تونس الصباح: الحلقة الأولى من منوعة «أحنا هكة» في سلسلتها الجديدة بدت من حيث الشكل والمضمون مستوفية بالكامل لكل متطلبات وشروط الانتاج البرامجي التلفزيوني ذي البعد المنوعاتي والترفيهي الخالص.. فالضيوف نجوم من عالم التمثيل والدراما التلفزية.. والمنشط (نزار الشعري) وجه شبابي يمتلك لا فقط حضورا تلفزيونيا أنيقا، بل وأيضا قدرة على التنشيط وخلق الحيوية والفرجة و«الجو» بالمعنى المنوعاتي المهذب والحرفي للكلمة.. والمادة (أسئلة المسابقة) تبدو بسيطة وفي المتناول بعيدا عن أية صبغة «معرفية» أو حتى ثقافية لا تريد المنوعة في سلسلتها الجديد أن تدعيها.. هذا فضلا عن جمالية الصورة التلفزيونية على مستوى الاخراج. كل هذه «المعطيات» تشير الى أن القائمين على منوعة «أحنا هكة» قد حسموا أمرهم واستقر رأيهم على أن تكون هذه المنوعة في سلسلتها الجديدة حصة ألعاب وترفيه وترويج ومؤانسة ليس إلا.. وما من شك في أن الحسم على مستوى الاختيار والتوجه سيساعد بل قد ساعد بالفعل كما بينت ذلك حصة سهرة مساء الاربعاء الماضي على اكساب المنوعة «هوية» فنية واضحة.. فهي أساسا حصة من أجل الترفيه والترويح والفرجة والامتاع والمؤانسة التلفزيونية.. من هنا ستصبح أية «مؤاخذات» نقدية تحاول التركيز مثلا على «سطحية» وبساطة الأسئلة التي تطرح على الفريقين المتسابقين والقول بأنها أسئلة غير ثقافية وغير معرفية.. ستصبح غير ذات معنى وغير مبررة (بفتح الراء)، لأن الحصة لم تعد تدعي كما كانت ربما في سلسلتها الاولى أنها ثقافية، ترفيهية (مزدوجة).. كذلك، سوف لن يكون هناك مجال للقول بأننا نحن التوانسة «لسنا هكه» في اشارة نقدية تريد أن تتبرأ من عنوان المنوعة «أحنا هكة» بسبب خلطها في سلسلتها الاولى بين «الرصين» و«الهجين» وبين «الجد» الثقافي والمعرفي وبين الهزل على مستوى المواقف والأقوال. إذن هي سلسلة جديدة من منوعة «قديمة» أصبحت تمتلك «هوية» تلفزيونية واضحة محددة عنوانها الكبير والوحيد الترفيه والترويح والمؤانسة... نجوم وفرجة لتأثيث حصة سهرة أمس الاول من منوعة «أحنا هكة» على الفضائية «تونس7» جمع المنشط نزار الشعري لفيفا من نجوم الدراما التلفزيونية في تونس ممن تقمصوا خلال رمضان الماضي أدوارا بطولية في مسلسل «مكتوب» وسيتكوم «شوفلي حل» في محاولة منه للكشف عن المزيد من خبايا مواهبهم التمثيلية في محاولة منه لخلق أجواء ومواقف فرجوية مريحة ومسلية ومؤنسة، وقد كان له ذلك بالفعل .. لأنه من جهة أحسن «التعاطي» معهم تنشيطيا بأسلوب فيه الكثير من المهنية والعفوية.. ولأنه من جهة اخرى عرف كيف يفسح لهم المجال كاملا ليكونوا «طرفا» في تنشيط الحصة واثرائها، فكان أن رأينا مثلا الممثل عاطف بن حسين (شوكو) في مسلسل «مكتوب» يرقص ويغني.. كما رأينا «السبوعي» (سفيان الشعري) يملأ الفضاء حبورا وأنسا. منوعة «أحنا هكة» في سلسلتها الجديدة تبدو قد توفقت نهائيا في تحديد وجهتها الفنية التي من خلالها ستسلك طريقها مباشرة وبوضوح تلفزيوني الى قلوب الجماهير.