين البيئي... ياسين الرقيق يحرز الجائزة الأولى وطنيا    في إطار تظاهرة الايام الوطنية للمطالعة بعين دراهم ...«الروبوتيك» بين حسن التوظيف والمخاطر !    أولا وأخيرا «عظمة بلا فص»    أليست الاختراعات التكنولوجية كشفٌ من الله لآياته في أنفس العلماء؟    معهد الفلك المصري يكشف عن موعد أول أيام عيد الأضحى    مواقف مضيئة للصحابة ..في حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«افاق الشراكة والحوار الاجتماعي من أجل دعم تنافسية المؤسسة والنهوض بالعمل اللائق بواسطة تقوية الكفاءات العمالية»
الاتحاد العام التونسي للشغل بالتعاون مع سفارة المملكة المتحدة يبحثان :
نشر في الشعب يوم 28 - 07 - 2007

بالتعاون مع سفارة المملكة المتحدة، نظم الاتحاد العام التونسي للشغل يوما دراسيا تحت عنوان آفاق الشراكة والحوار الاجتماعي من أجل دعم تنافسية المؤسسة والنهوض بالعمل اللائق بواسطة تقوية الكفاءات العمالية بمشاركة مجلس النقابات البريطانية وبحضور سعادة سفير المملكة المتحدة وممثلين عن الحكومة التونسية ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وذلك يوم الخميس الماضي بنزل اميلكار.
اشغال الندوة، انطلقت بكلمة الترحيب والتقديم التي تولاها الأخ محمد الطرابلسي الأمين العام المساعد المسؤول عن العلاقات العربية والدولية والتي أكد من خلالها أنه لأول مرة يزور تونس والاتحاد بصورة رسمية وفد من النقابات البريطانية تفعيلا لمحور التعاون المثمر.
وكانت كلمة الافتتاح التي ألقاها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بمثابة الاطار العام لاشغال اليوم الدراسي واهدافه ولا سيما عندما اكد ان مثل هذه اللقاءات تعتبر خير برهان على الرغبة المشتركة للتعاون قصد تجاوز ما ترسب في الادهان من مسائل تتعلق بالاستعمار والارهاب على حدّ السواء..
سعادة السفير
و قال السيد آلان قولتي سعادة سفير المملكة المتحدة من ناحيته ان الموضوع المططروح على طاولة الدرس جيد جدا خاصة في هذا الظرف الراهن ، ولم يخف سعادة السفير سعادته بوجود علاقات مميزة بين البلدين وعلى ما قام به الاتحاد العام التونسي للشغل من مبادرة في هذا السياق . مضيفا انه يحمل صفتين في حديثه من حيث انه سفير ومن حيث انه كان امينا عاما لاتحاد الديبلوماسيين الذي تم تسجيله في ظل الحكومة العمالية البريطانية كنقابة.
وأوضح السيد آلان قولتي ان التقاءه مع توجه الأخ عبد السلام جراد في التأكيد بالخصوص على أهمية التدريب والتكوين وضرورة مزيد الارتقاء بالتعاون في هذا المجال بين البلدين مشددا على ما تضمنته مقاربة الأخ عبد السلام جراد من أهمية في ما يتعلق بالمنافسة العالمية داعيا في السياق ذاته الى توخي منهج جديد وتجديدي لضمان تنافسية عالية للمؤسسات الصناعية والاقتصادية.
واضاف سعادة سفير المملكة المتحدة بتونس ان الحكومة التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل يعيان هذه المسألة بصورة معمقة وجيدة وهي مسألة ثابتة في سياسة الرئيس زين العابدين بن علي.
ولئن توقف سعادة السفير عند مميزات الاقتصاد البريطاني الذي يأتي في المرتبة الخامسة عالميا مبرزا خصوصياته الجمة، فإنه في الآن نفسه قد تعرض الى واقع البطالة في بلده والذي بلغ نسبا متدنية جدّا موضحا ان هناك زهاء خمسة ملايين عامل من مجموع 50 مليون مواطن بريطاني مازالوا يفتقرون الى الكفاءات الضرورية .
وفي مقاربة سبوسيو سياسية هادفة الى تفسير افتقار هذه النسبة من العمال البريطانيين قال سعادة السفير ان ذلك يرجع بالاساس الى طبيعة نظام التعلّم الذي تسبب نتائجه في افراز سدس التلاميذ غير القادرين على القراءة من الأصل، مناديا في السياق ذاته الى ضرورة تطوير الكفاءات العمالية سواء بالتعاون مع القطاع الخاص او بالتعاون مع النقابات خاصة وقد تم مؤخرا تشكيل وزارة في بريطانيا تهتم بهذه المسألة الى جانب اهتمامها بالتعليم اضافة الى تشكيل مجلس برأسة احد رجال الأعمال سينطلق عمله خلال المدة القليلة القادمة وبين السيد آلان قولتي ان بلده يحتاج الى تضافر جهود كل الاطراف لخلق ثقافة جديدة للتعليم والتدريب وتفعيل العلاقة بين القطاع الخاص على وجه التحديد والنقابات بما يدعم بشكل مواز المجهودات المبذولة على النطاق الاجتماعي.
وفي علاقة بهذه المسألة، شدّد سعادة السفير على ما تبذله السفارة بتونس من أجل تدعيم عنصر التكوين لدى موظفيها وعمالها الذين يتلقون دروسا وتدريبات ستجعلهم قادرين اكثر على التسيير الاداري والمالي.
ولئن ابرز سعادة سفير المملكة المتحدة بتونس التحديات المشتركة التي يواجهها البلدان في ما يتعلق بالتنافسية والتكوين فانه قد بين بأكثر دقة ان تونس ذات الاقتصاد المحدود عليها البحث عن اطراف متعددة لتطوير كفاءاتها اكثر لمجابهة تحديات التنمية ، مضيفا انه بناء على الحوار الجاري بين البلدين ، فان هناك افقا رحبا لتطوير العديد من الافكار والمبادرات قصد تفعيل مختلف اوجه التعارن.
سالي هونت
وفي كلمتها قالت السيدة سالي هونت الكاتبة العامة لاتحاد الجامعات والمعاهد والناطقة الرسمية باسم اتحاد النقابات البريطانية انها معنية اكثر من غيرها بهذا الحوار الهادف الى تدعيم الكفاءات من حيث انه يتنزل ضمن جهودهم النقابية اليومية، مشدّدة على ان هذا اللقاء يشكل التزاما بين الاطراف لتحسين الكفاءات والمهارات وتدعيم تنافسية المؤسسة في الآن نفسه.
وبين ان كلا الطرفين يجتهد من أجل تحقيق هذه الاهداف وتحسين اوضاع العمال وتحقيق العمل اللائق والحدّ من نسب البطالة في اطار تحقيق الابعاد الاجتماعية لهذا الضرب من الجهد واضافت ان اتحادها يعمل من خلال تلك الاهداف داعية في السياق ذاته الجميع الى أن يكونوا مجددين وخلاقين حتى تكون العولمة في خدمتنا وليست سيدتنا.
ولم تخف السيدة سالي هونت أهمية تعاون النقابات والاتحادات العمالية مع الحكومات لضمان نتائج افضل سواء على صعيد تدعيم العلاقات أو التعارن.
بيل آدامس
وفي مستهل كلمته بين السيد بيل آدامس الأمين العام الجهوي لاتحاد نقابات منطقة يوركشيرو هميرسايد انه يمثل 1.2 مليون عضو نقابي ناشط وقد خاضوا تجربة لافتة في مجال الحوار الاجتماعي مع قطاع المناجم الذي قام بتسريح عديد العمال ونقل التجمعات السكنية وحرمان الكثير من فرص العمل.
وبين السيد بيل ادامس ان هذه التجربة عممت فيه الوعي بما يتعلق بالحوار الاجتماعي والتنمية المستديمة وقدمت اليه افكارا جديدة تتعلق بطرق التفاوض وأساليبه واعادة هيكلة العمل النقابي وبنائه.
وهو ما مكن من اعادة الروح والتوجه في الحياة النقابية البريطانية التي واجهت تحديات وتغيرات اقتصادية جمة وقدمت للعمال والمواطنين بصورة عامة حياة كريمة أفضل واستقلالية مادية واجتماعية لافتة.
وأكد السيد بيل آدامس ان اهتمام النقابات بالبعد الاجتماعي لابد ان تسنده جهود الحكومات حتى يقع تفادي الانحراف والاقصاء المولدين للتطرف.
وتعرض المحاضر الى ما تواجهه النقابات البريطانية من قضايا جديدة تتعلق بالهجرة وبهجرة بلدان اوروبا الشرقية خاصة وهو ما يفرض علاقات وأطرا نقابية جديدة قادرة على استشراف خطط عمل تنهض على اهداف تحقق الربح للمؤسسة كما تضمن ديمومة العمل اللائق .
ممثل الحكومة
وبين السيد عبادة المحجوبي الذي مثل الطرف الحكومي الوطني في هذا اليوم الدراسي ان الموضوع يطرح في وقت يتسم بالعديد من التحديات والتحولات الجذرية خاصة منها الاقتصادية والاجتماعية وما يرافقها من انعكاسات على المؤسسة وعلى العمل على حدّ السواء.
ثم قدم السيد عبادة المحجوبي المقاربة التونسية المتعلقة بحماية الحق النقابي ومنع العمل الاجباري واقرار المساواة في العمل وحظر تشغيل الاطفال واعتماد المفاوضة الاجتماعية كوسيلة مثلى لتحقيق ما اعتبره الرفاه للعمال وللمؤسسة وكذلك تعميم الحماية الاجتماعية من خلال ملاءمة تسريع الشغل مع معايير العمل الدولية وتمثيل العمال في دوائر الشغل وداخل المؤسسة وتوقف السيد عبادة المحجوبي عند تجذر تقاليد الحوار الاجتماعي بما دعم السلم الاجتماعية ومناخ الاستثمار الداخلي والخارجي وتطوير نسبة النمو وذلك في اطار المعادلة بين الابعاد الاقتصادية والاجتماعية في السياسة التنموية لبلادنا .
ممثل اتحاد الصناعة والتجارة
وبين السيد سامي السليتي ممثل اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ان هذا المصطلح قد أخذ أبعادا كبيرة حيث غدت التنافسية التي ظهرت اثر تحرير الاقتصاد والمبادلات التجارية وامضاء اتفاقية الشراكة وإنشاء المنظمة العالمية للتجارة بمثابة المعادلة الاقتصادية الجديدة التي تتفرع عنها الاسئلة التالية:
كيف ننتج اكثر وأفضل وبأقل كلفة؟ وبالتالي فقد حرصت كل الاقتصاديات وأجمعت على تحقيق تموقع داخل الاسواق العالمية في اطار من المنافسة الشرسة.
وبالتالي أصبح التنافس حسب السيد سامي السليتي يميز حجم المبادلات التجارية ونوعيتها كما يميز حركية الاستثمار بين الأموال التي أصبحت بدورها تتسابق نحو مناطق اكثر جدية واقل سعرا بهدف تحقيق ثلاثة اهداف:
جلب الاستثمارات الاجنبية.
تحقيق نسق ارفع لنسب النمو.
القدرة على الاستجابة لمطالب العمل مبرزا ان عديد الدول قد انساقت وراء هذا التمشي بل ذهبت الى ما هو أبعد منه بما ساهم في صدور كارثة اسماها بالاغراق الاجتماعي الذي تأسّس على التعسف على الحقوق الاساسية للعمال من القيم الانسانية الكونية والاخلال بقواعد المنافسة السليمة والعادلة والنزيهة.
واضاف ان هذه المنافسة غير الشريفة قد صاحبتها عولمة لن تقدر على ادراك البعد الاجتماعي بما خلق اخلالات وعدم التوازن.
وبعد ان تحدث عن المبادرات الاممية التي جاءت في سياق الحدّ من هذه التأثيرات وخلق بدائل أفضل لعالمي الشغل والاقتصاد تعرض السيد سامي السليتي الى أجندة منظمة العمل الدولية المتعلقة بالعمل اللائق.
وتوقف المحاضر عند التجربة التونسية ثلاثية الاطراف منذ انطلاقها سنة 1973 حيث كان هدفها تنظيم العلاقات الاجتماعية واقرار الاتفاقيات الاطارية المشتركة بما ساعد على تعميق الحوار الاجتماعي وابراز الحق النقابي ، تم تناول ما افرزته الجولات الثلاثية الاخيرة من المفاوضات من نتائج.
ألينا كراستا
وتناولت السيدة الينا كراستا مسؤولة سياسية لاتحاد النقابات البريطانية ببروكسال ومسؤولة حقوق الشغل القضية المتعلقة بالمنافسة والمسؤولية المجتمعية للمؤسسة حيث بيّنت ما يكتنف هذه العلاقة من اختلافات واضحة خاصة ان العديد من المؤسسات لا تقر بمسؤولياتها الاجتماعية ولا تعترف بالعلاقات العمالية كجزء من المسؤولية المشتركة.
مبرزة ما للمؤسسة الاقتصادية من بالغ التأثير على المجتمع بصورة عامة ومن سيطرة على ظروف الشغل والاقتصاد في حين تركز النقابات على اهمية العلاقات الاجتماعية والعمالية بالنسبة للمؤسسة ذاتها وبالنسبة لمبدإ الانصاف من ناحية والالتزام بمبادئ منظمة العمل الدولية.
وبعد ان جاءت السيدة ألينا كراستا على ما يميز عالم الشغل اليوم من مرونة وعقود ظرفية مس من العدل، تعرضت لنموذجية الواقع العمالي في بريطانيا على الرغم من ان نسبة الانتاجية مازالت حسب رأيها تتطلب ما هو افضل وهو ما يشرع اهتمام اتحاد النقابات البريطانية بالحوار الاجتماعي داخل المؤسسة وتنمية الفضاءات العمالية ذلك ان تطوير الانتاجية وتقوية التنافسية يفترضان :
شراكة مع العمال في اتخاذ القرار.
تخطيط اداء المؤسسة واهدافها.
اقرار علاقة قوية بين النقابة والتشغيل والانتاجية.
وبعد ان استعرضت بعض النماذج عن التجارب النقابية في امريكا اللاتينية والتي رأت فيها انها تعتمد اسلوب المواجهة المولد لعديد التحديات ، بيّنت ان الاضراب وان كان أداة مساومة جيدة يفرض عودة الطرفين الى طاولة المفاوضات فإنها دعت الى ضرورة التعلم من التحديات التي تواجهها مناهج نضالية جديدة وطرق هيكلة نقابية متطوّرة.
كارولين سميث
وفي مداخلتها بينت السيدة كارولين سميث المسؤولة السياسية عن التعليم تكوين الكفاءآت ما للكفاءة من دور في الرد على انعكاسات العولمة مبرزة جدوى العمل النقابي في اطار مجهوداته الرامية الى تطوير المهارات ومجابهة التحديات ، متوقفة عند بعض المؤشرات الرقمية في الساحة العمالية البريطانية المتسمة بوجود زهاء 5 ملايين عامل يفتقرون إلى المهارات الاساسية اضافة الى ما يعانونه من جهل في المعرفة الرقمية حيث تأتي المملكة المتحدة في المرتبة 18 ضمن 30 بلدا المنتمية الى O C D وذلك بالنسبة للمهارات الاساسية وتأتي كذلك في المرتبة 20 بالنسبة للمهارات المتوسطة والمرتبة 11 بالنسبة الى المهارات العليا.
واعتبر ان خمس الفجوة المتعلقة بالانتاجية مرتبطة بالنقص المسجل في الكفاءات .
وأكدت السيدة كارولين سميث وجود استراتيجية حكومية تهدف الى تطوير الكفاءات العمالية الاساسية ضمن برامج تطوعية وهو نظام يقع اعتماده في مستوى مجال الشغل وداخل مواقع العمل ، وكذلك هناك استرتيجيات قطاعية وجهوية تمكن الشغالين من تطوير كفاءاتهم .
اذ تتميز هذه الاستراتيجية التي تركز جهودها علي القدرات المسماة 20 20 بهدف تطوير اللقاءات السابقة وتدعيم معارفها بما يخدم عالم الشغل والمؤسسة على مستوى المدى البعيد.
وفي هذا الاطار بينت المحاضرة ان العنصر النسائي المنخرط في النقابات بتونس له فرص اكبر للحصول على هذا النوع من التكوين والتدريب مؤكدة وجود مساع كبرى لممثلي النقابات الذين يعدون بالآلاف بهذه الزيادة في عدد المنتفعين من التكوين مع حلول سنة 2010 لمحو ما اسمته بالأمية الرقمية حيث تم بعث صندوق مخصص لهذا الغرض يوفر 450 مشروعا تعليميا وتدريبيا ، وهو ما ساهم في إحداث نقابة نوعية في العمل النقابي وفي تنمية القدرات الشغلية والعمالية بحيث غدت المؤسسة الاقتصادية في بريطانية تتوفر على ثقافة جديدة قوامها التأقلم بأكثر سرعة وفعالية مع النقابات الهادفة من خلال برامجها الى تطوير نسب التنمية الشاملة وانتهت السيدة كارولين سميث الى تأكيد ان يتم مع مطلع سنة 2010 وضع تشريع جديد سيجعل
من العولمة متأقلمة أكثر مع أجندة الشغّالين الهادفة إلى المحافظة على التنمية المستديمة.
مقاربة الاتحاد
وفي إطار مقاربة الاتحاد العام التونسي للشغل، قدّم الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد المسؤول عن الدّراسات والتوثيق مداخلة تحت عنوان «التكوين المهني رافد لدعم التنافسية والنهوض بالعمل اللاّئق» بيّن في مستهلها «ما تعيشه بلادنا مثل سائر دول العالم منذ بداية التسعينيات على وقع ثورة تكنولوجية ومعلوماتية جامحة وعلى نسق عولمة متعدّدة الأبعاد، كان من افرازاتها ظهور طرق انتاج وأنماط استهلاك جديدة وانفتاح متزايد على اقتصاديات العالم وفق اتفاقيات شراكة وتكتّلات اقتصادية ومناطق تبادل حر...»
وفي هذا الإطار العام طرح الأخ محمد السحيمي الاشكاليات التالية:
أيّة كفاءات يجب توفيرها للاستجابة إلى انتظارات الحريف وتلبية حاجياته الجديدة؟
ما هي الكفاءات التي تسمح بغزو أسواق جديدة؟
أيّة كفاءات تكفل التموقع والدوام في مجتمع جديد قائم على المعرفة ومتفتّح أكثر على المحيط؟
وبعد أن تعرّض إلى انشغال العامل بتفشّي الأنماط الجديدة للتشغيل وتداعيات المرونة متعدّدة الأوجه أعاد الأخ محمد السحيمي طرح أسئلة منهجية حارقة:
أيّة كفاءات يجب توفيرها للتحكّم الجيّد في موقع العمل؟
أيّة كفاءات يجب توفيرها للانتقال بنجاح من عمل إلى آخر؟
أيّة كفاءات يجب توفيرها للانتقال بنجاح إلى مراكز العمل الواعدة أكثر في المستقبل؟
ومن خلال هذه الأسئلة المغلقة والموجّهة من ناحية سوسيولوجية العمل الصرف، أراد الأخ محمد السحيمي وضع المؤسسة ضمن سياقها التاريخي الرّاهن وضمن موجباتها ودورها الفعلي الهادف إلى جعل تنمية مواردها البشرية محورا من محاور استراتيجيتها الرامية إلى تحسين قدرتها التنافسية وتأمين شروط بقائها وذلك إلى جانب تنمية كفاءات عمّالها ومهاراتهم باعتبارهم رهان نجاحها.
ثمّ توقّف الأخ محمد السحيمي عند سعي المنظمة الشغيلة منذ بداية الألفية الثالثة إلى تحقيق التناغم مع ما يبذل من جهد لاصلاح منظومة التكوين والتشغيل في بلادنا مستعرضا أهمّ الخطوات والمبادرات التي أقدم عليها الاتحاد العام التونسي للشغل منذ سنة 2004.
واعتبر الأخ السحيمي أنّ التقدّم في تحقيق مهمة اصلاح منظومة التكوين المهني تقتضي من الجميع، التقيّد بروح التعاون والشراكة وتبادل المعلومة والمعطيات بين الأطراف الاجتماعيين في إطار تمشّ مؤسّس على الثقة المتبادلة والشفافية في التعامل وفعلية التمثيل، وذلك حتّى نُكْسِبَ ما أسماه بالعلاقات الاجتماعية مزيدا من المصداقية ونرتقي بها من منطق الصراع والتصادم إلى منطق التصالح والتكامل والبناء.
وعبّر الأخ الأمين العام المساعد المسؤول عن الدراسات والتوثيق عن أمل المنظمة الشغيلة وهي على أبواب الدخول في الجولة السابعة من المفاوضات الاجتماعية في أن تكون هذه الجولة فرصة لتنزيل مسألة التكوين المهني كأولوية مطلقة ضمن جدول أعمال ينسجم مع الأهداف المعلنة في المخطط الحادي عشر للتنمية..
وبعد هذا السيل الجارف من المداخلات استأثر اليوم الدراسي بحوار معمّق حول التجارب النقابية البريطانية وخاصّة في مجال التكوين والتدريب والتعاون مع الحكومات والهيئات والنقابات لمجابهة تحديات العولمة. كما عقد الوفد النقابي البريطاني في نهاية أشغال هذا اليوم الدراسي لقاء اعلاميا مع رجال الصحافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.