تونس - الاسبوعي: كشفت الخطوط التونسية عن نتائجها التجارية لسنة ...2008 نتائج مكنتها من تحطيم أرقام قياسية «ذاتية طبعا» من حيث عدد المسافرين ونسبة الامتلاء ورقم المعاملات... أرقام قياسية لا يمكن أن تحجب البتة النتائج المالية للشركة والتي وإن لم يعلن عنها بعد وإن لن تكون سلبية حسب المؤشرات الرسمية فإنها لن تعانق ما تحقق على المستوى التجاري على اعتبار أن ما عاشته صناعة الطيران في سنة2008 عصف بأعتى الناقلات وأنهى حياة 30 ناقلة وجعل 20 ناقلة أخرى في وضع حرج جدا.. أرقام قياسية والمطّلع على النتائج التجارية للناقلة الوطنية كما أوردها المدير المركزي للمنتوج الشاب علي الميعاوي الذي يشهد له بحيويته ونشاطه ينتهي الى الجزم بأن الخطوط التونسية اهتدت مؤخرا للطريق القويم.. الطريق الذي لا يمنعها من أن تكون شركة وطنية وتجارية في نفس الوقت غايتها الربح ووسائلها الى ذلك كل التقنيات والأساليب التجارية الحديثة التي تمنحها مرونة وقدرة أوفر على المنافسة في مناخ لا مكان فيه لغير الفطن والمتيقظ على الدوام.. نتائج تجارية وإن اعتبرت أرقاما قياسية للشركة لم تحققها في تاريخ حياتها التي تمتد على 60 سنة فإنها لا تزال في جوانب منها تتعلق بالمقارنة بين ما تحقق وبين المعدلات العالمية في حاجة للمزيد من الارقام القياسية .. فأسطول الناقلة الذي يضم 30 طائرة نجح في نقل 3.83 مليون مسافر وهو رقم قياسي في تاريخها لكن نسبة امتلاء الطائرات ورغم تجاوزها سقف ال 70% وبلوغها 71% لأول مرة في تاريخ الناقلة فإنها لا تزال في حاجة الى مزيد التحسن لتبلغ المعدل العالمي والمقدر ب75% كما أن معدل ساعات الطيران اليومي في حاجة الى مزيد التحسن لبلوغ المعدلات العالمية. آفاق واعدة في المقابل تتوقع المنظمة العالمية للنقل الجوي أن تكون سنة 2009 أسوأ من سابقتها التي خسرت فيها صناعة النقل الجوي 5.2 مليار دولار حسب تقديرات أولية وتتهيأ فيها لانخفاض نسب إمتلاء الطائرات ب3 نقاط وبتراجع في المداخيل ب 35 مليار دولار.. بما يجعلها السنة الأسوأ في تاريخ النقل الجوي منذ نصف قرن.. سيحدث هذا رغم أن توقعات المنظمة تقول بأن سعر البترول سيكون في حدود 60 دولارا للبرميل الواحد مقابل 100 دولار السنة المنقضية... فأي مصير ترى ينتظر ناقلتنا الوطنية التي بدأت تنتعش؟ عن هذا يجيب المدير المركزي للمنتوج بأن الناقلة ستواصل تجسيم برنامجها الطموح بما يمكنها من نسبة نمو تقدر ب8 % في عدد المسافرين لتتجاوز بذلك عتبة ال 4 مليون مسافر مع نسبة امتلاء في حدود 73% وبلوغ رقم معاملات يجاوز الألف مليار في باب النقل الجوي فقط.. وهي بذلك ستواصل استراتيجيتها التجارية التي بدأت في تجسيمها منذ سنة 2007 وتطوير منتجات جديدة وتدعيم عدد الرحلات على الوجهات الموجودة بحيث ازدادت خلال موسم الشتاء ب27 رحلة وخلال موسم الصيف ستزداد ب 21 رحلة.. هذا التفاؤل تدعمه مؤشرات أولية حيث سجلت زيادة في النشاط نهاية السنة المنقضية ب7% وفي نسبة الامتلاء بنقطتين رغم تغلغل الازمة عالميا وحتى شهر جانفي فقد شهد بدوره تحسنا ومن المنتظر أن يختم موسم الشتاء أي نهاية مارس بزيادة في حدود 8% على أن تكون هذه النسبة في حدود 6.8% صيفا مع تحسن في نسب الامتلاء ب 2%. آليات ولتحقيق ما ورد بادرت الناقلة بادخال ديناميكية أكثر على آليات التسويق من خلال وضع 350 ألف كرسي للبيع بأسعار مغرية والحثّ على الحجز المبكر بأقل الأثمان والبدء باعتماد تجربة تعريفة «ذهاب» اي تعريفة باتجاه واحد بسعر معقول ينافس الناقلات منخفضة الكلفة.. كذلك إدخال مرونة أفضل في الترفيع أو التقليص من كراسي درجة الاعمال بعد أن بدأت الناقلة في إعادة تهيئة 10 طائرات آرباص أ320 من خلال تجديد ما بداخلها بما في ذلك الكراسي وهو ما سيمكن من تهيئة فضاء خاص بدرجة الاعمال يمكن أن يتسع الى 32 كرسيا عوضا عن ...24 كما تستعد الناقلة الى تطوير خدماتها من حيث مزيد تكوين المضيفين والمضيفات وتحسين جودة الاكلات التي يعمل على تطويرها رئيس طبخة فرنسي كلّف خصيصا بذلك. يتم الاعداد لكل هذا في الوقت الذي تعد فيه الناقلة نفسها لإقتناء طائرات جديدة ستصل أولاها في سنة 2010 على أن تبدأ في تسلم الطائرات طويلة المدى من صنف أ320 بداية من 2011 لتدخل معها الناقلة في تجربة عبور المحيطات فتبلغ كندا وأمريكا والصين. وفي الانتظار يبقى ملف تمويل اقتناء الاسطول هو الشغل الشاغل.. دون الاغفال عن قرب حلول موعد تحرير النقل الجوي في السماء التونسية المتوقع بدءا من سنة 2010 والذي سيمكن الناقلات الاجنبية من العمل على تونس بكل أريحية ودون الحاجة الى اتفاقيات ثنائية مسبقة.. تحرير استعدت له ناقلتنا الوطنية بالتطوير الذي بدأ يعطي أكله.. بما سيمكن «الغزالة» من التحليق الى أبعد حدود الحلم.. حلم سيتحول الى حقيقة بتظافر جهود كل أبناء الناقلة الذي يظل بيدهم فقط أمر نجاح حاملة الراية الوطنية أو فشلها. للتعليق على هذا الموضوع: