اهتزت مدينة قفصة صباح السبت على وقع جريمة قتل شنعاء لم تحصل في الشارع أو في احدى الحانات او الامكنة المشبوهة التي يختلط فيها الحابل بالنابل... الجريمة التي ذهب ضحيتها تلميذ يدرس بالسنة الثالثة آداب جدت داخل مؤسسة تربوية تضم ما لا يقل عن 3500 تلميذ.. وبجانب ادارة المعهد ووسط التلاميذ والاطار التربوي والاداري... الجريمة جدت على الساعة العاشرة صباحا اي وقت الراحة وذهب ضحيتها تلميذ مقيم تغرب وترك اهله وعائلته من أجل أن ينهل من منابع العلم والمعرفة في مؤسسة حكومية وأودت بحياة تلميذ... الجريمة ارتكبت بكل بساطة داخل معهد عمومي مهمته الاساسية تربية الناشئة وحمايتهم والحفاظ عليهم ..فكيف تمكن غرباء من دخول المعهد وأين كان أعوان المعهد ومسؤولوه واداريوه.؟ هل أصبحت أبواب معاهدنا مفتوحة لكل من هب ودب يدخلها متى شاء ويخرج منها متى شاء ويقوم بداخلها بما طاب له؟ كنا نوجه اللوم سابقا الى من يرابضون أمام المعاهد لمعاكسة التلميذات أو لافتعال مشكل أو خصومة مع تلميذ، واليوم تحول الخطر الى الداخل،بل الخطر فاق حدود المعاكسة و"اصطياد" التلميذات ليصل الى حد القتل داخل حرم مؤسسة تربوية. ما حصل صباح السبت داخل ساحة المعهد الفني بقفصة مؤشر خطير عما آلت اليه البعض من مؤسساتنا التربوية وما آلت اليه الاخلاق لدى البعض من التلاميذ. الجريمة مناسبة للتصدي للتسيب وتدهور الاخلاق وتخلي المسؤول والمربي عن دوره وإعادة النظر في بعض القوانين التي حدت من الردع إضافة إلى دعوة بعض الاولياء الذين تخلوا عن دورهم في تربية أبنائهم ومتابعتهم. فهل من حلول عاجلة تحمي تلامذتنا وتحمي اخلاقنا وتحمي حرمة مؤسساتنا التربوية؟؟؟